هل تقصم تصفية بن لادن ظهر 'القاعدة' وفكرها ومنهجها، حسن جوهر متسائلا ؟!
زاوية الكتابكتب مايو 3, 2011, 12:14 ص 938 مشاهدات 0
إسلام بن لادن!
د. حسن عبدالله جوهر
هل تقصم تصفية بن لادن ظهر «القاعدة» وفكرها ومنهجها، وتتلاشى الظاهرة «الطالبانية» باختفائه من مسرح الأحداث؟ وهل يمكن أن يخلف بن لادن من يحمل ذات الخصوصيات التي انفرد بها، خصوصاً الثروة الهائلة التي يملكها أو يستطيع جمعها من أثرياء العرب على وجه التحديد؟
على ماذا سيسدل الستار بعد قتل أسامة بن لادن؟ هذا السؤال الكبير من المؤكد أن يفرض نفسه على الأجندات السياسية والإعلامية والثقافية للكثير من الحكومات والتيارات والأحزاب السياسية والحركات الدينية وأدبيات البحث العلمي.
فهل تقصم تصفية بن لادن ظهر 'القاعدة' وفكرها ومنهجها، وتتلاشى الظاهرة 'الطالبانية' باختفائه من مسرح الأحداث؟ وهل يمكن أن يخلف بن لادن من يحمل ذات الخصوصيات التي انفرد بها، خصوصاً الثروة الهائلة التي يملكها أو يستطيع جمعها من أثرياء العرب على وجه التحديد؟ والأهم من ذلك كله، هل تتعظ التيارات والحركات الدينية من التجربة 'الطالبانية' على نهج «القاعدة» التي شوهت وجه الإسلام وسماحته وأدبياته حتى الجهادية، وفتحت أبواب جهنم على المسلمين في عموم أرجاء الدنيا، وزرعت الكراهية ضد كل ما يرمز إلى الدين الإسلامي وأتباعه؟
فلم يشهد التاريخ الحديث مسيرة للإسلام والمسلمين، ثقافتها أقصى درجات التطرف والتشدد والتخلف ومعاداة الشعوب مثلما سجلتها 'القاعدة' وتجربتها مع حركة 'طالبان' إبان حكمها لأفغانستان، ولم تقف هذه الثقافة عند حد استباحة دماء المدنيين وترويع الآمنين وتفجير الأهداف والمنشآت المدنية، وتدمير حتى الآثار الإسلامية، بل محاربة كل أشكال العصرنة والحداثة سواء على الصعيدين الثقافي والفكري أو العمراني والمدني.
ومن الويلات التي ألحقتها 'القاعدة' وعناصرها بحق الشعوب الإسلامية ومجتمعاتها نشر ثقافة القتل والتهديد في الكثير من الدول الإسلامية ذاتها بحق بني جلدتهم، وتكفير كل ما لا ينسجم مع فكرهم، مع المفارقة العجيبة أن الساحة الفلسطينية فقط كانت خارج أجندتها سواء في مفهوم الجهاد أو المقاومة ضد الكيان الصهيوني الذي يحمل فكر التطهير العرقي وقتل المدنيين وهدم منازلهم على رؤوسهم، ولم يسلم منهم حتى الأطفال الرضع في ممارسة واقعية لمفهوم الاحتلال، وبكل ما يعنيه الاحتلال من تطبيقات على الأرض!
وكنت دائما أشير إلى مقارنة التجربة 'الطالبانية' بالتجربة التركية، خصوصاً أن التجربتين تنطلقان من أسس دينية، وكيف قادت كل تجربة شعبها وبلدها في عصر العولمة وصراع الحضارات؟ وما المعنى والانطباع اللذان رسمهما كل منهما على الإسلام والمسلمين؟! ففي حين عانى الشعب الأفغاني المزيد من القهر والفقر وتشويه صورة الدين، يسجل الشعب التركي نموذجاً رائعاً للمدنية الإسلامية أبهرت العالم ولاتزال.
إن قتل بن لادن، وبهذا الشكل البسيط ودون كلفة عسكرية وحتى بأقل الخسائر المدنية، قد منح الإدارة الأميركية والرئيس أوباما شخصياً نشوة الانتصار والتفوق تحت عنوان: تخليص العالم من أحد رموز الشر، وفي المقابل شهد العالم، وأمام مرأى ومسمع وسائل الإعلام، كيف أن الرئيس أردوغان يظهر، وبكل ثقة وتفوق، ليحرج حكومات العالم ورموزها، ويحشرها في زاوية الخجل والاستصغار، ولعل المشهد التاريخي للرئيس الإسرائيلي الذي بدا كالعريان من كامل ثيابه أمام كل شعوب العالم وسط تحية غير مسبوقة عالمياً لرئيس الوزراء التركي، خير مثال على قوة الإسلام بالحجة والمنطق والإقناع! فهل من معتبر يا أولي الألباب؟!
تعليقات