عن حادثة سفيرنا في بوتان- سامي النصف متسائلا: ما يهم هو كيفية وصوله للمنصب ؟!
زاوية الكتابكتب مايو 1, 2011, 11:25 م 2971 مشاهدات 0
المشهد السياسي والأمني وإسلام سلمى!
الاثنين 2 مايو 2011 - الأنباء
سامي النصف
عرض علي الاخوة القائمون على برنامج «المشهد السياسي» في قناة الوطن استضافتي في حلقة الليلة قبل الماضية واعتذرت لظروف ملحة، وندمت على ذلك الاعتذار بعد مشاهدتي بعض ما جرى في اللقاء والتهجم السافر على نجم الحلقة، وأعني المقدم الشاب علي حسين الذي كان يمثل بحسرته وألمه الصادق رؤى ومشاعر كل المخلصين من أهل الكويت.
أعتقد أن الضيفين الفاضلين أخطآ في فهم معنى الكونفيدرالية والفيدرالية الذي أخذ أغلب وقت البرنامج، فمجلس التعاون الخليجي ليس وحدة كونفيدرالية والتي تستوجب توحد بعض سياسات الدول المنضوية تحتها كالدفاع والخارجية وتوحيد العملة كمثال، المجلس الخليجي في هذه المرحلة هو تجمع لست دول مستقلة كحال تجمع دول شرق آسيا أو الاتحاد الافريقي.. إلخ، كما أن الفيدرالية للمعلومة لا تستوجب وجود ديموقراطية أو دساتير في الدول التي ترتضي بتلك الوحدة التي تقل قليلا عن الوحدة الاندماجية وتزيد قليلا عن الكونفيدرالية، حيث لا يقبل ضمن الاتحاد الفيدرالي إلا بحكومة وقيادة سياسية واحدة.
ما يهم في حكاية سفير الكويت في مملكة بوتان ـ إن صحت ـ هو كيفية وصول سفير لهذا المنصب وهو لا يعلم بديهية وأساسية أنه لا يمثل نفسه فيما يطرح من آراء، بل يمثل دولة الكويت العضو الفاعل في درع الجزيرة التي كان يطالب بطرد قواتها ـ أي قوات بلاده ـ من مملكة البحرين، في الحالة الليبية وغيرها كان يصاحب اعتراض السفراء على سياسة بلادهم تقديمهم استقالاتهم من مناصبهم، لذا فهناك حاجة للنظر في منهاجية الاعداد والاختيار لمنصب السفير، خاصة بعد إنشاء المعهد الديبلوماسي الواعد.
حوادث اختطاف الطائرات واحتجاز الرهائن في المباني وغيرها تحتاج الى «مفاوضين محترفين» كي تنتهي تلك الاشكالات بسلام ولا تترك لاجتهادات شخصية، فاجعة مخفر العدان وقبلها ما حدث ابان توقيف مركب خفر السواحل لزورق الصيد العراقي، تحتاج الى عمليات تدريب متكررة لكيفية مواجهة الأزمات، وأنصح باستخدام أفلام القناة الوثائقية Investigation Discovery التي تظهر كيفية تعامل قوى الأمن الاميركية ومفاوضيها وأطبائها الشرعيين مع الجرائم المختلفة.
أخيرا، حدثني الزميل حسن العلوي عن تفاصيل محادثة صدام له، ومما ذكره أنه كان ساهرا هو وزوجته مع مدير «العراقية» في بيروت وزوجته وطيار عراقي اسمه مازن وزوجته، عندما استقبل المكالمة الشهيرة التي انتشرت على الانترنت وفي التاريخ الذي يحتفل فيه صدام عادة بعيد ميلاده المشؤوم، وقد استرسل في الحديث مع المتصل أمام الشهود ولم يكن الحديث مفبركا، بل كان حقيقيا ـ حسب قوله ـ ويعتقد أبوعمر أن المتصل كان مقلدا بشكل جيد لصوت صدام والغريب ان احدى كبريات الصحف الاميركية طرحت عليه مائة سؤال حول تلك المكالمة، مما يعني أن هناك من لديه شك في عملية إعدام صدام.
ما أعطى تلك المكالمة «الوهمية» مصداقيتها، حقيقة ان عملية إعدام صدام لم تتم في وضح النهار كما يفترض وأمام آلاف الساسة والإعلاميين والمصورين، بل تمت في ليل أظلم وسط أناس مقنّعين وبتصوير سيئ من كاميرا هاتف واحدة أظهرته ورباط أسود يحيط برقبته يمكن له أن يخفي طوقا معدنيا يحمي الرقبة، وينتهي الشريط الرديء بسقوط الطاغية من كوة الإعدام ولا يستكمل التصوير لإظهار موته بعد السقوط لأسباب مبهمة.
آخر محطة:
(1) قام الزميل أسامة أبوالسعود بنشر لقاء في «الأنباء» أجراه مع وزير المالية المصري الكفؤ د.سمير رضوان الذي تحدث خلاله بصراحة تامة عن الأحوال الاقتصادية التي ما توقفنا عن التحذير منها وضرورة الالتفات اليها قبل أن تقع الفاس بالراس.
(2) أعطى الوزير الفاضل تفاصيل رقمية تحرك الحجر ومشاعر البشر، فقد سيّل البنك المركزي 13 مليار دولار خلال شهرين لمنع سعر الجنيه من الانهيار، وقد انخفضت الصادرات بـ 40% وبلغت خسائر السياحة 3 مليارات دولار شهريا، مما خلق حاجة ملحة لملياري دولار لهذا الشهر و10 مليارات دولار لميزانية العام المقبل ستتم محاولة الحصول عليها كقروض ومنح من البنوك والحكومات العربية والأجنبية.
(3) بدلا من الاهتمام بتلك الإشكالات المفصلية والحقيقية، تفرغت أغلب الفضائيات والصحف المصرية لقضية المسيحية ـ المسلمة ـ المسيحية.. إلخ، كاميليا التي ينطبق عليها قول الشاعر «أسلمت سلمى (كاميليا) فما زاد الاسلام ولا نقص النصارى» حالها كحال إسلام حنون الذي لم يزد في الاسلام مقدار خردلة.
ة
تعليقات