بمناسبة عيد العمال العالمي، محمد الهملان يناشد النقابيين رص الصفوف وتوحيد الكلمة ؟!

زاوية الكتاب

كتب 817 مشاهدات 0


الأول من مايو «يوم العمال» 
 
الأحد 1 مايو 2011 - الأنباء
 
محمد الهملان

في الأول من مايو من كل عام يحتفل العالم بأسره بيوم العمال الذي يحمل في طياته الكثير من المعاني الراسخة والقيم الشامخة المهمة لنا كطبقة عاملة، فقد خاض أبناء هذه الطبقة معارك الشرف والكفاح وناضلوا بعزيمة وإصرار فقتل منهم من قتل وشرد الكثير منهم وعذب من تبقى منهم، فكبلت الأغلال معاصم حرياتهم، كل ذلك في سبيل نيل أبسط حقوقهم الإنسانية التي كرم الله بها بني آدم.
ففي عام 1886 خرج حوالي 40 ألف عامل في شارع «هاي ماركت» في شيكاغو مطالبين بأبسط حقوقهم الإنسانية أن تحدد لهم ساعات عمل لكي ينالوا قسطا من النوم والراحة ووقت لفراغهم ليزاولوا حياتهم الاعتيادية، إلا أنهم واجهوا غول الرأسمالية الجشعة، فصوب نيران بنادقه إلى صدورهم العارية، فسقط من سقط وشرد من شرد وألقي القبض على كثير منهم وزجوا في غياهب السجون مكرسين بذلك أبشع صور الاستعباد والاستغلال الذي ما زاد هذه الطبقة العاملة إلا اصرارا على مواصلة مسيرة الكفاح، فتبددت سنوات الظلم والقهر والجوع والفقر، فحصل العمال على مرادهم وتحقق جزء من أحلامهم، فكانت لهم ساعات عمل محددة وهي ثماني ساعات والذي أصبح قانونا نتمتع به إلى يومنا هذا منذ ذلك التاريخ الذي تحتفل به الطبقة العاملة كذكرى عطرة لجهود هؤلاء العمال عرفانا لعطائهم وتضحياتهم وكفاحهم الذي أصبح حافزا لنا للاستمرار على هذا النهج للحفاظ على حقوقنا ومكتسباتنا من أي تهديد.

إننا كطبقة عاملة نشكل وحدة متكاملة في كل بقاع الأرض، فما يحصل في أقصاها من انتفاضة يجنى ثمارها الأدنى الآخر من الأرض في صورة تضامنية يسعى الجميع إليها لتحقق العدالة والمساواة الاجتماعية في العالم أجمع.

إن كفاح ونضال أوائل الطبقة العاملة في الكويت لا يقل عن مثيلاتها فقد بذلوا من العطاء والتضحيات ما جعل لهم موقعا مرموقا في العالم بأسره فنالوا احترامه، ففي بداية القرن الماضي بدأوا مشوارهم، فكانت ثمرته المادة 43 من دستور عام 1962 وكان حراكهم في أواخر الستينيات بداية انطلاقهم لتأميم النفط، فتحقق في منتصف السبعينيات وبالتحديد في العام 1976، فكان من أعظم الأحداث التي مرت بها الحركة النقابية الكويتية، وما نتمتع به من خيرات وثروات حبانا الله بها وما حصلنا عليه من امتيازات وحقوق كان بفضل من الله ثم هذه الكوكبة النقابية التي يكمل بعضها بعضا فهم يستحقون منا اليوم لفتة وفاء تكريما لهم وعرفانا لجهودهم وتضحياتهم.

لكنه من المؤسف أن نعيش اليوم شيئا من التفكك والتشرذم، فترى صراعا هنا واختلافا هناك لا لمصلحة عامة أو من أجل حقوق سلبت بل من أجل تلك المناصب الزائفة، وهذا ما أفقد ثقة العمال بقياداتهم النقابية وأتاح للطرف الآخر السيطرة على الحركة النقابية وتقويض حرياتها، لاسيما بعض الانتهازيين الذين ساعدوا على ذلك.

لذا نناشد كل النقابيين اليوم لرص الصفوف وتوحيد الكلمة لتحقيق تطلعات وآمال العاملين للنهوض بالحركة النقابية والارتقاء بها لتحقيق أهدافها والبدء بإصلاح البيت الداخلي كخطوة أولى وذلك في تغيير دستور الاتحاد العام ليتواءم والمرحلة الحالية والمستقبلية والسماح لجميع النقابات بأن تنضوي تحت مظلة اتحاد واحد بنهج ديموقراطي ومنافسة شريفة وأخوية تتيح للجميع المشاركة تحت شعار «الإنجاز والعمل هو الفيصل والمعيار».


* نائب رئيس مجلس إدارة نقابة عمال شركة البترول الوطنية الكويتية

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك