دبابات الجيش السوري تقصف شرقي درعا

عربي و دولي

القوات تقتل 64 شخصا وأمريكا تشدد العقوبات

1761 مشاهدات 0


قال شهود عيان إن عشرات الدبابات التابعة للجيش السوري بدأت في قصف الأنحاء الشرقية من درعا، فيما دوت أصوات إطلاق نار في أرجاء المدينة، السبت.

وذكرت المصادر أن مروحيات حلقت فوق سماء المدينة وتمركز الجنود فوق أسطح المباني وبدا دوي إطلاق نار واضحاً أثناء حديث الشهود مع CNN عبر الهاتف.

وشهدت 'درعا'، الجمعة، سقوط 19 قتيلاً، بينهم أربعة جنود، ضمن 64 شخصوا قتلوا على يد قوات الأمن السورية في أنحاء شتى من سوريا، الجمعة.

ونقلت وكالة الأنباء السورية، سانا، إن أربعة جنود قتلوا وتعرض اثنان للخطف من قبل 'جماعة إرهابية مسلحة' هاجمت نقطة عسكرية في درعا، الجمعة.

وذكر شهود العيان إن القوات السورية منعت سكان المدينة من المشاركة في صلاة الجمعة في الوقت الذي تمركز فيه القناصة فوق أسطح المباني بالمدينة التي تناثرت فيها جثث قتلى بعدما تخوف أهاليهم من التقاط رفاتهم.

وتعاني المدينة من قطع إمدادات الطاقة والكهرباء والمياه والمواد الاستهلاكية.

وكانت العديد من المدن السورية قد شهد الجمعة احتجاجات حاشدة، فيما عرف بـ'جمعة الغضب'، للمطالبة بالتغيير الديمقراطي، ووقف الأعمال العسكرية ضد المتظاهرين.

وقالت لرابط معلومات حقوق الإنسان في سوريا، إن 64 شخصاً قتلوا أثناء احتجاجات الجمعة، علماً  أن CNN لا يمكنها التأكد من صحة المعلومات الواردة من سوريا بشكل مستقل، وذلك بسبب عدم حصول الإعلام الأجنبي على تصاريح للعمل في الدولة العربية.

وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد أقر الجمعة أمراً تنفيذياً بفرض عقوبات على مسؤولين سوريين لصلتهم بانتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا.

وتشمل العقوبات حجز الممتلكات العقارية على 'شخصيات بعينها'، لتضم القائمة كلاً من شقيق الرئيس السوري، ماهر الأسد، قائد الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، وعلي مملوك، مدير جهاز الاستخبارات، وعاطف نجيب، وهو ابن خالة بشار الأسد، وشغل منصب الرئيس السابق لجهاز الأمن السياسي في سوريا.

وشمل القرار كذلك جهاز المخابرات العامة (السوري)، وقوات الحرس الثوري الإسلامي الإيرانية، أو قوات القدس، نظراً لأن إيران تقدم الدعم للحكومة السورية فيما يخص قمع الاحتجاجات في سوريا.

والخميس، أصدر مجلس حقوق الإنسان في جنيف قرارا أدان فيه استخدام السلطات السورية للعنف القاتل ضد المتظاهرين المسالمين، وإعاقتها للوصول إلى الرعاية الطبية.

وحث القرار الحكومة السورية على وضع حد فوري لجميع انتهاكات حقوق الإنسان وعلى حماية السكان واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية بما في ذلك حريتا التعبير والتجمع.

ومن جهتها فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على شخصيات حكومية سورية بارزة بعد ان قتلت قوات الامن اكثر من 60 شخصا في شتى انحاء سوريا اثناء مظاهرات مطالبة باسقاط الرئيس بشار الاسد.
وقال مصدر طبي لرويترز ان جنودا في درعا قتلوا 19 شخصا يوم الجمعة عندما اطلقوا النار على الاف المحتجين الذين قدموا من قرى قريبة اظهارا للتضامن مع تلك المدينة الواقعة في جنوب سوريا حيث تفجرت الانتفاضة السورية قبل ستة اسابيع.
وقالت منظمة سواسية السورية لحقوق الانسان ان لديها اسماء 62 شخصا قتلوا اثناء الاحتجاجات في درعا والرستن واللاذقية وحمص وبلدة القدم بالقرب من دمشق. وقدم المرصد السوري لحقوق الانسان قائمة مماثلة لعدد القتلى.
وجاء سفك الدماء الذي حدث الجمعة بعد ان تحدت من جديد مظاهرات في شتى انحاء سوريا الانتشار العسكري المكثف والاعتقالات الجماعية وقمع عنيف لاكبر تحد شعبي للحكم الاستبدادي لحزب البعث المستمر منذ 48 عاما.
وفرض الرئيس باراك اوباما عقوبات جديدة على شخصيات سورية من بينها احد اشقاء الاسد مسؤول عن القوات في درعا في اول رد على حملة القمع السورية العنيفة.
ووقع اوباما على امر تنفيذي يفرض العقوبات على وكالة المخابرات وعاطف نجيب قريب الاسد وشقيقه ماهر الذي يقود فرقة الجيش التي اقتحمت درعا يوم الاثنين. واستهدفت العقوبات الحرس الثوري الايراني القوي المتهم بمساعدة حملة القمع السورية.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عقب اجتماع مع وزير الخارجية الياباني 'ان العقوبات التي اعلن عنها اليوم هدفها ان تظهر للحكومة السورية ان تصرفاتها وأفعالها ستخضع للمحاسبة.'
وبعد فترة وجيزة من خطوة اوباما قال دبلوماسيون بالاتحاد الاوروبي انهم توصلوا لاتفاق مبدئي لفرض حظر على ارسال اسلحة الى سوريا وان الاتحاد الاوروبي 'سيدرس بشكل عاجل اتخاذ اجراءات اخرى ملائمة وهادفة.' وقال الدبلوماسيون انه فهم ان المقصود من ذلك اجراءات ضد افراد.
وتعتمد هذه العقوبات التي تتضمن تجميد اصول وحظر تعاملات تجارية مع الولايات المتحدة على اجراءات اوسع تفرضها واشنطن على سوريا منذ عام 2004 ولكن ربما لن يكون لها تأثير يذكر لانه يعتقد ان المقربين من الاسد لا يملكون اصولا تذكر في الولايات المتحدة.
وقال مسؤول ان البيت الابيض 'ليس مستعدا' لمطالبة الاسد بالتنحي لان اوباما ومساعديه 'لا يريدون ان يسبقوا الشعب السوري.'
لكن الاف السوريين خرجوا الى الشوارع في شتى انحاء سوريا بعد صلاة الجمعة مطالبين بتنحي الاسد ومتعهدين بدعم سكان درعا.
وقال شهود ان المتظاهرين هتفوا في احتجاجات كثيرة 'الشعب يريد اسقاط النظام.'
واندلعت مظاهرات اخرى في مدن حمص وحماة وبنياس على البحر المتوسط والقامشلي في شرق سوريا وحرستا وهي من ضواحي دمشق.
وقال نشطون حقوقيون ان دمشق شهدت اكبر احتجاج في العاصمة حتى الان مع وصول عدد الحشد الى عشرة الاف شخص لدى سيره في اتجاه ساحة الامويين قبل ان تقوم قوات الامن بتفريقه باطلاق الغاز المسيل للدموع.
وقالت سواسية الاسبوع الماضي ان 500 مدني على الاقل قتلوا منذ بدء القلاقل قبل ستة اسابيع. وتشكك السلطات في ذلك وتقول ان 78 من قوات الامن و70 مدنيا قتلوا في اعمال العنف التي تنحي باللائمة فيها على جماعات مسلحة.
وانحت الوكالة العربية السورية للانباء باللائمة على ' جماعات ارهابية مسلحة' في قتل ثمانية جنود قرب درعا. وقالت ان هذه الجماعات اطلقت النار على منازل الجنود في بلدتين قرب درعا وقام الحرس بصدها.
وقالت الوكالة ان قوات الامن اعتقلت 156 عضوا بالجماعة وصادرت 50 دراجة نارية.
ولكن شاهدا في درعا قال ان القوات السورية اطلقت الذخيرة الحية على الاف القرويين الذين قدموا الى المدينة المحاصرة.
وقال 'اطلقوا النار على الناس عند بوابة درعا الغربية في منطقة يادودا على بعد ثلاثة كيلومترات تقريبا من وسط المدينة.'
وقال نشط حقوقي في درعا يوم الجمعة ان جثث 85 شخصا قتلوا منذ اقتحام الجيش المدينة يوم الاثنين كانت موجودة بمشارح مؤقتة في المدينة القريبة من الحدود الجنوبية لسوريا مع الاردن.
واثار القمع العنيف الذي قام به الاسد إدانة متزايدة من الدول الغربية التي سعت منذ عدة سنوات للتواصل مع دمشق وتخفيف تحالفها الوثيق المناهض لاسرائيل مع ايران وجماعة حزب الله وحركة المقاومة الاسلامية (حماس).
وادان مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان سوريا لاستخدامها القوة الميتة ضد المحتجين السلميين وبدأت تحقيقا في عمليات القتل وجرائم اخرى مزعومة.
وقال مسؤول امريكي ان العقوبات الجديدة تهدف لاظهار انه لا احد في القيادة السورية لديه 'حصانة' من المحاسبة. وقال المسؤول ان بلاده تراقب بشار عن كثب.

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك