إلى متى مسلسل سب الصحابة؟!- فهد العازب متسائلا ؟!
زاوية الكتابكتب إبريل 30, 2011, 2:11 ص 1024 مشاهدات 0
على رسلك
إلى متى مسلسل سب الصحابة؟!
د. فهد عامر العازب
في السنوات القليلة الماضية ظهرت نابتةُ غريبةُ على مجتمعنا، وظاهرة ممجوجة يكش منها جلد كل مؤمن، يؤمن بالله واليوم الآخر، فلم تكن من عادات أهل الكويت الكرام قديماً فعلها ولاقولها، الا وهي سب الصحابة، فسب الصحابة او انتقاصهم ظاهرة خطيرة لم يكن من اسلاف اهل الكويت – كما قلت – فعلها، بل المعروف عنهم ترضيهم على اصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم والتسمي بأسمائهم، وعدم التنقص بهم والاساءة اليهم.
فبداية الاساءة والتنقص من الصحابة – كما قلت – لم يكن بعيداً بل في السنوات القليلة الماضية، ابتداء ماذكره أحد أعضاء مجلس الامة وأمام الملأ في قاعة عبدالله السالم: [انه لابد من تغيير اسم الشارع الذي سمي به الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة»!!
واخذ يتنقص من مكانة ذلك الصحابي!!، ثم بعده بسنوات قليلة ظهر شيخ ذلك النائب – كما قال عن نفسه!! (ياسر الحبيب) – وهو والله الخاسر – بكل تجرؤ ووقاحة بسب أمهات المؤمنين وأصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم، ثم سجن فهرب من سجنه الى لندن وسحبت جنسيته، فهو ليس بكويتي ولله الحمد.
ثم عاد مسلسل سب الصحابة مرة أخرى، لكن هذه المرة بطريقة اخرى وهي شتم الصحابة بالكتابة على جدار المسجد، وذلك بعد توتر العلاقات الخارجية بين طهران ومجلس التعاون الخليجي – وهذا الرابط مهم ينبغي الانتباه اليه!!
وأخيراً: سب الصحابة وبنفس الطريقة على جدران المدرسة، فتسلسل هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا بهذه الطريقة غير المقبولة، لابد من الوقوف عندها لاعتبار عدة امور، منها:-
أولاً: تعزيز محبة الصحابة في اوساطنا ونشر فضائلهم، والتحرير من سبهم وانتقاصهم، في القنوات المتاحة لنا، ويتمثل ذلك بالتعليم، وذلك باضافة مادة (فضائل الصحابة وسيرهم) في مناهجنا الدراسية والتحذير من سبهم وانتقاصهم، وكذلك تعزيز محبة الصحابة في قنواتها الاعلامية سواء المسموع منها والمرئي، وذلك بنشر أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل صحابته وعدم سبهم.
ثانياً: تعديل قانون الجزاء في سب الصحابة – كما اقترحه بعض النواب – بجعل عقوبة شاتم عرض النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه الاعدام، وأتوقع اذا طبق هذا القانون على ارض الواقع سيكون رافداً كبيراً في منع هذه الظاهرة، لان من أمن العقوبة اساء الأدب.
ثالثا: ومن الامور التي زادت هذه الظاهرة السيئة – في اعتقادي – هو تدخل بعض النواب ومطالبتهم بتعديل المناهج الاسلامية، وحذف المقررات التي تتحدث عن فضائل الصحابة وتعزيز محبتهم، فبروز هذه الظاهرة تعتبر من نتيجة التكسب الانتخابي لبعض النواب على حساب مكانة الصحابة وفضلهم!!.
فحقيقة الأمر ان هناك قضية لابد مراعاتها والانتباه اليها: ان محبة الصحابة وتوقيرهم من عقيدة اهل الكويت قديما وحديثا فلابد من المسؤولين في الدولة محاسبة من يتناول ثوابتنا وعقيدتنا بسوء، فإن المرء قد يغض الطرف عن بعض الامور ولا يجاري بعضها، الا ان توصل المسألة بالمساس في العقيدة والطعن في صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم، فإننا لن نسكت عن هذا التطرف والارهاب، ونطالب الحكومة التصدي لها وبكل حزم وقوة، ووأد الفتنة قبل انتشارها.
وأخيرا: ان نشر محاسن الصحابة ومناقبهم، وصرف أمورهم الى اجمل الوجوه، من أمارات المؤمنين المتبعين لهم بإحسان الذين مدحهم الله بقوله {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان}.
خسر الأشقياء لبغضهما وسبهما
عن عثمان بن طلحة – رضي الله عنه – قال: قلت لعائشة – رضي الله عنها وعن أبيها –: إن قوما يشتمون أبا بكر وعمر، فقالت: ان الله لما قطع اعمالهم وعبادتهم بعد مماتهم، احب الا ينقطع عنهما ثواب اعمالهما، فخسر الاشقياء لبغضهما وسبهما، ووفق السعداء لحبهما. (الرياض النضرة، لأبي جعفر الطبري 365/1).
د. فهد عامر العازب
تعليقات