للمغرمين بقناة الجزيرة، حسن كرم يسألهم: هل مازلتم مقتنعين بمصداقيتها ونزاهتها المهنية ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1950 مشاهدات 0


للمغرمين بـ (قناة الجزيرة)..!!

 
حسن علي كرم

 
في السبعينيات وأبّان الحرب اللبنانية نشرت إحدى المجلات الاسبوعية الكويتية صورة لشخص يجر جثة شخص ميت على الرصيف. والتعليق الذي نشر تحت الصور يقول مسلح مسيحي يجر جثة مواطن فلسطيني. واذكر ان نشر الصورة قد احدث ضجة، وبعد التحقيق والبحث تبين ان التعليق خلاف الحقيقة والجثة لمواطن لبناني مسيحي والذي يجر الجثة هو مسلح فلسطيني اذكر هذه الحادثة تماما لأنني حينذاك كنت اعمل محرراً في تلك المجلة ضمن كادر التحرير.
التلاعب بالصور والتلاعب بالتعليقات والتلاعب بالكلمات والمبالغة وقلب الحقائق هي احدى اهم الركائز التي يعتمد عليها الاعلام المضلل والاعلام الكاذب والاعلام الباحث عن الضجة ولفت الانظار والاثارة. وايضا الاعلام الموجه والاعلام الرسمي (اعلام الدولة). وفي كثير من الاحيان يكون المشاهد او القارئ العادي غير المتخصص ضحية لذلك الاعلام المتلاعب والمضلل للحقائق..
قد تزايدت اهمية الاعلام مع تزايد الاحداث سيما في ظل حركات الانتفاضة العربية وسقوط انظمة وصعود انظمة جديدة حتي لقد بات المشاهد ملاصقاً للشاشات الفضائية مفضلاً قناة فضائية على غيرها على اساس انها تنقل الحقائق كما هي تبدو على الارض، ومن حسن حظ المشاهد العربي انه يجد امامه باقة متنوعة من القنوات الاخبارية التي تنقل له الاخبار والاحداث من موقع الحدث، ولكن اي اخبار وأية حوادث تنقلها تلك القنوات ومامدى مصداقية الخبر ومصداقية الصورة والتعليق المصاحب لشريط الاخبار..؟!
لقد استأثرت قناة الجزيرة الاخبارية على النصيب الاكبر من المشاهدين المتابعين لاخبار الانتفاضات والحركات الثورية بذريعة انها القناة الاكثر مصداقية والاكثر نشاطاً والاسرع في نقل الاخبار. ولكن هل حقاً الجزيرة تستاهل لأن تاخذ هذه المكانة من قلب وعقل المشاهد العربي؟ وهل هذه القناة تنم عن المصداقية ونقل الحقائق ام ان الحكاية خلاف ذلك..؟!
دعونا نعود الى تاريخ تأسيس هذه القناة ولماذا تأسست؟!
لعلنا نذكر كيف ان هذه القناة منذ تأسيسها نصبت بوقاً للنظام العراقي البعثي البائد.. وجارت على الكويت موحية للمشاهد بأن الجلاد هو الضحية والضحية هي الجلاد، فلقد تحالفت القناة مع النظام العراقي البائد الذي كان يقوم بتمويل القناة. ويضخ اموالاً في جيوب كبار الموظفين (…) في القناة. وكانت التعليمات تأتيهم مباشرة من وزارة الاعلام في بغداد ومن القصر الجمهوري وكلنا يذكر كيف انكشفت الحقائق بعد سقوط النظام البائد.
الجزيرة هي الجزيرة أداؤها الاعلامي يقوم على المبالغة ودس السم بالعسل وتقديم الخبر والصورة بما يخدم اهدافاً معينة ليست بالضرورة هي تقديم الحقيقة للمشاهد ولعلنا نعطي هنا نموذجين لإعلاميين كانا من ضمن كادر الجزيرة لكنهما آثراً الاستقالة على الاستمرار في السقوط المهني، فها هو الاعلامي غسان بن جدو، وهو اعلامي معروف وعلى قدر عالٍ من المهنية والخبرة يستقيل من القناة حيث كان يشغل مدير مكتب الجزيرة في لبنان وحسب المصادر التي نقلت خبر استقالة بن جدو من الجزيرة ان بن جدو يأخذ على ادارة المحطة انها بلغت درجة من السقوط المهني ولاسيما في تغطية اخبار الثورات العربية من حيث الازدواجية في تعاملها مع الاحداث بحسب سياساتها العامة، وتضيف تلك المصادر ان غسان بن جدو لم يعد ير في الجزيرة منبراً لنقل الحقائق بل منبراً تحريضياً لزرع الفتنة وهي امور غير مقبولة مهنياً خصوصاً في ظل التطورات المفصلية التي تمر بها المنطقة العربية واما لونا الشبل وهي احدى الكوادر الاعلامية النسائية المتميزة العاملة في القناة، لكنها استقالت بعدما تمادت القناة في التزوير ونقل الصور والاخبار على خلاف حقيقتها. تقول لونا توجد في القناة غرف مظلمة وظيفتها منتجة الافلام وتركيب الصور والايحاء للمشاهد على انها صور تنقل مباشرة من ارض الواقع..!!
فإلى هؤلاء الذين يضغطون على الحكومة لاعادة فتح مكتب الجزيرة المغلق في الكويت. نقول هل مازلتم مقتنعين بالمصداقية والنزاهة المهنية والإعلامية لهذه القناة..؟!!

حسن علي كرم 

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك