(تحديث1) 'إخوان سوريا' يدعون للمظاهرات اليوم
عربي و دوليالاسد يواجه انشقاقا داخل إدارته بسبب قمع الاحتجاجات
إبريل 29, 2011, 12:32 ص 2757 مشاهدات 0
يواجه الرئيس السوري بشار الاسد انشقاقا نادر الحدوث داخل حزب البعث الحاكم كما ظهرت علامات على استياء في الجيش بسبب حملة قمع عنيفة لاحتجاجات مطالبة بالديمقراطية قالت جماعة حقوقية يوم الخميس إنها أسفرت عن سقوط 500 قتيل.
واستقال 200 من اعضاء حزب البعث في جنوب سوريا بعد ان ارسلت حكومة دمشق الدبابات لقمع الاحتجاجات في مدينة درعا التي اندلعت فيها انتفاضة ضد حكم الاسد قبل ستة أسابيع.
وقال دبلوماسيون ان هناك بوادر استياء داخل الجيش وغالبيته من السنة في حين ان معظم قياداته من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الاسد.
ويقول حزب البعث ان عدد أعضائه يتجاوز المليون مما يجعل استقالات الاربعاء رمزية اكثر من كونها تحديا حقيقيا لحكم الاسد المستمر منذ 11 عاما.
واستقالة أعضاء حزب البعث الى جانب نائبين بالبرلمان من درعا هي شيء لم يكن متصورا حدوثه قبل اندلاع المظاهرات المطالبة بالديمقراطية الشهر الماضي.
ودعت جماعة الاخوان المسلمين السورية المحظورة في بيان يوم الخميس السوريين الى الخروج الى الشوارع في احتجاجات للمطالبة بالحرية بينما قالت وزارة الداخلية انه يجب على المواطنين ألا يتظاهروا بدون ترخيص وذلك من اجل حماية 'أمن واستقرار الوطن.'
وقال بيان الاخوان المسلمين الذي ارسل الى رويترز 'لا تتركوا النظام ينفرد ببعض أهليكم. اهتفوا بصوت واحد للحرية وللكرامة.. لقد خلقكم الله أحرارا.. فلا تسمحوا لطاغية ولا لجبار عنيد أن يستعبدكم... والله أكبر ولله الحمد.'
واضاف البيان قائلا 'نكرر النداء على رجال الجيش العربي السوري.. أفرادا وصف ضباط وضباطا وقيادات.. مؤكدين أن دور الجيش هو الدفاع عن الوطن وحماية المواطنين. ونصر على ابقاء مؤسسة الجيش في اطار وقارها ومهمتها الوطنية الاساسية.. والامتناع عن الزج بها كعامل قمع للارادة الوطنية المتطلعة الى الحرية والكرامة.'
'ندعو كافة البعثيين الشرفاء.. وجميع الذين يشغلون مواقع المسؤولية في بنية النظام.. وفي سلطات الدولة الثلاث -القضائية والتشريعية والتنفيذية- وكذا كل المنخرطين في أجهزة الدولة على المستويين الرسمي والشعبي.. الى موقف وطني مماثل يقرع ناقوس الخطر.. ويشارك في وضع حد لغطرسة أجهزة الامن.. التي ما تزال ترتكب الفظائع في حق المواطنين الابرياء.'
وهذه هي المرة الاولى التي توجه فيها الجماعة -التي توجد قيادتها في المنفى- دعوة مباشرة الي مظاهرات في سوريا منذ بدء الاحتجاجات ضد حكم الاسد السلطوي قبل ستة اسابيع.
وتصاعدت الانتقادات للاسد منذ ان قتل 100 شخص في احتجاجات يوم الجمعة ودخلت الدبابات درعا. وتقول الولايات المتحدة انها تبحث تشديد العقوبات على سوريا كما تبحث الحكومات الاوروبية القضية يوم الجمعة.
ودعا وزير الخارجية الاسترالي كيفين رود يوم الخميس الى فرض عقوبات دولية على سوريا بسبب اجراءاتها الامنية القاسية ضد المحتجين وقال ان على الامم المتحدة ان ترسل مبعوثا خاصا الى سوريا للتحقيق في أعمال القتل.
لكن روسيا والصين ولبنان عرقلوا محاولة أوروبية لاستصدار قرار من مجلس الامن الدولي يدين الحملة. وقالت الصين يوم الخميس ان على سوريا أن تحل مشاكلها من خلال الحوار في حين دعت روسيا الحكومة السورية لتقديم المسؤولين عن القتل للعدالة.
وقال دبلوماسي انه توجد واقعة واحدة على الاقل هذا الشهر تصدى فيها جنود من الجيش السوري للشرطة السرية لمنعها من اطلاق النار على المتظاهرين.
وأضاف قائلا 'لا أحد يقول ان الاسد على وشك ان يفقد السيطرة على الجيش لكن ما ان تبدأ في استخدام الجيش لذبح شعبك فهذه علامة ضعف.'
وقال دبلوماسي اخر 'أكبر الجنازات في سوريا حتى الان كانت لجنود رفضوا اطاعة أوامر لاطلاق النار على المحتجين وعوقبوا في الحال بإعدامهم في الموقع.'
وأنحت سوريا باللائمة على جماعات اسلامية مسلحة في أعمال القتل واتهمت ساسة في لبنان المجاور باذكاء العنف وهو اتهام نفوه.
وقال شهود ان حوالي 1500 امرأة وطفل سوريين عبروا الحدود الشمالية الى لبنان يوم الخميس هربا من اطلاق النار في بلدة تلكلخ الحدودية السورية. ولم يتضح بعد عدد من أصيبوا في الاشتباك لكن قوات الامن اللبنانية قالت ان الجيش كثف دورياته بالمنطقة.
وطردت سوريا معظم المراسلين الاجانب مما يجعل التحقق من الوضع على الارض صعبا.
وتقول سوريا ان عشرات من جنود الجيش والشرطة قتلوا في الاضطرابات وبث التلفزيون الحكومي الكثير من الجنازات لكن دبلوماسيين يقولون ان بعضهم قتل على أيدي قوات الاسد.
وأرسل الاسد الى درعا يوم الاثنين الفرقة الميكانيكية الرابعة التي تدين له بالولاء ويقودها شقيقه ماهر. وأفادت تقارير لم يتسن التأكد من صحتها أوردتها بعض شخصيات المعارضة وبعض سكان درعا بأن بعض الجنود من وحدة أخرى رفضوا اطلاق النار على المدنيين.
ونفت الوكالة العربية السورية للانباء تلك التقارير.
وقال سكان ان أصوات اطلاق النار ترددت في درعا خلال الليل وان المياه والكهرباء والاتصالات ما زالت مقطوعة عن المدينة كما ان الامدادات الاساسية بدأت تنفد.
وقال نشطاء حقوقيون ان اطلاق نار واعتقالات وقعت يوم الخميس في الزبداني على بعد نحو 35 كيلومترا جنوب غربي العاصمة دمشق. وقالت المنظمة السورية لحقوق الانسان (سواسية) يوم الخميس ان عدد القتلى في ستة أسابيع من الاحتجاجات ارتفع الى 500 على الاقل.
وقالت سواسية في بيان 'نناشد الدول المتحضرة التحرك الفوري لردع النظام السوري واجباره على الكف عن القتل والتعذيب والاعتقال وعمليات الحصار. ويأتي الهجوم العسكري على درعا وحملة الاعتقالات بينما يستمر النظام السوري بعمليات القتل المنظمة ضد شعبه التي أدت الى مقتل 500 مدني على الاقل.'
وأضاف البيان أن 'قصف الاحياء المدنية يعتبر حسب القانون جريمة ضد الانسانية.'
والتقى رئيس المخابرات التركية بالرئيس الاسد يوم الخميس ضمن وفد ارسلته تركيا الى دمشق لبحث إصلاحات من شأنها ان تساعد على انهاء الانتفاضة الشعبية. وألغى الاسد قبل اسبوع حالة الطواريء التي استمرت مفروضة على سوريا لمدة 48 عاما لكن شخصيات معارضة بارزة قالت ان مقتل 100 شخص في احتجاجات في اليوم التالي جعل تلك الخطوة موضع سخرية.
وتحكم أسرة الاسد سوريا منذ تولى الرئيس الراحل حافظ الاسد -والد بشار- السلطة في أعقاب انقلاب في 1970 . وأبقى بشار النظام السياسي الشمولي الذي ورثه في عام 2000 في حين وسعت الاسرة نطاق سيطرتها على اقتصاد البلاد المنهك.
وجاء قرار الرئيس السوري اجتياح درعا ليعيد الى الاذهان قرار والده في عام 1982 حين اجتاح مدينة حماة لقمع انتفاضة قادها الاخوان المسلمون. وقتل في الحملة ما بين 10 الاف و30 ألف شخص دون اعتراض يذكر من المجتمع الدولي.
هذا دعت جماعة الاخوان المسلمين السورية المحظورة في بيان يوم الخميس السوريين الى الخروج الى الشوارع في احتجاجات للمطالبة بالحرية.
وقال البيان الذي أُرسل الى رويترز 'لا تتركوا النظام ينفرد ببعض أهليكم. اهتفوا بصوت واحد للحرية وللكرامة.. لقد خلقكم الله أحرارا.. فلا تسمحوا لطاغية ولا لجبار عنيد أن يستعبدكم... والله أكبر ولله الحمد.'
وهذه هي المرة الاولى التي تدعو فيها الجماعة - التي يقيم قادتها في المنفى - بشكل مباشر الى التظاهر ضد الرئيس بشار الاسد الذي يواجه احتجاجات مطالبة بالديمقراطية منذ ستة أسابيع.
أفادت الأنباء بتجدد إطلاق النار في أجزاء عدة من سورية، بما فيها مدينة درعا التي تشهد توتراً متزايداً.
ويقول نشطاء حقوق الانسان إن خمسمائة شخص على الاقل قتلوا خلال المظاهرات المستمرة منذ ستة اسابيع ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
ولم يؤكد اي مصدر اخر صحة هذه الارقام بالنظر ‘لى أن الحكومة السورية منعت الصحافيين المستقلين من دخول البلاد.
وقالت تقارير من المناطق المحاذية للحدود اللبنانية إن المئات من السوريين عبروا الحدود مشيا على الاقدام فارين من الاضطرابات في بلدة تل كلخ القريبة من الحدود.
وأفاد شهود عيان أن الكهرباء، والماء، والاتصالات قطعت عن مدينة درعا.
ونقلت منظمة العفو الدولية عن شهود عيان أن القناصة يطلقون النار على المصابين في الشوارع وعلى من يحاولون انقاذهم في درعا.
وتحدثت تقارير اخرى عن تحرك الدبابات نحو مدينة اللاذقية شمالي دمشق، ليل الأربعاء وأطلقت النار على محتجين في المدينة.
استقالات
من جهة أخرى استقال نحو 200 شخص من اعضاء حزب البعث الحاكم في سورية من محافظة درعا والمناطق المحيطة بها يوم الاربعاء احتجاجا على هجوم قوات الامن على المدينة
ولم تكن الاستقالة من حزب البعث الذي يحكم سورية منذ تولى السلطة في انقلاب عام 1963 أمرا يمكن تصوره قبل اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في درعا في 18 مارس/ اذار الماضي.
وقال بيان وقعه المسؤولون في درعا 'نظرا للموقف السلبي لقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي تجاه الاحداث في سوريا عموما وفي درعا خصوصا وبعد مقتل المئات وجرح الالاف على ايدي القوى الامنية المختلفة وعدم اتخاذ قيادة الحزب أي موقف ايجابي وفعال وعدم التعاطي مع هموم الجماهير نهائيا نتقدم باستقالتنا الجماعية.'
كما أفادت أنباء باستقالة 30 عضواً في مدينة بانياس.
في غضون ذلك، وصل إلى دمشق صباح الخميس وفد تركي رفيع المستوى برئاسة رئيس الاستخبارات التركي ، في زيارة يلتقي خلالها بعدد من المسؤولين السوريين، لبحث الأوضاع في سورية.
في هذه الأثناء شهدت الحدود اللبنانية الشمالية المتاخمة لمنطقة الساحل السوري نزوح عدد من السوريين غالبيتهم من النساء والاطفال باتجاه الداخل اللبناني من خلال طرق حدودية متداخلة وليس عن طريق الحدود اللبنانية وان كانت تلك الحدود قد شهدت دخول عدد اخر من العائلات السورية باتجاه لبنان.
وقال قادمون وغالبيتم لديهم اقارب يقيمون في المناطق الحدودية من الجهة اللبنانية ان القوات السورية كانت قد اغلقت المداخل باتجاه بلدة كلخ مانعة الدخول اليها بعد ان خرج متظاهرون في المدينة للتضامن مع اهالي درعا.
وأفادت مراسلتنا ندى عبد الصمد بأن القادمين تحدثوا عن سماع اطلاق رصاص في اثناء محاولة تفريق المتظاهرين.
كان الجيش اللبناني قد عزز انتشاره على طول الحدود الللبنانية الشمالية مع سوريا اعتبار من ليل الاربعاء في خطوة هي الاولى من نوعها منذ بدء الاحداث في سورية.
وقد أكدت القوى الامنية اللبنانية هذا التحرك رافضة ربطه بتحركات احتجاجية في بلدات حدودية وفق ما تردد.
وقال محمود خزعل الرئيس السابق لبلدية البقيعة في شمال لبنان ان 1500 شخص أتوا سيرا على الاقدام والعديد منهم عبروا النهر الفاصل بين البلدين لان السلطات السورية منعت مغادرتهم عبر الحدود الرسمية.
واضاف خزعل لرويترز 'هم تركوا بيوتهم ورجالهم وجاء النساء وحدهن مع الاطفال. نسمع منذ الامس اطلاق نار ومنذ ذلك الوقت بدأ النزوح.'
وقال خزعل إن القوات اللبنانية تساعد العائلات السورية على عبور الحدود.
كما أكد مراسل بي بي سي في عمان نزوح عائلات سورية إلى الأراضي الأردنية في منطقة الرمثا، وقال مراسلنا ناصر شديد إن السلطات الأردنية تجهز المدارس لاستقبال أعداد أكبر من النازحين.
من جهته أكد وزير الاعلام السوري عدنان محمود الخميس ان السلطات السورية مصممة على 'متابعة عملية الاصلاح الشامل', مؤكدا على تلازم هذا المسار باعادة 'استتباب الامن والاستقرار والطمأنينة' للمواطنين.
وقال محمود لوكالة فرانس برس إن 'هناك اجماعا شعبيا على تدخل الدولة والجيش لملاحقة هذه المجموعات الارهابية المتطرفة التي تقتل المدنيين وعناصر في الجيش والسلطة وتقوم بترويع الاهالي واثارة الفوضى ولتقديم هذه المجموعات للعدالة'.
وشدد على ان 'الجيش تدخل بناء على مناشدات الاهالي لفرض استتباب الامن وملاحقة هذه المجموعات التي روعت السكان الامنين'.
ورأى أن 'الشعب السوري مدرك بعمق لهذا المخطط المدعوم بالمال والسلاح ولادواته في الداخل والخارج والذي يستهدف سورية ودورها ومواقفها القومية والوطنية'.
وأشار إلى أن الرئيس بشار الاسد 'التقى فعاليات شعبية من محافظات سورية واستمع الى مطالبهم ورؤيتهم للاحداث التي تشهدها سوريا, ووضع ما طرحوه من مطالب على جدول اعمال الحكومة'.
وكانت المساعي الأوروبية لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يدين سورية لاستخدام العنف في قمع المتظاهرين قد فشلت بسبب المعارضة الروسية والصينية.
وأصرت روسيا على أن ما يحدث في سورية لا يؤثر في السلم الدولي.
تعليقات