لقاء مع عميد كلية التمريض

شباب و جامعات

يعقوب: التمريض تعمل على الارتقاء بمخرجاتها لتكون مركزا للتميز

2715 مشاهدات 0

د.خولة يعقوب

كلية التمريض واحده من أبرز كليات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي و التدريب التي تسعى إلى تطوير برامجها و سد حاجة سوق العمل من كوادر وطنية على الرغم من النقص الشديد الذي تواجهه الكلية في ضوء النقص العالمي من الكفاءات المتخصصة في التعليم التمريضي و قد التقينا مع عميد كلية التمريض خوله يعقوب لتحدثنا عن التحديات التي تواجه التمريض و سبب توقف برنامج العناية الحرجة فكان الحوار التالي

1- برأيك ما سبب تفوق العمالة الوافدة على القوى العاملة الوطنية بمجال مهنة التمريض ؟
أن نسبة الهيئة التمريضية الكويتيين إلى غير الكويتيين هي 11% من الهيئة التمريضية العاملة بوزارة الصحة و حاليا يفوق عددهم سبعة ألاف ممرض و ممرضة و تعكس هذه النسبة عدد الملتحقين بمجالات التمريض المختلفة و ما إذا قارنا هذه النسبة بدول مجلس التعاون نجد أن الوضع متشابه ببعض دول مجلس التعاون و الكويت كالإمارات العربية المتحدة و قطر و أما الوضع بالمملكة العربية السعودية فهو متقدم و خاصة أن هناك توجه كبير لزيادة عدد المواطنين للالتحاق بمهنة التمريض و كما نجد أن مملكة البحرين و سلطنة عمان هم الأفضل من ناحية نسبة العمالة الوافدة إلى نسبة العمالة المحلية و لا يخفى علينا أن المجتمع الكويتي هو مجتمع نامي بطبيعته و فيه توسعة للمشاريع الصحية و زيادة بعدد السكان  و هذه الزيادة بالبنية التحتية بمجال الخدمات و الرعاية الصحية يقابلها نفس الزيادة بالملتحقين بمجال التمريض و لكن ليست بالزيادة التي تغطي احتياجات المجتمع و إن هذا النقص هو نقص عالمي تعاني منه جميع الدول .
2- ما هي أبرز التحديات التي تواجه عملية التمريض بالكويت ؟
بالواقع هناك الكثير من التحديات التي تواجها عملية تعليم التمريض بالكويت و لكن أهمها هو نقص الشديد بأعضاء هيئة التدريس و التدريب و هذا النقص هو نقص عالمي لا يقتصر فقط على الكويت بل تعانيه جميع المؤسسات التعليمية التمريضية بكافة البلدان مما زاد حدة التنافس بين الدول لاستقطاب الممرضين عن المغريات المقدمة لهم كالأجور المرتفعة و المميزات المعيشية المختلفة بالإضافة إلى عزوف الطلبة و الطالبات عن مهنة التمريض بالرغم من حرص الكلية على تعريفهم بالمهنة و طبيعة الدراسة بالكلية من خلال تنسيق زيارات إلى المدارس و تخصيص مكافأة مالية عالية للمقبولين بالإضافة إلى الفرص الوظيفية المتاحة سواء من القطاع الخاص أو الحكومي مثل وزارة الصحة و وزارة الدفاع و قطاع البترول و المستشفيات الخاصة كما إن أحد أسباب عزوف الكويتيين عن الانخراط في مهنة التمريض  يرجع لكون مهنة التمريض من المهن الشاقة والصعبة ليس فقط في مجال العمل بل حتى في مجال الدراسة ، فالمناهج الدراسية محتواها العلمي كثيف وهي ذات طبيعة علمية وتخصصية والدراسة تتم باللغة الانجليزية فالكلية تقدم الكثير من الحوافز لتشجيع الطلبة على الدراسة ، في الجانب الآخر و أن العمل الوظيفي أيضا الكثير من المشقة وهو متعب من الناحية الجسدية والنفسية ، لذا على وزارة الصحة أن تولي الكثير من الاهتمام لهذه المهنة لتجعلها جاذبة وتشجع الشباب الكويتي على الالتحاق بها وهذا يتحقق بواسطة عاملين هما أن تكون الرواتب مجزية و تحسين بيئة العمل فيما يتعلق بالرواتب اعتقد بأن الرواتب التي تمنحها وزارة الصحة ليست سيئة ولقد أقرت قبل سنتين تقريبا بعض البدلات لأفراد الهيئة التمريضية ساهمت في تحسين الرواتب وإن كان الطموح أن يكون ضمن كادر للرواتب وليس بدلات و لكن الرواتب وحدها غير كافية لجذب الشباب لهذه المهنة أو أي مهنة أخرى ، لابد من الاهتمام بعامل مهم جدا وهو بيئة العمل ، و لا يخفى على الناس أن ظروف العمل في مهنة التمريض من الأسباب الرئيسية لعزوف الشباب ويجب أن تسعى وزارة الصحة لتحسين بيئة العمل لتكون بيئة جاذبة ويتحقق ذلك من خلال التالي تحسين ساعات العمل و أن ديوان الخدمة المدنية حدد ساعات العمل لموظفي الدولة بعدد 40 ساعة موزعة على 5 أيام عمل ويتمتع الموظفون بيوم عطلة ويوم راحة أسبوعية، بينما ساعات العمل للهيئة التمريضية هي 48 ساعة موزعة على 6 أيام ويوم واحد راحة وهذا غير منصف ولا يحقق مبدأ العدالة أو المساواة بين موظفي الدولة كما وضع توصيف وظيفي مهني يميز بين فئات التمريض المختلفة. يحدد المهام الوظيفية للعاملين بالمهنة وفق المؤهلات العلمية ، فلا يعقل أن تكون المهام الوظيفية المناطة بالحاصلين على مؤهل الدبلوم هي نفسها للحاصلين على البكالوريوس وهي ذاتها للحاصلين على المؤهلات العليا من ماجستير ودكتوراه و يوجد حاليا توصيف وظيفي على المستوى الإداري يحدد مهام الممرضة والممرضة المسئولة ورئيسة الهيئة التمريضية ورئيسة ممرضات المنطقة وهي مسميات إدارية، المطلوب توصيف وظيفي مهني يحدد المهام الوظيفية للممرضة والممرضة المتخصصة أو الممارسة وهكذا بالإضافة إلى توفير فرص النمو المهني من خلال التدريب والتعليم المستمر: ولا يقتصر ذلك على استكمال الدراسة أو الدراسات العليا، بل يشمل التدريب المهني من خلال توفير دورات تدريبية متنوعة لتطوير كفاءة العاملين ومواكبة المستجدات الحديثة، وتكون هذه داخليا أو خارجيا مثل التدريب في المراكز الطبية العالمية وحضور المؤتمرات العلمية والمشاركة فيها والمشاركة في صنع القرارات ذات الصلة بالخدمات الصحية والتمريضية ولا يخفى أن الهيئة التمريضية هي الأكثر عددا بين القوى العاملة في وزارة الصحة و تعزيز الشراكة والعمل الجماعي بين أفراد الفريق الصحي، فالأطباء والممرضون والمعالجون الطبيعيون وأخصائي التغذية وغيرهم يعملون جميعا متعاونين نحو هدف واحد هو خدمة المريض، فيجب أن يعي الجميع أن الممرضة عملها ليس مساعدة  الطبيب بل إن الممرضة والطبيب يعملون معا لمساعدة المريض مما يتوجب حماية الهيئة التمريضية من الاعتداء اللفظي والجسدي الذي يتعرضن له وتوفير بيئة عمل تكفل كرامة وحقوق العاملين و تشجيع المتميزين والمبدعين وإتاحة الفرصة لهم لإبراز إمكانياتهم وتوفير الدعم اللازم لهم واستيعاب الأفكار الإبداعية وتبنيها بالإضافة استخدام تكنولوجيا المعلومات والأنظمة الحديثة في تسيير العمل سواء في حفظ ملفات المرضى أو كوسيلة للتواصل وتبادل المعلومات ، وهذا يحقق توفير الجهد والوقت  ويمكن الهيئة التمريضية من قضاء وقت أطول مع المرضى وأقصر مع الملفات وينعكس هذا ايجابيا على مستوى الرعاية ورضا المرضى على الخدمات المقدمة وإعفاء الهيئة التمريضية من الأعمال الغير تمريضية التي تشغل وقتهم وجهدهم ولا تنصب ضمن مهامهم الوظيفية بل وتساهم في النظرة الدونية لهذه المهنة ، لذا يجب تكليف فئات معاونة للقيام بهذه الأعمال مثل استلام الغسيل والشراشف وطلبات المستودعات  من المواد المستهلكة أو القرطاسية وكذلك نقل المرضى وغيرها من الأعمال.

3- هل لنا أن تحدثينا عن أهم المخاطر و الصعوبات التي يتعرض لها الممرض خلال ممارسته لمهنته ؟
إن مهنة التمريض من أخطر المهن فيها يتعرض الممرض إلى توتر و مجهود نفسي و جسماني يتطلب منه خفة بالحركة  و حسن التصرف مع الحالات الحرجة التي يواجهها و التي تتطلب سرعة باتخاذ القرار كما احتمالية تعرض الممرض إلى الأمراض المعدية و الوبائية و لكن بالآونة الأخيرة نرى أن من أبرز الصعوبات العنف اللفظي من قبل المريض أو ذويه دون مراعاة لشعور الممرض و  إنسانيته و المتاعب التي يتعرض لها أثناء قيامه بعمله.

4- هناك جهود معينة تقدمها إدارة الكلية لتطوير الكادر التدريسي و التدريبي فيها ؟
تحرص الكلية على تقديم كافة الدعم إلى أساتذتها من خلال البحث العلمي و النشر العلمي و تقديم دورات تدريبية و مهمات علمية ، في الفترة الأخيرة تم عمل مبادرة و هي جعل الكلية مركز لإنعاش القلب اشترك فيه كلا من أساتذة الكلية و الطلبة بالإضافة إلى حرصنا على التواصل المستمر مع المؤسسات العلمية و الأكاديمية فالتعاون القائم بعدة مجالات كاستضافة خبراء و أساتذة و محاضرين و تقيم البرامج الدراسية و تقديم الاستشارات الأكاديمية حيث أنه في عام 2003 تم التعاون مع  جامعة جورج واشنطن و معهد رونالد ريغان في الولايات المتحدة الأمريكية و عقدت دورات مكثفة بمجال الطوارئ و العناية الحرجة التي شارك فيها عدد من أعضاء هيئة التدريس بالكلية و أفراد من الهيئة التمريضية بوزارة الصحة و مستشفى الأحمدي.

5- هل برنامج العناية الحرجة الذي تطرحه الكلية حقق الأهداف المرجوة لسد احتياجات سوق العمل ؟
برنامج العناية الحرجة هو أول برنامج بكالوريوس عالي و من أولى برامج الإعداد للدراسات العليا حيث تعاون الكلية مع الجامعات البريطانية و الاسترالية لتقيم برامج دبلوم التمريض العناية الحرجة قبل تنفيذه لتتماشى مع المعايير العالمية الأكاديمية لمثل هذه البرامج التخصصية و استضافة وفد من سلطنة عمان لتبادل وجهات النظر و مناقشة أهم الملاحظات التي تخص البرنامج و تبادل الخبرات المشتركة بمجال التمريض و عند فتح باب الالتحاق للطلبة لم يلتحق إلا أعداد قليله جدا و كان عددهم عشر طلاب و لم يكمل جميعهم الدراسة بهذا التخصص و حاليا تم تخريج أول دفعة من برنامج العناية الحرجة و بعدها تم وقف الالتحاق أي طلبة بالبرنامج رغم الحوافز المالية و المعنوية للطلبة  بالإضافة إلي التكلفة المالية التي تحملتها الكلية من المبالغ العالية و لم يلتحق العدد المناسب الذي يسد النقص بسوق العمل .

6- ما المدى الذي يحققه طرح برنامج التمريض المدرسي بالمستويين الدبلوم و البكالوريوس بتقليل من انتشار أمراض المرحلة العمرية الصغيرة خاصة من البيئة المدرسية؟
الهدف من طرح برنامج التمريض المدرسي هو لتعزيز الصحة من الناحية الوقائية و مواكبة احتياجات المجتمع لهذا التخصص الذي بات ضروريا للرعاية بمستوى الطفولة لبنية المجتمع و أن لا تكون وظيفة الممرض المدرسي فقط القيام بالأعمال الروتينية التي كان يعملها الممرضين المدرسين بالسابق و لكن الفكرة المستقبلية هي تغير دوره بالكامل بحيث يكون أساسي من خلال جمع البيانات الصحية للطلبة و القيام بالدراسات المسحية و متابعة سجلات التحصينات العامة و التأكد من لياقة المدرسة صحيا و توفير بيئة صحية و سليمة تساعد على التحصيل العلمي  كما أن انتشار الأمراض في المرحلة العمرية الصغيرة يكون فعالا و خاصة ضمن بيئة مدرسية نظرا للتجمعات الطلابية و كثافة الاحتكاك العام و من خلال الممرض المدرسي تستطيع وزارة التربية تقليل عدد الإصابات بالكشف الدوري للطلبة و اكتشاف الحالات الوراثية في الفئة العمرية الصغيرة في بداياتها و تقييم البيئة التعليمية و الحالات النفسية و الذهنية و الصعوبات
التعليمية التي يواجهها بعض الطلبة أو ذوي الاحتياجات الخاصة مما يساعد بذلك أولياء الأمور الوقاية من هذه الأمراض و التقليل من تبعاتها .

7. ما هي الجهود التي تبذلها الكلية لتعريف طلاب المدارس و المجتمع بكلية التمريض و مهنة التمريض ؟
بالواقع أن الكلية تحرص على التواجد بالأنشطة المختلفة للتعريف بالتمريض و تخصصاته من خلال التعاون مع عدة جهات مثل إدارة الأنشطة المدرسية التابعة لوزارة التربية التي تخصص مدارس لقيام ندوات و زيارات تعريف الطلبة بالكلية و الأجهزة كما تتعاون الكلية مع جمعيات النفع العام مثل رابطة السكر الكويتية و جمعية القلب و لجان التوعية الصحية لتعطي صورة واضحة عن كلية التمريض و دورها بإعداد كوادر الوطنية التمريضية .

 

 

الآن:فالح الشامري

تعليقات

اكتب تعليقك