وليد الطبطبائي يعتبر 'درعا' بوابة النصر لإسقاط النظام السوري ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1646 مشاهدات 0


ديوان العرب
 

درعا.. بوابة النصر السوري

 
د.وليد الطبطبائى


 
ان سورية بلد استثنائي في موقعه الجغرافي وعمقه التاريخي ومساحته الثقافية والتراثية، وله ثقله في ميدان الصراع العربي الاسرائيلي، لذا حق على كل عربي ومسلم ان يهتم بشؤون هذا القطر العزيز.
ولقد لعبت سورية دوراً خطيراً في ملف المواجهة مع الكيان الصهيوني خصوصاً منذ استيلاء العسكر على الحكم في دمشق عام 1963 ثم ازداد الدور غموضاً واثارة للشبهات عندما آلت السلطة الى عشيرة الأسد المتمترسة بالطائفية النصيرية.
ان تحالف النظام السوري مع النظام الايراني منذ 30 عاماً جعله عنصراً بالغ الحساسية في العلاقات العربية الايرانية، ومن ثم يهمنا بدرجة كبرى في الخليج، وليست مبالغه ان قلنا ان ما يحدث في درعا وبانياس وحمص ودوما سينعكس في النهاية سلباً أو ايجاباً على أمننا الخليجي.
وعليه فان انتفاضة الشعب السوري تأتي بعد خمسة عقود من الحكم الاستبدادي المطلق الذي قهر الشعب السوري وشطبه كقوة فاعلة في مسيرة النهضة العربية، وحول سورية الى أداة بطش بالمقاومة الفلسطينية ساعة وبالشعب اللبناني ساعة، ومصدراً لأكثر المجموعات الارهابية اضراراً بالأمن العربي.
ونحن نؤكد بأن تعاطفنا مع الشعب السوري ودعمنا له ينطلق من أسباب انسانية في المقام الأول فهو من سُلبت منه حقوقه أولاً فلما بدأ يطالب بها بدأ يُقمع ويتم تقتيل شبابه في الشوارع ويحاصر ويعتقل ويهان.
ان التعاطف مع الشعب السوري يأتي على أمل ان تعود سورية بعد تخلصها من الاستبداد عضواً فاعلاً وايجابياً في مسيرة النهضة العربية وفي صف الأمن العربي الجماعي بدلا مما كانت عليه معول هدم وتخريب.
وليس مقبولاً ان يقال ان النظام السوري وقف مع الكويت ابان الغزو العراقي ومن ثم علينا ان نقف معه، فالنظام وقف مع مصلحته وضد غريمه البعثي الأخر، وقبل ذلك كان النظام تورط في الكثير من الأعمال الارهابية داخل الكويت ومارس الابتزاز والتهديد ضدنا وآوى ودعم الارهابيين الذين خطفوا طائرتنا وهددوا أمننا.
النظام الحالي جعل سورية جسراً للنفوذ الايراني في المشرق العربي، وهو خادم لطهران في مشاريعها التوسعية والمذهبية وساند مشاريع التشيع الايراني بالقوة داخل سورية وخارجها.
وليس خافياً ان النظام السوري أكثر من تاجر بالقضية الفلسطينية مدعياً كذباً قيادة محور الممانعة، واستضافته بعض فصائل المقاومة الفلسطينية يأتي من هذا الجانب، فكأنها في سجن هناك، واللوم يقع على الدول العربية التي قاطعت ونبذت المقاومة.
وختاماً نقولها الخير للشعب السوري وللأمة وللقضية الفلسطينية والأمن الخليجي هو بزوال هذا النظام، وواجب علينا ان نقف مع الشعوب لا مع الأنظمة الظالمة، وندعو دول مجلس التعاون الخليجي الى ذلك وألا تدير ظهرها لهذه الثورة المباركة التي تأتي من أرض المحشر والمنشر من الشام الشريف.

د.وليد الطبطبائي 
 
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك