ذعار الرشيدي يُبدي أسفه من كتابات البعض بعدم التفريق بين الشيعة كمذهب عام وبين ايران التي يحكمها نظام شيعي ؟!
زاوية الكتابكتب إبريل 26, 2011, 11:11 م 1160 مشاهدات 0
أنا سُني.. وأنت شيعي والحكم العسكري الكويتي
ذعار الرشيدي
أثناء التجنيد علمونا قاعدة لا علاقة لها بالمنطق تقول: «الشر يعم.. والخير يخص» بمعنى، لو ان مجندا أتى بحركة مخالفة فالسرية بأكملها معرضة للعقاب، أما إن فعل شيئا جيدا فيكافأ وحده، واعتقد ان هذه القاعدة لايزال معمولا بها في معظم مدارس الأفراد الأغرار في العالم وليس في الكويت وحدها، وهي قاعدة وإن كانت تتنافى مع أبسط قواعد المنطق بل تضرب العدالة في مقتل، إلا انها ربما ـ اقول ربما ـ تكون ناجحة في الحياة العسكرية، ولكنها في الحياة المدنية حتما ظالمة ولا تصلح بل يجب إلقاؤها في أقرب سلة مهملات كونها تحتوي على كمية ظلم واضحة، فهي أولا تتنافى مع مبدأ العدالة الإنسانية والأهم انها تتنافى مع قوله تعالى (ولا تزر وازرة وزر أخرى) كما انها تخالف الدستور وتعاكس القانون الجزائي، ولكن وعلى الرغم مما أوردته إلا انه وللأسف هناك من يعمل وفق هذه القاعدة بل ويتنفسها ويعيش ويأكل ويشرب معها، والأدهى ان من بين من يؤمن بهذه القاعدة القائلة بأن «الشر يعم.. والخير يخص» كتّابا وإعلاميين وهم من يفترض بهم أن يقودوا ويوجهوا الرأي العام، وبعضهم - للأسف - لا يرى بأسا في استخدام تلك الحملة إما عن جهل أو تجاهل رغم احتوائها على بعد عنصري خطير، وأيا كان نوع أو شكل ذلك البعد العنصري، فقد ينطلق فئويا وقد يظهر طائفيا وقد يتشكل أمامنا سياسيا فتلك القاعدة تقول: ان كل من يخالفني المذهب ـ مثلا ـ ضدي بالضرورة، بل وعدوي حتى ولو لم تقتض الضرورة ذلك.
الحديث عن ايران مثلا في الوقت الحالي وتدخلاتها السافرة في شؤون دول الخليج ومحاولاتها المكشوفة لزعزعة الأمن في البحرين، هو تناول لابد ان يمر عبر بوابة الحديث عن الشيعة بشكل عام وعن شيعة الكويت بشكل خاص، وللأسف ان بعضا من الكتاب عندما يكتب لا يفرق بين الشيعة كمذهب عام وبين ايران التي يحكمها نظام شيعي، ولا يفرق بين هذا وذاك بل يرمي الشيعة كلهم في سلة واحدة ثم يتحدث وكأن الشيعة بشر مستنسخون من شكل سياسي مذهبي واحد، رغم ان التباين في الشيعة تماما كالتباين في السنة سواء في اتباع المذاهب الأربعة او اتباع المقلدين أو حتى في الفكر السياسي، فهناك الشيعي الذي ليس له من تشيعه سوى الاسم والولادة فقط، كما ان كثيرا من السنة ليس لهم من سنيتهم سوى الاسم والميلاد، وكما ان هناك سنيا ليبراليا هناك ايضا شيعي ليبرالي، كما ان هناك متطرفين سنة (القاعدة كمثال) هناك شيعة متطرفون (حزب الله)، والقاعدة وحزب الله هما تنظيمان إرهابيان بحسب العم سام وسواء أخذنا بأقوال العم سام أو لم نأخذ فالشمس لا تخفى سواء لـ «الاخوة الأعزاء» في القاعدة أو لـ«الاخوة الكرام» في حزب الله، وكما ان العم سام ليس دائما على حق، كذلك القاعدة أو حزب الله ليسا دائما على خطأ، انما هي السياسة، قاتل الله السياسة.
وكما ان هناك الكويتي السني الذي يبحث عن كادر له ليشد من أزر راتبه، هناك أخ له في الوطن شيعي يبحث عن زيادة مالية ليرفع بها من مستواه المعيشي.
وكما ان هناك حاكما سنيا ظالما كما في ليبيا، فهناك حاكم شيعي ظالم كما في ايران، وقصة وضع الشيعة كلهم في خانة واحدة بها من الظلم الشيء الكثير، كذلك القول ان السنة شكل واحد لا تمايز بينهم ليس من العدل في شيء.
البشر أيا كان لون أو عرق أو مذهب أو دين الفرد منهم يبقون متباينين، فحتى الأخ لا يشبه أخاه.
الحكومات العربية وحدها تستفيد من خلق خلط الأوراق، وتزدهر تلك الحكومات في ظل تنمية الاصطفاف المذهبي والطائفي والعرقي.
ولا أريد ان أبدو كالشخص المثالي الذي يخطب في عرس الفوضى، وأقول ان كل البشر طيبون وان الشر حالة استثنائية عابرة، ولكن مشهدنا السياسي مثلا وبفرزة للنواب الشيعة نجد ان جميعهم عدا د.حسن جوهر اصطفوا مع الحكومة ضد الشعب (الشعب المشكل من سنة وشيعة) ووقفوا ضد مصالحه، فالفرز الانتخابي أظهر نوابا شيعة في معظمهم كانوا ضد الشعب، بل ووقفوا مع الحكومة ورئيسها بشكل يثير ألف علامة استفهام وأعلم يقينا ان هناك رفضا بين شباب الشيعة لأداء هؤلاء النواب وحتى في تناول بعضهم لقضية أحداث البحرين، وهو الآداء الذي لم يكن به النائب منصفا لا لنفسه ولا الى «خليجيته» وكذلك في تناولهم لقضية شبكة التجسس الإيرانية لم يكونوا منصفين لوطنهم، كما ان الحكومة والتي يشكل السنة فيها 90% لم تكن منصفة أيضا في التعامل مع ما ترتب على اكتشاف أعضاء الشبكة والحكم عليها.
من ينظر الى الأشياء من منظور طائفي فلن يرى أبعد من أرنبة أنفه، ومن ينتصر لمذهبيته بتعصب سنيا كان أو شيعيا يظلم نفسه قبل ان يظلم بلده.
أدعوكم للنظر الى الأمور بشكل أشمل وسترون ان الحياة أقصر من أن نعيشها في جدل سنيتي وتشيعكم، وان الوطن اكبر من حملة ألوية السنة وحاملي رايات التشيع من المتطرفين. وعلى الحكومة «المؤقتة» والحكومة السابعة المأمولة أن تتوقف عن المحاصصة بجميع أشكالها وإلا سنظل نعيش في دوامة أنا سني.. وأنت شيعي حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
تعليقات