الفساد يجتاح العالم بكل قوة ويخرج لنا بملابس جديدة ويرفع شعار الثورة ليأكلها من جديد برأي علي الطراح

زاوية الكتاب

كتب 1099 مشاهدات 0



أنت وأنا

السجن والسجان: حالة انبهار

حالة الانفجار العربي أوقعت الكثير في حيرة بهذه الجملة البسيطة بدأ الحوار في مدينة صغيرة تبعد ساعتين من ولاية نيويورك حيث التقينا لنناقش ما حدث في الواقع العربي وهل من رؤية مستقبلية تحكم الانفجار الذي ارتفع في سقفه للمطالبة باسقاط أنظمة الحكم التي بدأت بزين العابدين من تونس ووصلت لحكم مبارك الذي دام لأكثر من 30 سنة وكان سقوطه مفاجأة وصاعقة عالمية حيث لم يكن السقوط المروع متنبأ به، وأثناء الحوار قلت لمن يشاركنا الحوار نسيتم ما حدث في ايران وكيف سقط حكم الشاه الذي حكم بقبضة حديدية الا انه انتهى وجاء حكم الثورة واستبشر الناس الخير وها نحن اليوم نواجه مرة أخرى أزمة ايرانية حيث شركاء الثورة هم اليوم يقبعون في السجن، فكيف لنا ان نضمن الجديد القادم ونقول بأننا انتقلنا الى مرحلة جديدة في التغير في البلاد العربية.
كانت الصورة قاتمة حيث اعتقدت بان المفتاح الأمريكي يملك ثروة الاجابة فاكتشفت فقر الخزينة الفكرية الأمريكية لحل اللغز العربي.
قلت لهم نحن نشرح ظاهرة انفجارية ونقيس وفق ما حدث في التاريخ العالمي ولكن ما حدث في الغرب كان تطوراً وفق عوامل تحكم التطور وما يحدث في بلاد العرب ظاهرة جديدة بكل المقاييس، فالعرب مروا بظروف استعمارية ومن ثم ثورات عارمة وانتهت بخسارة كبيرة حيث تحولت الثورات الى كوارث وكلها قالت لشعوبها فلنتفرغ للقضية الفلسطينية وهذه القضية بقيت شماعة الفشل وها نحن اليوم نعيد الفشل ولا نريد ان نبحث عن حقيقة واقعنا العربي وها هي الثورة الشبابية بمصر أرجعت لنا التذمر وعززت موقعه والوضع يقترب من الانفلات ولا نعرف ما هو قادم؟
الكل تفاجأ بالمليارات المنهوبة وتفاجؤوا بقوة شبكة الفساد وكيف كانت تدار وهاهم اليوم يلبسون ملابس السجن وهذا هو السجان الذي لم يحلم بهذا اليوم يجد نفسه أمام هذه الصورة المروعة فهو البسيط لم يتخيل بانه اليوم يسجن من كان يملك قوة الأمر والنهي ووجدت نفسي في حيرة كيف اترجم الآية الكريمة: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء}.
شرحت المعنى وقلت انه الفساد الكبير الذي يجتاح العالم اليوم يواجهنا وهو العدو الكبير الذي لا نعرف اذا ما كان مازال فاعلاً ومحتفظاً بقوته ولكن كل ما أراه انه يخرج بملابس جديدة ويرفع شعار الثورة ليأكلها من جديد، فيا ترى هل هي حالة قاسية من التشاؤم التي أغرقتنا فيه حالة تكرار الفشل؟.
الزميل ديفيد لستر من جامعة نيويورك الذي اشتركت معه بمجموعة دراسات حول التسلط والعنف، يقول لي لابد ان هناك كثيراً من الجوانب النفسية في الثقافة العربية وتشكيل شخصيتها مازالت غامضة وتحتاج الى مزيد من الكشف فهي ربما تفسر أزمة الشعوب العربية، فبادرته باني اتفق معك في الكثير وربما أشير الى محور من المحاور المهمة، ففي الغرب هناك انسجام في القيم الاجتماعية بينما لدينا تناقض وصراع حاد بين قيم لا ترضى عنها ولكن تظهر بمظهر المحب لها، فحالة التناقض الداخلي تدفع الناس الى لبس الأقنعة وتدفع السلوك الانساني نحو الزيف.
ولعل ثقافة الفساد التي دمرت المجتمعات العربية هي أزمة بذاتها، ولو أخذنا المثالين المصري والليبي وشبكة الفساد الضخمة تؤكد مرارة الواقع العربي.
 فهؤلاء جمعوا المليارات ولكن هل حصلوا على السعادة!. بكل التأكيد لم يكونوا ينامون الليل قريري العين، فهم غرقوا في الفساد والظلم وفقدوا احترامهم لنفسهم وهذه المليارات لن تعيد الأرواح التي أزهقوها وها هم اليوم يلبسون ملابس السجن ولن تخرجهم ملياراتهم ولن تعيد لهم احترام النفس ولكن هل من يتعلمّ؟!
اعتذر لـ«الوطن» والقراء لانقطاعي عن الكتابة لانشغالي بعملي الجديد حيث التنقل بين هنا وهناك أعاق التواصل، وما نتمناه ان نكون عند حسن الظن للثقة الكبيرة لصاحب السمو وسمو ولي العهد وسمو الرئيس الذي نتمنى له النجاح في تشكيل حكومته وكان الله بعونه.
وعلى المحبة نلتقي،،،

د. علي أحمد الطراح

الآن - الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك