الحزمة الثالثة للعقوبات على ايران فرانكوفونية

عربي و دولي

هل تحمل فرنسا بيرق الحصار على إيران هذه المرة؟

352 مشاهدات 0


  

(تحليل سياسي-خاص-الآن)

يتوقع أن يصدر قرار الأمم المتحدة المنتظر بفرض الدفعة الثالثة من العقوبات على إيران خلال أيام، هذا القرار كما تقول الأخبار تجري كتابة مسودته حاليا من قبل فرنسا.

  و تحتم علينا الموضوعية عندما نذكر فرنسا أن نشير إلى بريطانيا ، حيث نجد تبادل المواقف بين فرنسا وبريطانيا حيال مايجري في العالم من أحداث. لقد صارت بريطانيا اقل التصاقا بالولايات المتحدة بعد خسارة واشنطن لتوني بلير ووصول جوردون براون وفريقه الداعين إلى عدم الارتماء في حضن واشنطن.

في فرنسا كانت حكومة شيراك تقول بالنقيض مما يقوله الاميركان حول قضايا العالم،حتى أن بعض الأمريكيين أعتبر ما يجري بين واشنطن وباريس حرب باردة جديدة تحاول من خلالها فرنسا 'الشيراكية' اخذ مكان السوفيت وخلق قطب ثان في العلاقات الدولية مدعومة بأوربا الغربية . ولم يكن ذلك  إلا استمرار لسياسة فرنسا المسماة  (سياسة الحضور البارز ) كواحدة من ثوابت السياسة الخارجية الفرنسية بغض النظر عن الذي يقيم في الاليزيه .

سياسة الحضور البارز هذه   مازالت مستمرة لكن السيد الجديد في الاليزيه لا يرى ضررا في التحالف مع الولايات المتحدة زعيمة الحضارة الغربية ، ولهذا تبنى ساركوزي سياسة مغيرة لشيراك في قضية أمن الخليج العربي والمفاعل النووي الايراني بالتحديد.

في البدء كانت تصريحات وزير الخارجية كوشنير في الصيف الماضي حين حذر العالم من توقع الأسوأ واحتمال اندلاع حرب  مع إيران، ثم جاءت  دعوة فرنسا إلى عقوبات أوروبية بحق إيران دون الانتظار لقرار من الأمم المتحدة بهذا الشأن، بل كانت هناك مساع من باريس لإقناع بعض الدول  الأوروبية منفردة لتبني عقوبات ضد إيران بدون وحدة القرار الأوروبي . ثم الإعلان عن عدم استبعاد الخيار العسكري

المحير في الأمر هو أن فرنسا هي الشريك الاقتصادي الثالث لإيران، حيث تسيطر على مشاريع عدة في قطاعات السيارات والاتصالات ثم صناعة النفط، ولا شك   في مراجعة الفرنسيين للإحصاءات المتعلقة بحركة التبادل التجاري مع طهران، فهل ضحت فرنسا بمصالحها خدمة للمنظمة الدولية والسلام العالمي ؟أم لصالح علاقاتها الجديدة مع  للولايات المتحدة ؟ لقد تلفتنا يمينا ويسارا فلم نجد أن فرنسا على وشك إبرام صفقة مع احد من دول مجلس التعاون حتى تضغط على إيران لصالحهم، خصوصا أن الكونجرس الأمريكي قد اقر صفقة أسلحة تكفي الخليجيين للعقد القادم .

لقد قامت فرنسا كما نعتقد بدور الأب الروحي للعقوبات القادمة لواحد من ثلاثة أسباب متناقضة:أولها أن باريس قد اختطفت أمر كتابة العقوبات لكي لا يكتبها من هم اشد تطرفا ضد إيران وبذلك تحفظ مصالحها كما فعلت الصين وروسيا. أو أن باريس قد قررت حزم أمرها لتكون لاعب كبير في الساحة الدولية بناء على (سياسة الحضور البارز )  و دعم قرارات الأمم المتحدة .أما السبب الثالث فهو الاحتكاك الفرنسي / الإيراني المباشر في لبنان وضرورة حسمه من مواقع أخرى.

 

في منتصف الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988م  كان صدام بقرار أخرق يجبر الطائرات العراقية من نوع الميراج 5 الفرنسية على مهاجمة الموانئ الإيرانية ماوراء ميناء بندر عباس لحرمان الإيرانيين من تصدير نفطهم ، وكان الأسى يظهر واضحا على طياري الميراج العراقيين عندما يجبرون على الهبوط الاضطراري في  السعودية والكويت في كل رحلة تقريبا، ثم جاء الفرج فرنسيا من خلال استعارة العراق 5 طائرات قاذفة بعيدة المدى من نوع' سوبر اتندار '  وقد جاء العلاج الفرنسي شفاء للعراق ومرض لنا في دول مجلس التعاون  حيث أدخلتنا إيران أنتقاميا  فيما عرف بحرب الناقلات .

فهل يأتي القرار الذي كتبته فرنسا في الأمم المتحدة ضد إيران كباب مشرع لعدم الاستقرار للمصالح الفرنسية في الخليج العربي ؟

 

فايز الفارسي -الدوحة-الآن

تعليقات

اكتب تعليقك