حول علاقة كليب وعنتر والأشتر ومحبو المال والسلطة والنفوذ.. يكتب علي الذايدي

زاوية الكتاب

كتب 1150 مشاهدات 0



إننا نكتب التاريخ 
 
كتب علي الذايدي
 
كانوا يظنون أن كليبا لن يموت،  وكانوا يتساءلون “ أي موت يستطيع إنهاء كليب؟” ولكنه مات،  كانوا يظنون أن عنتر بن شداد لن يموت،  وأنه يستطيع أن يقتل 100 فارس لوحده،  لكنه مات، قالوا أن مالك بن الأشتر قائد جيوش الإمام علي بن أبي طالب في معركة صفين لن يموت ولكنه مات، هذا على مستوى الأشخاص أما على مستوى الدول فلم تقم دولة ما إلا قال حكامها أن حكمهم سيستمر إلى الأبد، فبني أمية ظنوا أن الخلافة ستظل في أعقابهم إلى يوم القيامة وأن كل من تولى الخلافة منهم لن تمسه النار أبدا، ثم جاءت الرايات السود من خراسان وأزالت حكمهم وقتل منهم من قتل وهرب من هرب، فحل محلهم بنو العباس فقالوا نحن آل بيت الرسول الكريم، ولا يزال هذا الأمر فينا( الخلافة) حتى نسلم الراية للمسيح بن مريم، ولكن جاءت جحافل المغول من الشرق وقتلتهم وشتتتهم.
الشاهد في الموضوع أن البعض يجمع من المال والسلطة والنفوذ الاجتماعي لدرجة أن البسطاء -وهو على رأسهم- يعتقدون أن ملك الموت سيستثنيه عندما يأخذ أرواح الناس، ولكننا نكتشف في النهاية أنهم بشر مثلنا يموتون كما نموت.
وكذلك حال الدول فبمجرد أن يحكم الحاكم فإن نفسه تصور له أنه لن يستطيع أحد أن يأخذ الحكم منه بسبب ما يرى من كثرة الجند والوزراء والمستشارين المحيطين به، فتصور له نفسه أنه ملك الملوك وأنه سيعيش إلى الأبد.
واليوم ما نراه من ثورات متعاقبة في عدد من الدول العربية على حكام وأنظمة تحكم منذ أكثر من 30 عاما أكبر دليل على أن تشبث الحكام بالسلطة لا حدود له، وأنهم يعتقدون أن الشئ الوحيد الذي يستطيع أن يأخذهم من الحكم هو الموت فقط، وإلا فبماذا نفسر تشبث أشخاص مثل القذافي وعلي صالح ونظام البعث في سوريا بالسلطة، فهؤلاء كانوا يسمعون مسيرات الولاء الكاذب في السابق والتي تردد “ بالروح بالدم نفديك يا ....زعيم” أيا كان الزعيم، وهؤلاء المنظمون للمسيرات يعلمون أن الحاكم يعلم أنهم يعلمون أنهم كاذبون في هذه الشعارات والمسيرات المزيفة.
أعلم أن الكثير من الكتاب تطرقوا للحديث عن الثورات العربية الأخيرة، وأنا لن أزيد عليهم شيئا ولكن في الختام عندي نصيحة للحكام العرب الذين لم تبدأ عندهم الثورات بعد، ومازال الشارع يحمل لهم الولاء والطاعة، ومنها دول لها قدر كبير في الشارع الكويتي، ولا نتمنى لها إلا الخير.
سنة2011  هي سنة المواطن العربي بلا منازع، فهذا المواطن الذي تم تجاهل صوته طيلة عشرات السنين لم نسمع خلالها إلا أصوات الحكام قد بدأ بالصراخ، ولن يستطيع أحد إسكاته من الآن فصاعدا، ومن يعتقد أنه في عصر الفيسبوك والتويتر والهواتف النقالة وعصر الانترنت العظيم يستطيع أن يكتم على أنفاس الشعب فهو مخطئ، وما أبو عزيزي عنا ببعيد.
لا يمكن تجاهل المواطن ولابد أن يكون له صوت ومشاركة في بناء وطنه أما الحكم الفردي القائم على عبارة” لا أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد” فليس لها مكان في عالم اليوم ، من هنا أتمنى على هذه الأنظمة أن تبادر بالإصلاح السياسي، ووضع جدول زمني قريب لذلك، قبل أن تبدأ ثورات الشارع وتبدأ تنازلات الحكام والاستجابة للمطالب ولكن بعد خراب مالطا ،  والعاقل من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه.
 
خاطرة
 
بعد أن قسمت الشعب الكويتي إلى معسكرين، وبعد أن شهرت بأعراض الناس، وبعد أن تسببت بشيوع مصطلحات قميئة قذرة في الشارع الكويتي، قناة السور تتوقف نهائيا مطلع شهر مايو (تو الناس).
 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك