.. أيضا، علي الذايدي ما يبي 'وزير حضري' ؟!
زاوية الكتابكتب إبريل 21, 2011, 12:28 ص 1141 مشاهدات 0
بلا عنوان
ما نبي وزير حضري
كتب علي الذايدي
في المقال السابق والمعنون “ما نبي وزير بدوي” تكلمت عن أمنياتي في ألا تتضمن الحكومة القادمة وزيرا بدويا نظرا لأن الوزير البدوي يسخر جميع إمكانات الوزارة لأبناء قبيلته، وقد غضب الكثيرون بسبب هذا المقال، وجاءتني رسائل عبر الأيميل تتضمن احتجاجا كبيرا على محتواه.
الغريب أن جميع من غضب بسبب المقال لم ينف أن الوزراء البدو يستغلون الوزارة لخدمة قبيلتهم، بل أنهم يقرون هذا الشيء ولكن غضبهم لأن البدو ليسوا الوحيدين الذين يمارسون هذا النهج.
فكما قالوا لي أنه حتى الوزير الحضري يستغل المنصب لخدمة أبناء دواوين منطقته ، والوزير الشيعي يستغل الوزارة لخدمة أبناء طائفته وهلم جرا.
فإذا كتبت أن مقال الأمس “ما نبي وزير بدوي” فمقال اليوم هو”ما نبي وزير حضري” ومقال الغد”ما نبي وزير شيعي” وهكذا، والحقيقة المؤلمة أن هذا الكلام صحيح تماما، لأن السياسة الحكومية تنظر لمنصب الوزير ليس منصبا سياسيا يقصد من ورائه قضاء مصالح الناس وتسهيلها، ولكنها تنظر للوزارة على أنها ترضيات ومساومات بين كانتونات وفئات المجتمع الكويتي لإيجاد توازن مجتمعي-سياسي يخدمها في مواجهة استجوابات مجلس الأمة.
بل وأحيانا كثيرة الحكومة هي من يوعز للوزير بأن يستفيد من مدة بقائه في الوزارة لأقصى درجة لأن هذه المدة محدودة بفترة سنة ميلادية واحدة غير قابلة للتجديد، فيقوم الوزير بدلا من تسهيل مصالح الناس بالنظر لمصلحته الخاصة ومصلحة فئته أو جماعته أو قبيلته أو حزبه وعندها تكون الكويت هي الخاسر الأكبر.
بسبب هذه النظرة الدونية والسطحية لمنصب الوزير نقرأ دائما بالصحف إعلانات الشكر والتقدير والثناء لأعضاء مجلس الأمة الذين يتدخلون في عمل الوزارات المختلفة من أجل ناخبيهم الذين لا يحصلون على حقوقهم المكتسبة إلا بتدخل أحد النواب ، ولو كنا في دولة مؤسسات وقوانين حقيقة وليست شعارات لما قرأنا في الصحف هذا الكم الهائل من المناشدات من أجل المطالبة بالحقوق، ولما اضطر أحد لنثر ماء وجهه للنواب والانتظار ساعات طوال من أجل ترتيب موعد معه.
وختاما أقول وبالفم المليان ما نبي وزير بدوي ولا وزير حضري ولا وزير شيعي ، نبي وزير ، كويتي وبس !
خاطرة
يقول أحدهم عن القاهر بالله الخليفة العباسي المعروف، أنه خرج على رعيته في يوم عيد فلما أطل من الشرفة خر الناس له سجدا، ثم يقول أنه شاهده بعد سنة يستجدي الخبز في أسواق الكوفة بعد أن خلع من الخلافة، فاعتبروا يا حكام العرب.
تعليقات