خديجة المحميد ترجع 'ثقافة الكراهية' إلى تراكم الأوهام التاريخية التي وظفت منذ القدم ؟!
زاوية الكتابكتب إبريل 18, 2011, 11:24 م 1287 مشاهدات 0
ثقافة الكراهية لنتخلص منها
الثلاثاء 19 أبريل 2011 - الأنباء
الكراهية التي هي حالة عاطفية سلبية عارضة يأباها الطبع السليم، هل يمكن أن ينظر لها لتكون ثقافة مجتمع ترسم مواقفه ومستقبل أجياله على ضوئها؟ الجواب نعم للأسف وعلى خلاف مناهج ومبادئ الأنبياء في نشر المحبة والسلام في المجتمعات البشرية أصبحت الكراهية من أهم آليات التحفيز النفسي لدى صناع السياسة ولاعبيها الرئيسيين لتحريك طاقات الشعوب أو فئات منها نحو عدو وهمي. وبالنتيجة مثل هذا التحفيز ودوافع العداوة المصطنعة تفيد زعماء المصالح الكبرى في تفتيت الشعوب المستهدفة وتشتيت طاقاتها بعيدا عن أهدافها الاستراتيجية المستحقة ومن ثم إضعافها والسيطرة على خيراتها ومقدراتها.
وعلى ضوء ذلك تستحق الكراهية بمنطق هؤلاء الوعاء الثقافي والتنظير الفكري الذي يحضنها لأمد طويل، ويروج لها بصيغة إيجابية مقبولة عند البعض، وعند البعض الآخر يتلقاها بعد مزجها بأفكار عقدية تضفي عليها عناوين بمصطلحات دينية فائقة التأثير.
وحيث إن لعبة السيادة بين الأمم والدول لعبة قديمة، فمحاور إقصاء الآخر ونفيه ليست جديدة سواء كانت عنصرية أو إقليمية أو دينية. الجديد الذي نواجهه اليوم هو تراكم الأوهام التاريخية التي وظفت منذ القدم، ثم أعيد استثمارها مجددا بآليات ومهارات مستحدثة في الربط والإخراج الحاذق على يد مهرة من أساتذة الكذب الممتهنين السياسة وعلوم إدارة المعارف البشرية في هذا المجال.
والجديد أيضا يتجلى في طموح المستبدين الذي تنامى في أكلنا نحن الشعوب المستضعفة من العالم الثالث فطوروا عنوان استبدادهم الذي انطلقوا منه في تصنيع العداوات من «فرق تسد» إلى «فرق أبد»، فثقافة الكراهية طورت فينا مؤخرا بحيث لم يعد ينفع معها لا مؤتمرات وحدة وطنية ولا وحدة إقليمية، ولا قضية إسلامية مشتركة كقضية القدس، ولماذا العمل على تحرير القدس؟!
ولماذا نساند القوى والدول التي تعمل لتحرير القدس؟ بل لنسقط هذه الدول ونحارب هذه القوى التي تساندنا في تحرير قدسنا، فلدينا ما هو أقدس لنجهز عليه، إنه العدو الوهمي الذي خلقه أرباب ثقافة الكراهية ورعاتها من قادة السياسة الدولية والمحلية، وأرادوا لنا ألا نكتفي بتحجيمه، أو إلغاء وجوده السياسي والاجتماعي، بل المطلوب إبادته، ومن هو العدو الوهمي؟ إنه أهلنا من الوطن الواحد، وشعوبنا العربية، وإخواننا في الأمة الإسلامية، فمتى نستفيق من غفلتنا لنتصدى لثقافة الكراهية المختلقة، ونصوب بوصلة عقولنا وقلوبنا الى التصدي لأعدائنا الحقيقيين؟
خديجة المحميد
تعليقات