العسل المحلي يقاوم الفيروسات المنتشرة بالبلاد
منوعاتإبريل 18, 2011, 10:31 ص 3191 مشاهدات 0
اكدت الباحثة والمهندسة الزراعية امل عبدالكريم ان من الافضل للذين يعانون من حساسية الصدر والبلغم خلال فترة الحساسية ان يستخدموا عسل البلد نفسه كعسل (الكينا) الكويتي المفيد لالتهابات الجيوب الانفية والحساسية لان مكونات العسل المحلي تقاوم الفيروسات المنتشرة في البلد نفسه.
وقالت المهندسة عبدالكريم لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان اشهر انواع العسل الكويتي الربيعي والكينا في شهري مايو ويونيو والسدر في اخر نوفمبر وعسل البرسيم في يوليو واكتوبر في منطقتي العبدلي والوفرة ويوجد في الهيئة العامة لشؤون الزراعة 170 خلية نحل ومتوسط عدد الخلايا بالكويت من 6000 - 8000 خلية كما يقدر متوسط انتاج العسل من كل خلية ب 4 - 5 كيلوغرامات.
وبينت ان تربية نحل العسل في الكويت بدأت في سبعينيات القرن الماضي لكن الاهتمام بتربية النحل بصورة علمية واقتصادية تعزز في بداية الثمانينيات من خلال الدورات التدريبية التي تبنتها كل من الهيئة العامة للزراعة والنادي العلمي حول أفضل الوسائل والسبل لتربية النحل وقد أصبح المربون الكويتيون من النحالين المتمكنين في التربية والانتاج والتكاثر في تربية نحل العسل الكويتي ليتخطى الأمر حدود الهواية وتصبح تربية نحل العسل من المشاريع الاقتصادية المربحة.
واشارت الى اختلاف العسل في لونه ورائحته وطعمه باختلاف النباتات التي يتغذى النحل على زهرتها والتربة التي تنمو فيها هذه الازهار مما يؤدي بدوره الى اختلاف الخواص الكيميائية والبيولوجية.
وعن الوان العسل قالت ان العسل الأبيض الفاتح هو من البرسيم (جت) والذهبي من فصل الربيع والغامق من السدر والشهد هو العسل ما دام لم يعصر من شمعه وان غذاء ملكة النحل يطلق عليه (الشهد الملوكي) ويعتبر العسل طبيعيا اذا لم تزد نسبة الرطوبة فيه عن 18 بالمئة وحينئذ يختم عليه النحل بطبقة رقيقة من الشمع.
وعن امكانية تخزين العسل تقول المهندسة عبدالكريم ان من الممكن حفظه وتخزينه لمدة طويلة وافضل مادة للحفظ هي الفخار الطبيعي وفي الكويت بجوها الحار يقل عمر الخلية والنحلة والملكة.
واوضحت ان العسل الذي ينتجه النحل في الربيع اجود وأزكى من العسل الصيفي لان النحل يكون قد اصيب بالتعب والكسل ويمكن الحصول على العسل مرتين في العام الواحد وذلك خلال شهري مايو ونوفمبر.
واكدت ان مزارع الكويت وحدائقها اصبحت اماكن حاضنة ومنتجة للعسل خصوصا في شهري سبتمبر ومارس اي الربيع والخريف وهو موسم بداية تربية النحل مبينة ان الظروف الجوية لها دور كبير في المعيشة والحياة والكويت تستورد حوالي 8000 طرد وكل طرد فيه 30000 نحلة تعتبر (نواة الخلية) وفي كل خلية ملكة واحدة والمتعارف في عالم النحل ان استيراد الخلايا يضم 6 لوحات من الشمع وتستورد عادة من مصر.
وذكرت ان العسل في الكويت نجح بسبب وجود الزهور في موسم الربيع مثل ازهار النوير واشجار الكينا والبرسيم (الجت) الذي يزرع في مزارع الوفرة والعبدلي اما في فصل الخريف فالنحلة تعتمد على اشجار السدر فتمتص رحيقها من هذه الزهور والاشجار.
وحول صناعة العسل أوضحت ان النحل مجتمع متعاون تقوم النحلة العاملة برحلات ما بين الازهار والاشجار تمتص الرحيق من الزهرة وتعطيها عملية التلقيح وتقوم النحلة تقريبا بما بين خمسين الى سبعين رحلة وتجمع حوالي عشرة غرامات في اليوم من العسل من خلال زيارة ما بين 6000 الى 12000 زهرة.
واشارت الى ان أنثى النحل عقيمة لا تلد ولا تبيض فالملكة هي التي تبيض بحدود 1500 بيضة في اليوم وتلقح مرة واحدة في العمر من ذكرها الذي يموت بعد ذلك وتعد الملكة هي أهم فرد في الخلية اما الشغالة فدورها ان تجمع العسل والماء وتهتم بالنظافة وتدافع عن الخلية من أي نحلة غريبة اذا أرادت الدخول أو الهجوم.
وقالت المهدسة عبدالكريم ان النحلة تحمل اللقاح في جيوب تسمى (حقائب) وتفرغها في الخلية داخل العيون السداسية ولملء قرص واحد بالعسل يقتضي قطع مسافة تزيد على عشرين مليون كيلومتر خلال أربعين ألف رحلة ذهابا وايابا وبتعاون 300 نحلة وبأربعين ألف رحلة يتم الحصول على كيلو واحد من العسل.
وبينت ان سلالات نحل العسل تنقسم الى النحل المصري وهو صغير الحجم لونه اصفر مع وجود زغب ابيض وانتاجه من العسل قليل الا انه مقاوم لمعظم الامراض كما انه ذو كفاءة في تلقيح الازهار وهناك كرنيولي هجين بين المصري والكرنيولي وهو كبير الحجم لونه رمادي غامق ملكاته نشطة في وضع البيض والشغالات تجمع العسل بوفرة ولون شمعه ابيض يصلح في انتاج القطاعات العسلية.
وأضافت والنحل الايطالي يتميز بالحجم الكبير ولونه اصفر هادىء الطباع ملكاته بياضه وهذا النوع نشط في جمع الرحيق وهناك عدد من السلالات الأخرى مثل القبرصي والقوقازي والألماني والاسترالي الا أنها لا تتأقلم مع الظروف المناخية السائدة ولارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف ونتيجة لحركة النقل بين الدول في عمليات التجارة بالنحل فان الشائع منه عالميا الان هو النحل الهجين وهو من سلالات متعددة ومختلفة.
وذكرت انه لانشاء منحلة يجب ان يتوافر المكان الجيد ومصادر الرحيق وحبوب اللقاح ومصدر للمياه النقية موضحة ان قاعدة الخلية عبارة عن لوحة من الخشب توضع فوق حامل الخلية ولها ارتفاعان احدهما قليل لفصل الشتاء والاخر اكبر لفصل الصيف.
وعن صندوق العسالة اشارت الى انه الجزء المعد لتخزين العسل ويشبه صندوق التربية ويتسع لعشرة براويز وشراء النحل عادة ما يكون في فصل الربيع (مارس - أبريل) في صورة نويات تتكون الواحدة من خمسة اقراص مغطاة بالنحل.
وبالنسبة للمبتدئين في تربية النحل اوصت المهندسة امل عبدالكريم بعدم شراء نويات نقية بل يمكن شراء النحل الهجين لرخص ثمنه وكثرة انتاجه واذا نجح المشروع يمكن شراء بعض الملكات النقية وادخالها على نويات ناتجة من منحلة لتحسين سلالة النحل باستمرار او شراء ملكات (ملكات اول) بالقدر اللازم للمنحل.
ولفتت الى انه يتم فرز العسل مرتين او ثلاث مرات في السنة ويوضع كل صندوق على حامل خلية فوق القاعدة الخشبية في مكان المنحل المستديم ثم يفتح باب الصندوق مساء ليتمكن النحل من الخروج وتقوم طوائف النحل بتربية الملكات طبيعيا في ثلاث حالات هي (الرغبة في التطريد - الرغبة في احلال الملكات - الطوارىء عند فقد الملكة).
واوضحت انه عادة ما يكون عدد بيوت الملكات في جميع هذه الحالات زائدا عن الحاجة فيمكن الاستفادة ببعض منها لتغيير الملكات المسنة او لادخالها على الطوائف الناتجة من التقسيم وعند الرغبة في تربية عدد محدود من الملكات للانتفاع بها في المنحل محليا تتبع بعض الطرق الطبيعية المحسنة وفي هذه الحالة يجب ان تخصص بعض الطوائف الممتازة من احدى السلالات النقية وتزود بكميات وافرة من العسل وحبوب اللقاح لتشجيع الملكات على وضع البيض ثم تؤخذ منها بعض الاقراص المحتوية على البيض المخصب او اليرقات حديثة الفقس.
واشارت ان للوقاية دورا مهما حيث يجب العناية بتوفير الغذاء للطوائف عند قلة مصادر الرحيق وكذلك العمل على توازن قوى الطوائف المختلفة بالمنحل مع مراعاة تضييق مداخل الخلية بعد موسم الفيض حتى يتمكن النحل الحارس من حمايتها على ان يقوم النحال بتغذية جميع طوائف المنحل دفعة واحدة.
وافادت بان النحل يتعرض لعدد من الآفات التي يجب العمل على الوقاية منها وفي هذه الايام في شهر ابريل وسبتمبر طائر الخضيري الذي يتغذى عليها وهذا الطائر يختفي عندما تزداد درجات الحرارة وهناك دبور البلح وهو من أخطر آفات النحل وذلك بسبب ازدياد نشاطه وهجومه على طوائف النحل في الوقت الذي تكون فيه الطوائف في أشد الحاجة الى افرادها وذلك خلال شهر اكتوبر حيث تصل قوة الآفة الى اقصاها في نفس الوقت الذي يقل فيه وضع ملكات النحل للبيض وبالتالي يصعب تعويض النحل المفقود وللوقاية منه يجب العمل دائما على تقوية طوائف النحل اذ ان ذلك يمثل افضل وانجح الوسائل لحماية النحل من اعدائه.
واضافت ان هناك دودة الشمع وتسمى فراشة دودة الشمع وهي حشرة ليلية ولا تظهر الا في المناحل المهملة حيث تدخل الطوائف الضعيفة وتضع بيضها على الاقراص غير المغطاة بالنحل وعندما يفقس البيض وتخرج اليرقات فانها تتغذى على الشمع وللوقاية يجب تنظيف الخلايا اثناء الفحص من اليرقات وبقايا الشمع ورفع الاقراص الفارغة من الخلية وتبخيرها وحفظها باستعمال مادة (الباراوكس) واعدام الاقراص القديمة كلما امكن لان الحشرة تفضلها عن غيرها عند وضع البيض.
وعن منتجات النحل (غذاء الملكات) في سن معينة ينتج النحل غذاء الملكات في غدد موجودة في الرأس وفي البلعوم ويضعه في اليرقات وفي حال تغذت عليه اليرقة لخمسة ايام متتالية اصبحت ملكة وتستطيع ان تعيش من 5 الى 7 سنوات بينما النحلة العادية تعيش من 3 الى 6 اشهر فقط وهو غني بالمعادن كما ان غذاء الملكات يؤدي الى زيادة خصوبة الملكة حتى يصبح بمقدورها ان تضع 1500 بيضة في اليوم مع القدرة على تحديد الذكر ام الانثى.
واوضحت ان هناك صمغ النحل اصله نباتي حيث ان الشجرة تفرز مادة صمغية في اوقات معينة في السنة بهدف حماية نفسها من الجراثيم والحشرات الضارة وحبوب اللقاح هي من اشهر المنتجات ومن دون لقاح لا يوجد نبات ولا حياة ومن المنتجات ايضا العسل بالشمع واليرقات والندرة العسلية وخبز العسل وسم العسل وسم النحل يسمى (القرص) أو (اللدغ) فهو سائل سمي يخرج من بطون النحل ليدافع به عن نفسه وهذا السم فيه شفاء للروماتيزم والأعصاب وعرق النسا.
واضافت ان العسل يحتوي بجانب الماء والسكريات على العناصر المعدنية والفيتامينات التي يمتصها الجسم بسهولة خلال ساعة من تناول العسل كما يحمل املاحا ومعادن واحماضا وانزيمات وبعض حبوب اللقاح والبروتينات والعسل يستخدم كعلاج طبي لكثير من الامراض وكتقوية لجهاز المناعة وحسب الدراسات فان التجارب المخبرية اثبتت انه عندما يذاب العسل بالماء يحافظ على مكوناته ويصل الى الدم بسرعة اكبر.
واشارت المهندسة امل عبدالكريم الى ان الجمعية الالمانية لتربية النحل افادت بان الانزيم يعمل عندما يكون الرحيق في حالة سائل وداخل الزهرة وبمجرد ان تمتصه النحلة وتضعه في العيون السداسية حتى تقيه من التعفن فيتوقف عن النشاط ويحافظ على مكوناته ولا ينشط الانزيم الا عند خلط العسل بالماء مجددا.
تعليقات