عبر وثائق نشرتها 'ويكيليكس':

عربي و دولي

أسرار الموقف الكويتي من حرب تحرير العراق

7427 مشاهدات 0

وزير الخارجية

تظهر برقيات صادرة عن السفارة الأميركية في الكويت نشرها موقع ويكيليكس مؤخراً الموقف الكويتي من حرب تحرير العراق.

ووفقا لصحيفة الأخبار  اللبنانية، التي نشرت تلك الوثائق، حيث تشير برقية مؤرخة في 5 ابريل 2003 الى نقاش دار بين وزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح مع السفير الأميركي آنذاك ريتشارد جونز ويتناول النقاش تطور الحرب على العراق، ورحلة الشيخ د.محمد الصباح المقبلة الى الدول الاعضاء في مجلس الأمن وفي الامم المتحدة، فهو سيزور بكين، موسكو، باريس، لندن، واشنطن ونيويورك (الأمم المتحدة)، برلين، ومدريد وروما لتفسير «الحرب من وجهة نظر كويتية» والطلب من الحكومات شجب الاعتداءات العراقية على الكويت، ومساندة الشعب لا النظام في العراق، واوضح الشيخ د.محمد الصباح انه سيناقش في الولايات المتحدة «عراق ما بعد صدام» ومصلحة الكويت في المشاركة في إعادة الإعمار وإيصال صوت المعارضة العراقية التي اعلنت للحكومة الكويتية رغبتها في أداء دور اكبر في تحرير العراق، ويضيف انه خلال الزيارة سيشكر الولايات المتحدة على تحرير الكويت من الطغيان، وعلى ازاحة صدام حسين، وقال «الأشخاص الذين يخضعون للاحتلال هم فقط من يفهمون ذلك، يجب ان يسمع الناس ذلك».
 
وبحسب الوثائق فإنه حين يطلب السفير جونز من الشيخ د.محمد الصباح التزاما بإعادة بناء العراق، يقول ان بلاد الرافدين غنية بالموارد، وبالتالي الطريقة الافضل لمساعدتها هي في القروض والاستثمار، عوض المنح والمساعدات.

وتشير الوثيقة التي نشرتها جريدة الاخبار اللبنانية الى ان الحديث بين جونز والشيخ د.محمد الصباح تطرق الى سبل منع قضية العراق من التداول في اي هيئة اخرى غير مجلس الأمن في الأمم المتحدة وتناول مشكلات الكويت فيما يتعلق بالجهود الالمانية لعرقلة عمل لجنة التعويضات في الأمم المتحدة ويظن الشيخ د.محمد الصباح ان فرنسا وروسيا اللتين توافقان على تأجيل الدفع تريدان تعويض الشركات الفرنسية والألمانية.

السفير وافق الشيخ د.محمد الصباح على ذلك، ونصحه بالاتصال ببعثة الكويت في جنيف لتعترض على اي محاولة لإيقاف دفعات شهر نيسان واقترح السفير ان تستخدم قوات درع الجزيرة لتوزيع المساعدات الانسانية في العراق.

وفي رد على سؤال للشيخ د.محمد الصباح قال السفير ان سورية لاتزال لا تساعد الجهود الاميركية في العراق، فهي تسمح للسفارة العراقية في دمشق بتجنيد مقاتلين من اجل صدام، وتشحن معدات عسكرية عبر الحدود.

الشيخ د.محمد الصباح من جهته، قال ان السفير الكويتي في دمشق لاحظ زيادة السيارات الثمينة التي تحمل لوحات تسجيل عراقية في المدينة، ومعظمها يتجه الى لبنان، كذلك اغلقت مستشفيات بعض اقسامها ووضعتها في تصرف الشخصيات المهمة، وأجاب السفير عن سؤال للشيخ د.محمد الصباح بأن الحرب الجوية تدار من قاعدة الامير سلطان الجوية في السعودية، لكن الهجمات الجوية لا تنطلق من الاراضي السعودية.

وينهي السفير البرقية بتأكيده انه كما كرر دوما ان الكويتيين يقفون وراءنا بحزم ويتحدون بنحو متزايد الإدانة من باقي العالم العربي.

وتشير برقية بتاريخ 29 يوليو 2003 الى ان الكويت تسهم في نفقات الحرب عبر تمويل القوات «الفقيرة»، ويطلب السفير توضيحات عن موضوع التمويل من الشيخ د.محمد الصباح فيقول الشيخ د.محمد الصباح ان حكومته وافقت بالمبدأ، على تمويل القوات البولندية، مادامت دول اخرى ستتحمل معها العبء.

وكيل وزارة الخارجية السفير خالد الجارالله، وبحسب وثيقة اخرى مؤرخة في 28 اكتوبر 2003 يبلغ السفير جونز بأن وزير الخارجية سيشارك في الاجتماع الذي دعت إليه سورية في دمشق لمناقشة وضع العراق مع دول الجوار، للإعراب عن غضبه العارم من عدم دعوة العراق الى الاجتماع (!). وقال الجارالله ان حكومة بلاده تظن ان «سورية لا تنوي على الخير»، السفير شكر الجارالله على المعلومات ووافق على عدم القبول باستثناء العراق من الاجتماع، وقال انه سيتشاور مع واشنطن ويرد على الجارالله.

ويطلب السفير في نهاية البرقية النصح من وزارته. في اليوم التالي، يتصل الجارالله بجونز ليخبره بتطورات الاجتماع في سورية، وتنقل برقية تعود الى ذلك اليوم على لسان الجارالله ان وزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح تشاور مع نظرائه في السعودية ومصر والاردن واتفقوا على ان يتصل سعود الفيصل بوزير الخارجية السوري فاروق الشرع، ويضغط عليه لدعوة وزير الخارجية العراقي الى الاجتماع، ونقل الجارالله ان سعود الفيصل كان متفائلا بتجاوب سورية.

ومن اهم البرقيات التي تعود لعام الاجتياح 2003 هي تلك التي تنقل تفاصيل لقاء عقد بين المرجع الديني العراقي السيد محمد بحر العلوم الذي كان يزور الكويت للمشاركة في نشاطات رمضانية، بالسفير جونز، وتقول البرقية المؤرخة في 10 نوفمبر 2003 ان بحر العلوم اشتكى من ان الكويت هي الدولة الوحيدة الصديقة من بين جيران العراق، ومن ان ايران وتركيا لن تساندا العراق ابدا، وحين قال جونز انه سيحاول ان يقابل اكبر عدد من العراقيين في زيارته التي ستبدأ قبل نهاية شهر رمضان وانه سيؤكد لهم ان اميركا لا تنوي ان تطيل بقاءها في البلاد، قاطعه بحر العلوم معترضا وطلب منه ألا يتحدث في موضوع رحيل القوات.

 

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك