زايد الزيد يكتب عن تسلط عصابات الصدفة التاريخية وعن فرعون مصر

زاوية الكتاب

كتب 925 مشاهدات 0


 


ويسألونك عن التغيير ( 4 )
زايد الزيد
       لا شك – على الاطلاق – بأن الثورة التونسية ، شكلت في المخيال العام ، لدى الانسان العربي هذه الأيام ، ملهما إبداعيا في الثورة على الظلم والفساد ، فالمشاهد المتسارعة ، الشجاعة والدراماتيكية ، في يوميات الثورة التونسية ، أحدثت أيضا صدمة للضمير العربي الذي استكان الظلم وتعايش معه قرون طويلة ، فحتى بعد طرد المستعمر الأجنبي ، من ديار العرب ، في منتصف القرن الماضي ،  لم يتشكل نظام سياسي ، يعبر عن إرادات الشعوب العربية ، فكان تسلط العسكر وعصابات الصدفة التاريخية ، هو المشهد المتسيد في أغلب الحالة السياسية العربية !
      مع ذلك ، فإن التغيير في ' مصر المحروسة ' ، أخذ أبعادا أكثر تطورا في ثورتها العظيمة ، من الثورة التونسية ، وذلك قياسا على الانتشار الكبير للأمية في مصر ، وانعدامه تقريبا في تونس ، لذا شهدنا أعمالا راقية من المتظاهرين في الثورة المصرية ، ليس أقلها الإصرار على سلمية الثورة ، والتصدي لأعمال ' البلطجة ' ، التي مارسها ضدهم أزلام فرعون مصر ، وتأسيس مستشفيات الميدانية في ميدان التحرير ، وفي بقية الميادين ، التي كانت تجمعهم ، في محافظات المحروسة ، والتعاطي الفعال مع وسائل الاعلام العالمية ، وكذلك مظاهر اللحمة الوطنية التي تجلت في وقوف شطري المجتمع المصري من مسلمين وأقباط متكاتفين في مواجهة استبداد الفرعون !
      إلا أن الأثر الأكثر فاعلية في الثورة المصرية وهي لاتزال تعتمل ، هو – في تقديري – رفض شباب التغيير ، لأي مساومات ، على المطالبة في تنحي ' الفرعون ' ، حتى تحقق لهم ما أرادوا ، فالمشهد العظيم في الثورة ، تجلى في تمسك شباب الثورة ، بمطلبهم الأساس ، المتمثل في تنحي ' الفرعون ' عن السلطة ،  رغم تراكض الأحزاب المتهالكة للحوار ، مع الرئيس المؤقت عمر سليمان ، ومع رئيس الحكومة أحمد شفيق ، ليثبت شباب التغيير المصري - بكل جدارة - أن الفعل السياسي المؤثر ، هو في ميدان التحرير ، وليس في قاعات قصر الحكم المتهاوي !
      أما الأمر الأكثر أهمية - على ماسواه - في مفاصل الثورة المصرية العظيمة ، فهو اصرار شباب التغيير على الاستمرار في تحشيد مئات الألوف في ميدان التحرير في كل يوم جمعة ، حتى هذه اللحظة ، لانجاز بقية بنود أجندة الثورة ، لذلك يشهد العالم بأسره ، أن كل جمعة جديدة في ' المحروسة ' ، تسجل انجازا حضاريا في سجل الثورة المصرية العظيمة التي لم يشهد لها مثيل في العالم ، لا في تاريخه القديم ، ولا في الجديد !
      وللحديث بقية ..
 

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك