(تحديث4) سوريا تنفي تورط إيران بقمع الإحتجاجات
عربي و دوليالمظاهرات تتواصل وغياب الجيش بعد لقاء الرئيس بالوجهاء
إبريل 14, 2011, 7:03 م 2888 مشاهدات 0
شهدت عدة محافظات سورية اليوم بعض التجمعات السلمية المطالبة بالحريات والوحدة الوطنية.
ووفقا لما نقلته الفضائية السورية شهدت محافظات درعا واللاذقية والقامشلي والحسكة بعض التجمعات السلمية التي خرجت عقب صلاة الجمعة مشيرة الى ان هذه التجمعات كانت تهتف بالحريات والوحدة الوطنية.
وكان الرئيس السوري بشار الاسد قرر امس الافراج عن جميع الموقوفين على خلفية الاحداث الاخيرة ممن 'لم يرتكبوا اعمالا اجرامية بحق الوطن والمواطن'.
وقال مصدر رسمي ان قرار الرئيس الاسد جاء بناء على اجتماعات الرئيس السوري مع فعاليات دينية وشعبية في عدد من المحافظات حيث استمع خلالها الى اراء المواطنين ومقترحاتهم لتطوير العمل الوطني.
واضاف المصدر ان قرار الافراج جاء حرصا من الرئيس الاسد على تدعيم التلاحم بين ابناء الشعب وتقديرا منه لحرص الفعاليات الدينية والشعبية على سلامة الوطن وامنه واستقراره.
وقال ناشطون سوريون وشيخ قبلي ان احتجاجا كبيرا مطالبا بالديمقراطية نظم يوم الجمعة في مدينة دير الزور الواقعة على نهر الفرات بعد يوم من سعي الرئيس السوري بشار الأسد لتهدئة المعارضة المتصاعدة لحكمه.
وقال ناشط مدافع عن حقوق الانسان على اتصال بالمحتجين ان حي برزة في دمشق شهد مظاهرة صغيرة مطالبة بالحرية في تحد نادر للسلطات في العاصمة السورية نفسها.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان انه في مدينة بانياس الساحلية ردد نحو 1500 'حرية..حرية' بعد صلاة الجمعة رغم انتشار الجيش.
وذكر مصدر كردي انه حدثت احتجاجات أيضا في مناطق كردية بشرق سوريا.
و قال ناشط في مدينة درعا السورية ان الالاف نزلوا الى الشوارع بعد صلاة الجمعة وهم يهتفون بالحرية في المدينة الواقعة في جنوب سوريا.
وذكر انه لا وجود للجيش في المدينة منذ ليل الخميس عقب اجتماع بين الرئيس بشار الأسد وشخصيات بارزة من المدينة.
وفي الإطار ذاته نفت سوريا أن تكون تلقت مساعدات إيرانية في قمع الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أسابيع، في رد على تصريحات أمريكية حول هذا الشأن، وقالت إن هذه التصريحات 'لا صحة لها إطلاقاً'، وهو ما كرره مسؤول إيراني في البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة.
ففي تصريح نشرته وكالة الأنباء السورية 'أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية تعليقا على ما أدلى به المتحدث باسم الخارجية الأمريكية من أن هناك أدلة لديها على مساعدة إيران لسورية فيما أسماه قمع الاحتجاجات.. أن لا صحة إطلاقا لما جاء في هذا التصريح.'
وتحدى المصدر السوري التصريح الأمريكي وقال: 'إذا كان لدى الخارجية الأمريكية أدلة فلماذا لا تعلنها.'
وكانت الخارجية الأمريكية قد اتهمت إيران بمساعدة النظام السوري في جهوده لقمع الاحتجاجات التي وقعت في سوريا في الأسابيع الأخيرة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، الخميس، 'نعتقد أن هناك معلومات مؤكدة على أن إيران تساعد سوريا في قمع الاحتجاجات، من بينها قطع الاتصالات.'
وقال مسؤولون إن المساعدة الإيرانية لسوريا تتضمن معدات لتفريق المتظاهرين ومعدات ونصائح فنية لمراقبة البريد الإلكتروني وحجبه، وكذلك الهواتف الخلوية والرسائل النصية والإنترنت.
كذلك نفى مسؤول في البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة الاتهام وقال إنها غير صحيحة ولا أساس لها.
واضاف المسؤول الإيراني: 'هذا الزعم ومزاعم مشابهة تنسجم مع الدعاية المعادية لإيران وتثيرها دوائر في الولايات المتحدة لتشويه صورة إيران وسوريا.'
وقال مسؤولون أمريكيون إن الحكومة الإيرانية تشارك سوريا بخبراتها التي طورتها في قمع التظاهرات في طهرات إبان تظاهرات 'الحركة الخضراء' في العام 2009.
ومن جهة أخرى أصدر الرئيس السوري، بشار الأسد، مرسوماً بتشكيلة الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور عادل سفر، احتفظ فيها ثلاثة من أبرز الوزراء بحقائبهم، وهم العماد علي حبيب في وزارة الدفاع، ووليد المعلم في وزارة الخارجية، وسفيان علاو في وزارة النفط، بينما طال التغيير حقيبتي المالية والداخلية.
وحل اللواء محمد الشعار، رئيس المنطقة الجنوبية التي تضم محافظات دمشق وما يليها جنوباً حتى الحدود الأردنية، بما في ذلك درعا والقنيطرة والسويداء، منصب وزير الداخلية، خلفاً للواء سعيد سمور، كما حل محمد جليلاتي، مدير بورصة دمشق، محل محمد الحسين في منصب وزير المالية.
وفي أبرز الحقائب الباقية، تولى عماد الصابوني وزارة الاتصالات، واحتفظ محمد عبد الستار السيد بوزارة الأوقاف، وكذلك فعل منصور فضل الله عزام بوزارة شؤون رئاسة الجمهورية، كما تولى القاضي تيسير قلا عواد وزارة العدل، خلفاً لأحمد يونس.
مقتل جندي وجرح آخر في بانياس
قال مصدر حكومي سوري إن 'مجموعة مسلحة من القناصة' أطلقت النار الخميس على عدد من الجنود خلال قيامهم بدورية في مدينة بانياس، ما أدى إلى مقتل عنصر وجرح آخر، وذلك في وقت كثفت فيه المعارضة السورية الدعوات إلى التظاهر الجمعة، للمطالبة بإصلاح سياسي وتغيير ديمقراطي.
ولم يقدم المصدر الحكومي السوري، الذي تحدث إلى وكالة أنباء 'سانا'، المزيد من التفاصيل حول حادث بانياس الخميس، علماً أن السلطات كانت قد اتهمت 'مجموعات مسلحة' بالوقوف وراء أحداث المدينة المستمرة منذ أكثر من أسبوع، الأمر الذي نفته جهات معارضة.
ونقلت 'سانا' الخميس مشاهد من جنازات عدد من الجنود والضباط الذين قتلوا في بانياس خلال الفترة الماضية، ضمن ما تقول دمشق إنها 'كمائن مسلحة،' استهدفتهم خلال الأيام الماضية.
ويأتي هذا التطور في وقت نقلت فيه الصحف السورية أن الرئيس بشار الأسد، الذي يواجه أعنف اختبار لحكمه الذي بدأ عام 2000، استقبل للمرة الثانية وفداً من أهالي مدينة دوما بريف دمشق، التي كانت بدورها قد شهدت احتجاجات دامية أدت لمقتل 12 شخصاً.
ونقلت صحيفة 'الوطن' السورية شبه الرسمية، أن الوفد طلب من الأسد 'رفع حالة الطوارئ وتعديل الفقرة الخاصة بعقوبة الإعدام لمنتسبي جماعة الإخوان المسلمين في القانون 49، كما تم تأكيد ضرورة إقرار قانون للأحزاب، وآخر يسمح بالتظاهر السلمي بعد أخذ الموافقات المطلوبة.'
كما أشارت إلى أن الأسد استقبل وفداً مماثلاً من حمص، حيث 'أبدى تفهمه لواقع التظاهرات وأسبابها، وطلب من كل منطقة تفاصيل الوقائع التي حصلت وأدت إلى سقوط ضحايا.'
أما مجموعات المعارضة السورية على موقع 'فيسبوك' فقد حملت ما وصفته بـ'التحذيرات' إلى أهل المدن التي يلتقي الأسد بفعالياتها من مخاطر قبول العروض الحكومية التي تقدم لسكان كل مدينة بمفردها، معتبرة أن ذلك يهدف إلى شق صفوف المحتجين، وأكدت الدعوة إلى تحركات الجمعة ضمن ما أسمته بـ'جمعة الإصرار.'
يشار إلى أن السلطات السورية لا تسمح للإعلام الأجنبي بدخول البلاد لمتابعة الأوضاع من الداخل، ولا يمكن لـCNN تأكيد المعلومات التي يقدمها كل طرف بشكل مستقل.
وكان التلفزيون السوري قد بث الأربعاء، ما وصفها بأنها 'اعترافات خلية مسلحة إرهابية،' قال إنها قامت بأعمال تخريبية في البلاد خلال الأحداث الأخيرة.
وبحسب 'الاعترافات'، فإن رئيس الخلية يدعى أنس كنج، الذي قال إنه من مواليد مدينة دمشق عام 1982 ويعمل في مجال اللوحات 'الآرمات' في مدينة حوش بلاس الصناعية، وألقي القبض علي يوم الأحد في 10 نيسان.'
وأشار إلى تلقيه تعليمات بتنفيذ هجوم مسلح على أحد المخافر، وأن ثمة شخص يدعى أحمد عودة 'كان المرسال بيني وبين النائب جمال الجراح في لبنان.'
وينتمي النائب الجراح إلى كتلة المستقبل اللبنانية، التي يقودها رئيس حكومة تصريف الأعمال، سعد الدين الحريري، الذي تجمعه بسوريا علاقة متوترة منذ اغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق، رفيق الحريري.
وقد نفى الجراح ما ورد على التلفزيون السوري، واصفاً إياه بأنه 'عمل مخابراتي سخيف لا قيمة له،' على حد تعبيره.
تعليقات