عبداللطيف الدعيج يرى بأن هناك مجاميع شديدة التخلف تطالب بحكومة 'بتي' ونهج 'بتي'

زاوية الكتاب

كتب 1179 مشاهدات 0



إذا هذوله ضدك.. إحنا معاك
كتب عبداللطيف الدعيج
   
أصدرت بعض المجاميع «شديدة التخلف» بياناً سياسياً ضد رئيس الوزراء المكلف الشيخ ناصر المحمد وحكومته المقبلة. ملخص بيان المجاميع شديدة التخلف انهم يريدون او بالكويتي «يبون كل شيء بتي»، يريدون حكومة جديدة برئيس جديد بنهج جديد. المضحك أن هذه المجاميع شديدة التخلف او المتخلفة جدا هي نفسها من حطام الماضي وعثرات الامس وقبيب البارحة. اغلب مجاميع التخلف التي اصدرت البيان هي من اصحاب الاتجاه السلفي او القبلي الذي من المفروض ان يكون ولّى واندثر، لولا دعم آباء و«عمام» الشيخ ناصر له في السلطة، منذ العقود الثلاثة التي انصرمت وحتى اليوم.. وربما الغد.
بيان.. او بالاحرى بيانات المجاميع شديدة التخلف كالعادة ليس به جديد، لا علاقة له بواقع هذا العصر، يبدأ دائما وابداً بآية قرآنية، يتم نزعها ولصقها عنوة في صدر البيان. تماما كخطابات السلطة وتوصياتها التي دعمتهم وتدعمهم. وان يستشهد شديدو التخلف او اقطاب نظامنا السلطوي معهم بالآيات القرآنية شأن ذاتي، وليس من المفروض ان يعنينا في شيء، لكن عندما يكون الشأن هنا محليا ودنيويا وسياسيا، فاننا نتمنى ان يكون الاستشهاد كما يجب، بمبادئ النظام الديموقراطي او بالدستور او بالقانون او بكلمة لمصلح سياسي معنية بحاضرنا وواقعنا هذه الايام. لكن شديدي التخلف مثل السلطة او الحكومة التي يدعون العمل على تغييرها لا يملكون ولا يؤمنون ولا يخضعون لغير المعتقدات الغيبية والطرق السلفية واجتهادات القرون الغابرة ومفاهيمها.
المجاميع شديدة التخلف معنية بشكل خاص بالدستور، لدرجة ان كلمة الدستور وردت ثماني مرات في البيان الفلتة الذي يطالبون فيه برئيس جديد ونهج جديد وحكومة جديدة. ثماني مرات وردت كلمة الدستور والتاسعة في اسم راس التخلف الاساسي، «الاخوان المسلمون»، او الحركة الدستورية الاسلامية. مع هذا فان كلمة ديموقراطية لم ترد ولا مرة واحدة في بيان الجماعات شديدة التخلف. بل انهم بكل جرأة يصفون نظامنا الديموقراطي بــ «الحياة الدستورية». يتهمون السلطة بالسعي لتقويض «الحياة والممارسة الدستورية». اما النظام الديموقراطي الذي اقسم ثلاثة ارباعهم ـــ بحكم ان اغلبهم ينتمي لكتل نيابية ـــ عليه فله الله، ولا شأن لهم به ولا عداء من حكوماتنا او اقطاب سلطتنا له.
المجاميع شديدة التخلف تستنكف من كلمة «الديموقراطية»، فهي عندهم اجنبية، وهي بالاساس وفي النهاية نظامنا الديموقراطي الذي يمنح الامة السيادة المطلقة. هذه السيادة التي يتعارض معها اقطاب التخلف في السلطة ومجاميع التخلف في المجلس والمجتمع. وهي السبب الاساسي لعداء شديد التخلف لدستور 1962 ولمبادئ النظام الديموقراطي التي تتعارض وموروثهم وتراثهم العتيق.

عبداللطيف الدعيج

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك