هل نعاني من الفوبيا الايرانية ؟
عربي و دوليإبريل 13, 2011, 8:15 م 3024 مشاهدات 0
ربما لايصلح إستهلالا القول حاليا إننا نعاني من الرهاب أو الفوبيا' Phobia'من إيران؛لكنها الحقيقةالحادة، ففي فوبيا القلق يكون المريض مدركا بأن خوفه غير منطقي.وقد استثمرت طهران رهابنا بإرهابنا بغير منطق ونجحت رغم ارتكازها على رؤية مبنية على مسلمات خاطئة:
أولها: تخيل نجاد ان المظاهرات العربية موجة صالحة لحمل سفن الفتنة ليرسو بها في دوار اللؤلؤة، فتحطمت فلكة وخسر معركة البحرين. ثانيها: نقل نجاد معركته لجبهة الكويت مراهنا على الثغرات الامنية ،وان لاشئ في الكويت يستحق عناء التجسس،وكانت صفعة د.محمد الصباح له حازمة ومدوية فطلب مغادرة دبلوماسيينا من طهران. وثالثها: راهن نجاد على غياب الموقف الخليجي الموحد فخسر، فوصم وحدتنا العسكرية بالاجنبية وهدد السعودية والامارات.
لقد فشلت طهران عملياتيا، فاستغلت الفوبيا كأداة حقن لأنماط الرهاب اللامنطقي،و تعميقه بمنهجية،مؤسسية،باشكال منها:
1. تمجيد توسعها الإقليمي الهش دون إنجازات حاسمة،من خلال كيانات هلامية لا دول كحزب الله وحماس،وجيش المهدي لتدور في فلكها بولاءات بدائية.
2. أرهبتنا ببرنامج نووي غشتنا سحب المجادلات حوله أكثر من الإنجازات، ثم شله- ولو الى حين -بضربة صغيرة تافهة فيروس ستاكسنت، حتى انهم احتفلوا باليوم الوطني للتكنولوجيا النووية دون الاعلان عن انجازات جديدة مثيرة للجدل.
3. زادت من وتيرة مناوراتها العسكرية متفوقة على أحلاف الحرب الباردة في عزها .
4. تغنت بصناعات أسلحة أبتدأت بالصواريخ البالستية لتنتهي بالاقمار الصناعية .
إن تقييم تقرب ايران الحالي كفوبيا تحكمه المرحلية ،حيث لا ننكر دور الهاجس التاريخي منها في نظرية الامن الخليجية ،و ليس مايجري إلا قناع تخفي خلفه شعور بعدم الامان، نتيجة ماحققناه سابقا من اختراقات شملت:
1. إفشالنا لخطط الشاه لارتداء بذلة الشرطي محل بريطانيا 1971م.حيث استقلت البحرين رغم أنفه،ورغم الكرسيين اللذين وضعهما في البرلمان الإيراني، بل وقام إتحاد فدرالي كون دولة الامارات،و كالقراصان الخائب خطف الجزر الإماراتية، فوقفت في حنجرته حتى نستعيدها.
2. لقد أنتصرنا على جمهورية الفوبيا الاسلامية في طهران حين نشؤها أول مرة،و حطمنا أسمى أهدافها وهو تصدير الثورة. فأصبحت في أدبيات نجاد الحالية الخطأ الإستراتيجي القاتل الذي عزل الجمهورية الوليدة،لكنه يصد عن تذكر اننا من قام بإغلاق وكالة تصدير الثورة.
3. كان الدعم اللوجستي الخليجي بعد رفض طهران قرار الأمم المتحدة بوقف الحرب العنصر الحاسم في الحرب العراقية الايرانية التي لا زالت كدماتها في شوارع طهران.
4. على الجبهة السياسية أدخلنا حرب طهران المنسية مع العراق أروقة مجلس الامن عنوة، فصدرت قرارات أممية جعلت طهران عاصمة منبوذة. ثم دولنا حرب الناقلات، لنجبرهم على الجنوح للسلم .
5. ادخل الخليجيون البعد الدولي للأمن الإقليمي للمنطقة،مما همش إيران إقليميا بدرجة معيبة لا تليق بحجمها .
لقد قويت النزعة الإيرانية للتصرف معنا بطريقة قهرية أكثر منها اقناعية،نتيجة المبالغة في الترويج للخلايا النائمة والشبكات التجسسية،فاستكثرت ردة الفعل الخليجية الأخيرة الحازمة، حيث إن محاذير هذه الفوبيا:
1. شلل الرؤية الخليجية من هذا الرهاب فترقى إيران بتدخلاتها لمستوى أعلى.
2. إستدعاء ردود فعل خليجية خاطئة كالدعوات بتضييق سبل تنقل الإخوة العرب بين دول المجلس،بل ووصلت الدعات المرتبكة للتضييق حتى على البحرينيين في هتك صارخ لمبادئ وأهداف مجلس التعاون.
3. فقدان نوافذ التواصل الدبلوماسية، وقطع حركة الطيران والملاحة كما يريد البعض، ستكون أول تبعاته نصب طهران منصات حفر في حقول النفط المتنازع عليها،وعودة التهريب والمتسللين،وتبعات اقتصادية واجتماعية وانسانية لاحصر لها.
4. سيعطي النفخ في الفوبيا صفة الدولة المتفوقة لإيران،موفرا المبرر لضعاف النفوس والمغرر بهم للعمل لصالحها.
و الخلاصة الصافية هي ان ترهيبنا صار وترا اساسيا في قيثارة طهران،حيث يتوجب إضعاف نقطة الارتكاز ' Center of Gravity ' الايرانية هذه لتكون أقل استقرارا ومن ثم تشتيت زخم الهجوم،بالكف عن تسويق الخوف الغير منطقي، اوالفوبيا الايرانية التي تشن علينا غارات متوالية لاهوادة فيها.
تعليقات