طارق المطيري يُوجه كلمة لعقلية السلطة: لا مناص ولا مهرب من حقيقة 'الحكومة المنتخبة' ؟!
زاوية الكتابكتب إبريل 13, 2011, 12:11 ص 1769 مشاهدات 0
أما بعد
87 % يطالبون بحكومة منتخبة
كتب طارق نافع المطيري
البعض يختزل مفهوم الديمقراطية بالانتخابات، فيعتقد أن مجرد ذهاب الشعب لصناديق الاقتراع للتصويت على مرشحي الانتخابات أنه مارس الديمقراطية وأصبحت الدولة دولة ديمقراطية.
وهذا اللبس ليس لبسا لفظيا وحسب بل هو اختلال في المفهوم له آثاره السلبية على الحراك السياسي للمجتمع، فاعتقاد الشعب أنه يمارس الديمقراطية وأن تلك الممارسة غير فاعلة ومضرة له بينما هو فعليا لم يمارسها بل مارس الانتخاب يجعل ذلك الشعب كافرا بالديمقراطية مع الوقت حيث أن هذه الممارسة التي لم تأت له بخير كما يرى.
الانتخاب هو وسيلة وأداة من أدوات الديمقراطية وجزء واحد من سلسلة من الأجزاء والإجراءات، فلا يستطيع أحد أن يشير لماكينة السيارة رغم أهميتها ويقول: “هذه هي سيارة” فالسيارة لا تأخذ صفتها من خلال الماكينة بل من خلال اجتماع بقية أجزاء السيارة.
ولذلك يكون من الافتراء على الشعب والكذب عليه أن يقال له أنه يمارس الديمقراطية وهذه الممارسة تخلوا من الجماعات السياسية “الأحزاب” التي ينتخبها الشعب وفق برنامجها الانتخابي لتحقق أغلبية برلمانية، ولا يمكن أن تكون ديمقراطية والشعب فيها لا يختار حكومته وفق تلك الأغلبية البرلمانية المنتخبة، ولا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية مع وجود الاعتقال السياسي لأصحاب الرأي والفكر وتقييد حريتهم، ولا ديمقراطية من دون مجتمع مدني فاعل ومتحرر من قيود السلطة، ولذلك لا تكذبون علينا وعلى أنفسكم وتقولون أننا نمارس الديمقراطية بينما نحن نمارس الانتخاب فقط.
إن سنوات من التضليل والتخلف عن الوصول للديمقراطية الحقيقية يجب أن تنتهي للأبد، ومعاندة طموح الشعب لن يجدي أبدا، ففي استفتاء بسيط في التويتر كان يقول سؤاله : “ هل أنت مستعد للعمل من أجل كويت ديمقراطية يختار فيها الشعب حكومته ذات الأغلبية البرلمانية عبر صناديق الاقتراع؟ “ فكانت الإجابة ( 87% ) قالوا ( نعم ) و ( 13% ) قالوا (لا).
إن هذا الاستفتاء المفتوح في التويتر الذي يغلب عليه الشباب يشير بشكل واضح إلى توجه الجيل القادم بغالبية ساحقة نحو الديمقراطية الحقيقية التي يختار فيها الشعب حكومته عبر صناديق الاقتراع، فعقلية السلطة يجب أن تفهم ذلك جيدا وأنه لا مناص ولا مهرب من مواجهة هذه الحقيقية.
Top of Form
في السياق
- إن للتاريخ عجلة تسير ولا تتوقف من ركب عليها حملته لغايته وطموحه، ومع عاندها داسته كما داست من قبله، مشكلة هذه العجلة أنها لا تجامل أحدا، وهذا أفضل .
تعليقات