سعود السبيعي لشباب الثورة المصرية: ما هي جدوى مظاهراتكم بعد تنحي مبارك ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1098 مشاهدات 0


شباب الثورة 
 
الأحد 10 أبريل 2011 - الأنباء

سعود السبيعي 
 
 يبدو أن شباب الثورة كما يطلقون على أنفسهم لا شغل لهم سوى المظاهرات التي أصبحت خطرا يهدد أمن مصر ويشوه صورتها عالميا، فما جدوى تلك المظاهرات بعد أن تحقق للشعب ما يريد، فقد تنحى الرئيس المصري حسني مبارك وتسلم الجيش مقاليد الحكم وما هي إلا أشهر معدودات وتتم الدعوة لانتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة تشارك بها كل الأحزاب وتبدأ مصر عهدا جديدا.

استمرار تلك المظاهرات هو تطاول على هيبة مصر التي لم تعد مصر كما عرفناها، بل إن الجيش المصري أمير الجيوش العربية فقد هيبته ووقاره وأصبح تابعا لشباب الثورة عاريا بلا عورة، كيف يرضى الجيش المصري بالذل والهوان والانقياد إلى رئاسة ميدان التحرير ويخضع إلى الغوغاء ويأتمر بأمرهم في سبيل ألا يقال ان الجيش المصري أقل شأنا من شباب الثورة، لم نكن نعلم أن الجيش المصري وقياداته بهذه الهشاشة، لقد انصرف المجلس العسكري الحاكم عن مسؤولياته وأولويات بناء الدولة وإعادة الثقة في الاقتصاد المصري واستتباب الأمن وانشغل في متابعة تصفية حسابات الأضداد والأحقاد السياسية وانحرفت القيادة عن دورها الرئيسي وأصبحت تمارس دور النيابة العامة بتوجيه الاتهامات الى هذا وذاك.

وهي تتحرك بتوجيه من المتظاهرين الذين يأمرون بمحاكمة رموز النظام السابق حسب المزاج لا حسب الدليل، بل وصلت بهم الوقاحة للمطالبة بمحاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك، ذلك الرئيس الذي لن تنجب الأمة العربية مثله، ولن يتكرر في تاريخ مصر حاكم كحسني مبارك، ربما يظن البعض أنني أبالغ ولكن الأيام سوف تثبت للمصريين صدق ظني، فالناس تعشق كل ما هو جديد وتتصرف وكأن القادم بيده اليمنى مفاتيح الجنة وفي يده اليسرى المصباح السحري، ولكن حتما سوف يستيقظ الشعب المصري يوما من أحلام اليقظة ويدرك الفارق بين مصر الثورة ومصر مبارك، وأنه ليس في الامكان أفضل مما كان وتعود إلى الواجهة أزمة الرغيف والبطالة واستجداء أميركا بزيادة المعونات بعد تقديم التنازلات، لاسيما أن أميركا هي من احتضنت الثورة وقادت الثوار وساهمت في إسقاط النظام، فلولا أميركا لما نجحت الثورة، والكل شاهد هيلاري كلينتون وزيرة خارجية أميركا وهي تقف بين المتظاهرين في ميدان التحرير وكذلك فعل مثلها آلان جوبيه وزير خارجية فرنسا ووزير خارجية ألمانيا.

ألا يتساءل المصريون: ما هي الرسالة التي تود الدول الغربية إيصالها لهم بزيارة وزراء خارجيتها لميدان التحرير؟ الجواب متروك لأهل الفطنة.. وسلامي لشباب الثورة.

 

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك