حسن كرم يرفض ربط شبكة التجسس الإيرانية بالازمة البحرينية، ويعتبر ذلك خلطا للاوراق وقفزا على الحقيقة ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1938 مشاهدات 0


صدق أحمدي نجاد..!!

 
حسن علي كرم

  

ان ينفي الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد التجسس على الكويت على ذريعة لاشيء لديها حتى تتجسس عليها ايران، لاينفي الحقيقة ان التجسس قد حصل وان الشبكة التجسسية التي صدرت بحق افرادها احكام قضائية ليسوا اشباحاً وانما اناس حقيقيون، غير ان نفي نجاد وتبريره ان لاشيء لدى الكويت يستحق التجسس ربما دل على ان الرئيس الايراني كالزوج المخدوع الذي آخر من يعلم ماذا يجري من وراء ظهره، او انه علم بالشبكة ولكنه لم يقتنع بمحصلة التجسس وفي كل الاحوال المشكلة داخل ايران لا في الكويت واما كون تزامن صدور الاحكام مع الاحداث الجارية في المنطقة ولاسيما الازمة البحرينية والاتهام للتدخل الايراني في الازمة، فلا تحتاج للتأكيد على نزاهة القضاء الكويتي وبعدها عن التسييس وعليه فربط شبكة التجسس بالازمة البحرينية هو من قبيل خلط الاوراق والقفز على الحقيقة. هناك شبكة تجسس اكتشفت واحكام قضائية صدرت، ولا مجال تاليا للهروب او النفي واذا كانت الجارة إيران حريصة على الا تتأثر علاقة البلدين بالشبكة التجسسية فلا اقل من ان تسارع للاعتذار، او اقلها تعتذر الى ان تنكشف كل الحقيقة بصدور الاحكام النهائية من المحاكم الكويتية العليا (الاستئناف والتمييز).
علاقة البلدين السياسية جيدة، ولكن العلاقة التجارية لاترقى الى الطموح. فقد وصل حجم التبادل التجاري بين ايران والكويت عام (2010) الى نحو (213) مليون دولار بلغت حصة صادرات ايران للكويت نحو (103) ملايين دولار فيما بلغت وارداتها من الكويت نحو (110) ملايين دولار وهناك رغبة لدى الايرانيين لتأسيس مركز تجاري في الكويت في سياق تنشيط التبادل التجاري بين البلدين.
ان مشكلة إيران مع العالم تتلخص في ثلاث قضايا، هي انها أولاً ترفض خلع لامه الثورة وارتداء ملابس الدولة، وثانياً تعدد قنوات القرار وسيطرة المؤسسة العسكرية المتمثلة في الحرس الثوري على القرار السياسي، وثالثاً غموض السياسة الايرانية وعدم وضوحها ربما الى درجة الاستخفاف، من ذلك مثلاً لم تتوان الكويت عن الالحاح على إيران على مسألة تحديد الجرف القارئ بين البلدين وتحديد نصيب كل منهما في حقل الدرة النفطي البحري الا ان ايران دأبت على التسويف والمماطلة والتهرب رغم ترديدها الدائم على لسان كبار المسؤولين حرص إيران على تكوين علاقة جيدة مع الكويت؟!!
ان اية علاقة متميزة وواضحة ينبغي ان تبنى على اساس الثقة والوضوح، هناك الكثير من المشتركات التي ربطت البلدين. وهناك تاريخ طويل من العلاقة المتميزة. وهناك الكثير من المسائل العالقة والتي تحتاج الـى حل، وهناك العلاقة المستقبلية التي لابد ان توضع على طاولة البحث وتحديد الرؤى المشتركة إزاءها بغية تحقيق عمل مشترك ومصالح مشتركة..
إيران دولة كبرى في المنطقة ودولة جارة، ودولة مرشحة للمنافسة الصناعية وفي كل الاحوال ان من مصلحة إيران كما من مصلحة الكويت والمنظومة الخليجية إبعاد المنطقة عن شبح الازمات واستمرار التوترات غير المبررة.

حسن علي كرم  

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك