كرامات نجاد توقف حرب بوش العالمية الثالثة

عربي و دولي

أم أن وراءأكمةال CIA ما ورائها؟

453 مشاهدات 0


 

(تحليل)

يقول الكاتب المصري فهمي هويدي في مقال له في جريدة الأهرام المصرية قبل حوالي الشهر إن حظوظ المعتدلين الإيرانيين في سعيهم  في الوصول إلى كسب دعم الرأي العام الإيراني في تراجع مستمر، وفي الوقت نفسه تزداد شعبية فريق الرئيس الإيراني أحمدي نجاد المتشدد. وقد أورد الكاتب المصري عدة أسباب لذلك التقدم في شعبية نجاد ، حيث يرى أسبابا لا يمكن وصفها بالإجراءات الاقتصادية أو السياسية أو حتى بالانتصارات العسكرية بل هي أسباب إيرانية صرفة أو بما يمكن أن يسمى بالحظ الحسن فقط pureluck.
ويبدوان فريق نجاد على وعي تام بحسن طالعهم، حيث هبوا لاستغلال ذلك بحملة دعائية ضخمة، وجدت لها أرض خصبة في مجتمع متدين يؤمن بالبركات والمكرمات وقدرة الرجال الصالحين على خلق المعجزات.  فعندما تولى نجاد السلطة كانت إيران لا تزال تعاني من أثار  سؤ طالع حقبة الإصلاحيين او المعتدلين من فريق رافسنجاني أو حتى خاتمي حيث شاءت الأقدار ان تكون إيران بلد مدمر بالزلازل والجفاف والقحط والبطالة وانخفاض أسعار النفط ،مع وجود جار شرس في العراق.
وحال استلام نجاد للسلطة شاء الله أن تتبدل الأمور من حال إلى حال ، صحيح أن إيران لم تتحول إلى إحدى دول الرفاه  كالدول المجاورة لها في الغرب، لكن الزلازل قد خفت وتيرتها وجاءت الإمطار بالخير وارتفعت أسعار النفط بصورة غير مسبوقة وانهار نظام صدام مما أثلج صدور جيل من الإيرانيين اعتبروا سقوطه من اسعد لحظات حياتهم .

في هذا الأسبوع حدث ما يمكننا إضافته إلى كرامات نجاد، فلا جهد دبلوماسي إيراني ولا وجود لقوى الضغط lobby  المؤيدة لنجاد في الكونغرس الأمريكي وفجأة تختلط الأوراق في واشنطن حيال إيران بصورة غريبة ، حيث اظهر تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أن إيران علقت في العام 2003 برنامجا سريا لصنع السلاح النووي وهي اقل عزما في الوقت الراهن على امتلاك القنبلة الذرية.
وكان من تبعات ذلك أن ظهر جليا الشرخ في العلاقة بين مسئولي الاستخبارات والمسئولين العسكريين من جانب و الإدارة الأميركية من جانب آخر. وهو مؤشر على رفضهم التخلي عن المشاركة في خيارات السلم والحرب، وعدم تكرار أخطاء سنة 2002 م بشأن امتلاك العراق أسلحة دمار شاملة. ومما تجدر الإشارة إليه أن قرار الحرب والسلم في الديمقراطيات حق يتمتع به الرئيس المدني وحده وليس القوات المسلحة لكن ما جري يظهر بصريح العبارة قول المؤسسة العسكرية الأميركية والاستخبارات للرئيس 'لن نكون جزءا من فبركة المبررات بعد اليوم '.
في 17 من اكتوبر2007م  وصلت أصوات طبول الحرب درجة مخيفة عندما حذر الرئيس بوش من قيام حرب عالمية ثالثة ،وبعد اقل من شهرين حدث ما يشبه  التوقف التام عن قرع الطبول، فهل سيعول الرئيس بوش على العقوبات التي ستفرضها الأمم المتحدة بمرحلتها المزمع فرضها قريبا على إيران ، أم أن كرامات وحظ نجاد في ارتفاع ؟ أم أن تقرير لاستخبارات الأخير هو فبركة أخرى للتخدير قبل بدء العمليات الجراحية لاستئصال الورم النووي ؟
أسئلة تتوالى، والإجابة على أي منها تحتاج وقتا، وربما تدبير، وعسى ألا يكون تدمير...


 

فايز الفارسي - الدوحة-خاص

تعليقات

اكتب تعليقك