النظام الايراني ليس قدوة لأحد برأي البغلي

زاوية الكتاب

كتب 2332 مشاهدات 0


أعتقد جازما ان من احبط المطالبات البحرينية السياسية المستحقة منذ عقود، هو دس الجمهورية الاسلامية انفها في ما لا يخصها في الشؤون البحرينية.. وكذلك اقحام مفاهيم ما يسمى بتصدير الثورة الاسلامية الايرانية على الواقع البحريني الخليجي الحساس، من قبل القلة المتطرفة في المعارضة البحرينية.. هذا التدخل الايراني الفج اعطى المجال للسلطة البحرينية لاجهاض مطالب واصلاحات للواقع السياسي البحريني لا ينكرها الا مكابر، وادى الى تدخل عدد من دول مجلس التعاون الخليجي لمساعدة البحرين لكي لا تنتقل العدوى لبلدانهم، التي تطالب شعوبها ايضا، مثلها مثل باقي الدول العربية، باصلاحات سياسية مستحقة.
التدخل الايراني غير المرغوب، ادى الى تأجيج الاجواء الطائفية في المنطقة التي كان غلاة الطائفية فيها ينتظرون اي جنازة ليشبعوا فيها لطما طائفيا، فرأينا شقاقا وشجارات طائفية غير مرغوبة، ورأينا حاقدين يفرغون النتانة العنصرية الطائفية من جوفهم من دون خجل او وجل او محافظة على اللحمة والوحدة الوطنية في بلدانهم التي تعيش على توافق طوائفها منذ قرون وعقود، قبل ان تبتلى بتلك الطروحات المغرقة بالتطرف من كل الاطراف.
* * *
الجمهورية الاسلامية الايرانية التي يعزى لها الفضل غير المباشر في اجهاض الحركة الاصلاحية البحرينية، ليست هي المدينة الفاضلة التي يصبو المرء الى ان يحتذي بها ويجعلها القدوة والمثل الاعلى.
رأينا ما يحدث فيها من قمع وحشي للمعارضة السلمية، التي لم ترفع سلاحا في وجه السلطة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث سالت الدماء من المدنيين العزل، الذين لم يرتضوا نتيجة الانتخابات الرئاسية الإيرانية ظاهرة التزوير.
والأسبوع الماضي فقط، شهدت شوارع طهران قمعاً عنيفا لجنازة سلمية مدنية لوالد زعيم اصلاحي معارض هو مير حسين موسوي الذي نافس أحمدي نجاد على كرسي الرئاسة الإيرانية، فالزعيم المعارض حسين موسوي وضع هو وزوجته زهرة رهنورد قيد الإقامة الجبرية منذ 14 فبراير الماضي، ولكن السلطات سمحت لهما بزيارة منزل والده المحتضر مساء الأربعاء الماضي يرافقه عدد ضخم من عناصر الأمن. وأفاد موقع «كلمة» التابع لزعيم المعارضة، بأن الأخير حض عائلته على «الصبر» رغم سلوك السلطات القاسي..
مير اسماعيل موسوي، والد زعيم المعارضة، والذي توفي الأربعاء عن عمر يناهز 103 أعوام في منزله بطهران، تربطه قرابة بسيد جواد خامنئي والد المرشد الذي احتمى في منزله خلال تعرضه لملاحقة أجهزة الشاه الأمنية قبل الثورة عام 1979.. وقد تجمع حشد ضخم للمشاركة في تشييعه الأربعاء الماضي، ولكن بعد ان قطع حشد المشيعين مسافة من منزله فوجئ بتدخل رجال الأمن الذين نقلوا الجثمان بواسطة سيارة اسعاف الى مقبرة «بهشت زهراء»، واحتج المشيعون وتعرضوا للضرب الوحشي والاعتقال ومن بينهم بعض النسوة.. فجمهورية إيران الإسلامية يظهر انها تنصح غيرها بالانصات لصوت الشعب المعارض وإجراء الإصلاحات، اما اذا وصلت هذه الأمور الى لحى أقطاب السلطة فهي حرام. لذلك، ولأسباب كثيرة أخرى، نرى ان نظام الجمهورية الإسلامية ليس هو النظام المثالي الذي يجب الاقتداء والاحتذاء به.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وللحديث بقية..

علي أحمد البغلي

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك