'مكروهة وجابت بنت'، هذا هو حال إيران بعد تدخلها بالبحرين، وشبكات تجسسها بالكويت برأي فؤاد الهاشم ؟!

زاوية الكتاب

كتب 5437 مشاهدات 0


علامة تعجب !
 

«مكروهة وجابت…. بنت»!!

 
فؤاد الهاشم 

 
.. في أحد أيام عام 2000 – على ما اذكر «فالسنوات صارت تركض كالغزال المطرود» – جاءني اتصال هاتفي من رجل اعمال كويتي ملياردير يطلب فيه طلباً غريبا و.. عجيبا! قال لي انه يدعوني للعشاء في ديوانه بمعية السفير الايراني! سألته عن المناسبة؟ فأجاب.. «تقدمت بطلب رخصة للقنص في الاراضي الايرانية، فسألني السفير.. هل تعرف فؤاد الهاشم، فقلت له.. نعم، فطلب مني ان ادعوك في لقاء منفرد معه، ومشترطا الموافقة على منحي رخصة «المقناص –بحضورك الى الديوانية»!! أضحكني الطلب كثيرا، صحيح انني اتلقى «العجائب والغرائب» عبر هاتفي النقال – او الفاكس او الرسائل الشخصية التي تسلم الى مكتب الاستقبال في «الوطن» – الا ان ما طلبه الملياردير الكويتي هو الاغرب على.. الاطلاق!! ذهبت في الموعد المحدد – للعشاء – وحين دخلت الى الديوانية والتي تتسع لثلاثين سيارة «كابرس» وخمس اخرى من نوع «كيا» صغيرة، لم اجد سوى السفير الايراني – في ذلك الوقت – والصديق الملياردير.. عاشق القنص! «دردشنا» قليلا، ثم.. دعانا المضيف الى العشاء، وعلى طاولة يزيد طولها على طول نصف ملعب كرة قدم مع حوالي 120 كرسياً، لم يكن هناك الا ثلاثة يأكلون عليها.. انا وهو.. والسفير! دار حديث طويل عن.. كتاباتي ضد الجمهورية الاسلامية والثورة والمرشد والايديولوجية والعلاقات الايرانية الكويتية و.. و… حتى انتهى العشاء – بعد اكثر من ساعة ونصف الساعة – وعدنا الى القاعة الخالية لنكمل.. الحديث! سألني السفير.. «نحن على استعداد لترتيب موعد لك لإجراء حوار صحافي مع الرئيس – كان خاتمي – لعلك بعدها تجنح الى تغيير قناعاتك وتكتب مع الثورة الاسلامية لا.. ضدها»!! شكرت السفير على دعوته الكريمة – «بينما كان الملياردير الكويتي جالسا بيننا دون ان ينطق بحرف واحد اذ كان مهتما ان يعرف متى سيحصل على رخصة القنص من ضيفه الايراني» – وأعلنت موافقتي على لقاء الرئيس «خاتمي»، لكنني اشترطت ان يتم ذلك اثناء وجود «خاتمي» في زيارة رسمية لأي بلد عربي او اوروبي، تحسبا.. «لسقوط السيارة التي تقلني الى القصر الجمهوري الايراني في واد سحيق ثم صدور بيان من مكتب الرئيس يتضمن.. «خالص العزاء للحكومة الكويتية عن الحادث الاليم الذي اودى بحياة الصحافي الكويتي ضيف الجمهورية الاسلامية» لأعود – بعدها – الى الوطن مشحونا داخل تابوت وملفوفاً بالعلم الكويتي!! ضحك السفير كثيرا، بينما عبس رجل الاعمال خوفا على «طيران» رخصة «المقناص»، وبعدها، اكملت حديثي للسفير قائلا.. «لماذا لا تغلقون جامعة الامام جعفر الصادق.. مادمتم بهذه الروح المسالمة والنفس الطيب تجاه اشقائكم المسلمين وجيرانكم العرب»؟! لم أتصور ان سؤالي هذا سيجعله يبتلع ضحكته التي دوت في كل الديوانية قبل ثوان، وكأنني قذفت عليه «دلوا من الثلج المجروش».. فسألني – ببلاهة مصطنعة – «أي جامعة جعفر الصادق التي تتحدث عنها»؟ تجاهلت ما قال، وسألت «راعي الديوانية» – ممازحاً – «وين الكنافة وزنود الست والحلويات»؟! فجاء الرد.. «حاضر، وفي التو واللحظة»، وبينما كان يضغط على زر «الريموت» لمناداة الخدم، تغيرت لهجة السفير وملامحه، وتحدث بصوت خافت قائلاً.. «حديثك صحيح، نحن لدينا مشكلة في السفارة حين تصلنا أوامر متناقضة من جهتين اثنتين، الأولى.. متشددة من مكتب المرشد الأعلى للثورة – الولي الفقيه، والثانية من وزارة الخارجية، فلا ندري مع أي رغبة نذهب، لاننا – في كلتا الحالتين – نتلقى توبيخاً من هذا وذاك، قد يصل الى السجن مع جماعة «الولي»، و«التقاعد المبكر» مع جماعة الخارجية ورئيس الجمهورية»!! جاءت «الكنافة والزنود» والحلويات، وبعد دقائق، دلة القهوة، ثم ودعت السفير والتاجر قائلاً.. «مشكورين ونشوفكم على خير»، و.. التفت الى «الإيراني» قائلاً له.. «لاتنس تعطي صاحبنا رخصة الصيد».. المنشودة، فضحك معلنا موافقته عبر هزات رأس.. متعددة!! ولم التق – بعدها – السفير او التاجر الى يومنا.. هذا!!
٭٭٭
.. قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ «محمد الصباح» انه.. «صعق من الأدلة التي اعتمد عليها القضاء الكويتي لإدانة شبكة التجسس الايرانية»!! انا – شخصيا – لم «أصعق» لهذه النتيجة، بل «صعقت» لـ.. «صعق» وزير الخارجية، لأنه – في عالم السياسة – فإن «كل شيء امامك متهم الى ان تثبت براءته» – على عكس المبدأ السائد في عالم القضاء والقانون – فالمرء يفترض «حسن النية» في تصرفات الابن أو الأخت أو الزوجة أو الأم أو الأب أو «الصاحبة» أو الصديق.. الى آخره، لكن الامر يختلف تماما حين يتعلق.. بدول ذات ايديولوجيات، وملالي، وعمائم، وميليشيات، واستخبارات، وجواسيس ودولارات «نظيفة».. وانت رايح! فهل كانت الدبلوماسية الكويتية تتعامل بكل هذا «الصدق والاخلاص والبراءة» مع نظام طهران من اجل الحصول على «رخصة مقناص.. بعد»؟!
٭٭٭
.. نظام ملالي طهران مثل سجادهم الشهير، كلما «كثرتوا الدعس فوقه».. صار افضل واحسن واجمل وانعم!!
٭٭٭
.. قبل حوالي شهرين، وتحديدا في فبراير – وعقب هروب الرئيس التونسي «بن علي» واشتعال ثورة مصر، وصل الى الكويت رجل اعمال سوري ومعه «كتالوج» وقرص «لاب – توب» يحتوي على صور لقطع فنية وتماثيل صغيرة لـ «بوذا» ولوحات ورسومات لكبار الرسامين منذ القرن السابع عشر الى القرن التاسع عشر يبلغ ثمنها – الذي حدده رجل الاعمال.. بخمسمائة مليون دولار أمريكي «مع انها تساوي اكثر من ذلك وفقا لآراء الذين عرضت عليهم»، لكن الرجل قدم عرضا مغريا آخر هو.. «كل من يريد شراء المجموعة – بأكملها – فهي للبيع بمبلغ 250 مليون دولار فقط، بشرط الدفع نقدا»! رجل الاعمال عسكري سابق في الجيش السوري وجاء الى الكويت – كما قال – مبتعثا من قبل السيد «رامي مخلوف».. ابن خال الرئيس بشار الاسد! لم يجد مشتريا في الكويت لهذه المجموعة الخلابة من التحف، فغادر الى «الرياض» و«الدوحة»، و.. الله اعلم بمن اشتراها وكيف حصل عليها «مخلوف».. اصلا؟! و.. «كله من اموال الشعب يا مناضلين».. كما قال «غوار الطوشة» في مسرحية «كاسك يا وطن»!!
٭٭٭
.. في العراق، مثل شعبي يقول.. «مكروهة وجابت.. بنت»! هذا هو حال جمهورية الملالي في ايران بعد تدخلها في البحرين وشبكات تجسسها في.. الكويت!

فؤاد الهاشم

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك