ذعار الرشيدي يستغرب من بيان استقالة الحكومة 'المضحك'، بعد ان 'داست ببطن' الوحدة الوطنية ؟!
زاوية الكتابكتب مارس 31, 2011, 11:57 م 2207 مشاهدات 0
الحكومة القادمة.. محرقة سياسية
الجمعة 1 أبريل 2011 - الأنباء
«رحيل الحكومة أفضل من بقائها»، هذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان، الحكومة التي أصبحت في حكم «الماضية» ارتكبت أكثر من خطأ لا يغتفر على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بل حتى على مستوى السياسة الخارجية، وقلت في مقال سابق أعقب تشكيلها انها حكومة تصريف عاجل، فشكلها وتركيبتها لا تدل على انها حكومة عمل مستمر، وبعد ان بدأت ترتكب الأخطاء كتبت في آخر مقال تناولت «مقامها الكريم» فيه انها لا تستحق البقاء دقيقة واحدة، وليس في رحيل الحكومة نصر لي ولا لأي كاتب او سياسي دعا الى رحيلها، فرحيلها هو أبسط محصلة للمنطق فقد كان يجب ان ترحل في اليوم التالي لتشكيلها.
اما وقد علقت أسباب استقالتها بأنه «استشعار لما تشهده الساحة المحلية من مخاطر ومستجدات تمس الوحدة الوطنية»، فهنا حديث آخر مختلف، ان الحكومة «بكبرها» كانت تستحق 100 استجواب، وكل وزير فيها يستحق من 8 الى 9 استجوابات، ولا أستثني سوى القادم الجديد اليها نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود الذي لم يرتكب خلال فترة توليه القصيرة ما يستوجب استجوابه او توجيه سؤال برلماني اليه.
عموما في رأيي المتواضع ان مخاض الحكومة القادمة سيكون عسيرا وطويلا جدا، فالمحاصصة لابد ان تطل برأسها وستحمل الحكومة الجديدة اسم «حكومة مرحلة»، والدخول اليها من قبل اي شخصية ستقبل التوزير سيكون بمثابة الدخول الى محرقة سياسية، والكل يدرك هذه الحقيقة. وأتوقع أن نسبة التغيير ستطول أكثر من 50% من الوجوه السابقة، ولست متأكدا الا من بقاء الشيوخ فقط في الوزارة القادمة، أما بقية الوجوه فلا أعتقد ان أحدا منهم سيعود، الخشية الأكبر ان يأخذ تشكيلها وقتا أطول من تشكيل أي حكومة سابقة، وأخشى ما أخشاه ان نُصاب بعدوى بلجيكا فمنذ 290 يوما وهي بلا حكومة بسبب التجاذبات السياسية هناك.
توضيح الواضح: المضحك في بيان استقالة الحكومة «استشعارها للمستجدات التي تمس الوحدة الوطنية»، وهنا اتساءل: أليست هي ذات الحكومة التي «داست ببطن» الوحدة الوطنية واحتضنت أبواق الدق في اسفينها؟
ذعار الرشيدي
تعليقات