علي المتروك يكتب عن تجربته الشخصية مع الأحداث في الشأن البحريني مع كلا الجانبين ؟!
زاوية الكتابكتب مارس 31, 2011, 1:56 ص 2824 مشاهدات 0
خطوات على الطريق
إنها الفتنة تطل برأسها
علي يوسف المتروك
ترك رحيل رسول الله صلى الله عليه وآله الى الرفيق الأعلى فراغا هائلا، وحيرة ما بعدها حيرة لدى المسلمين، وفي خضم تلك الظروف الدقيقة، دخل العباس بن عبدالمطلب، وأبوسفيان بن حرب على علي عليه السلام عارضين عليه البيعة، ولكنه تقديرا لتلك الظروف، وخوفا من الفتنة رفض ذلك العرض، وقال:
ايها الناس شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة، وعرجوا عن طريق المنافرة، وضعوا تيجان المفاخرة، أفلح من نهض بجناح أو استسلم فأراح هذا ماء آجن ولقمة يغص بها آكلها، ومجتني الثمرة لغير وقت ايناعها كالزارع بغير أرضه.
وقد دل هذا الكلام على حرص علي عليه السلام على درء الفتنة، في وقت كان فيه المسلمون في أشد الحاجة لتجنبها، لما تجر على المسلمين من ويلات ان حدثت.
نمر هذه الأيام بفتنة اسقاطات الأزمة السياسية في البحرين الشقيق على الوطن، ومحاولة البعض الباسها لباسا طائفيا، ليفرغها من محتواها، فينساق الناس بحسن نية، وراء تلك الاطروحات، دون تمعن أو تفكير.
الحراك السياسي في البحرين بدء منذ عشرينات القرن الماضي، أي قبل ان تعرف الكويت ذلك الحراك بعشرين سنة، واذا كان من يتهم أهل البحرين من الشيعة بتنفيذ أجندة ايرانية، او الرغبة في الانضمام الى ايران، فقد كان بايديهم ان يفعلوا ذلك في السبيعينيات من القرن الماضي، عندما تم الاستفتاء على مصير البحرين، بين الاستقلال والانضمام الى ايران، فكانت النتيجة ان صوت شعب البحرين للاستقلال بأغلبية ساحقة.
من يريد ان يخدم البحرين، ويرد لها الجميل، عليه ان يحفظ لسانه عن سموم الطائفية البغيضة، وأن يضع الله أمام عينيه فيما يقول ويردد، فالقرآن الكريم ينهى المسلم عن الخوض مع الخائضين بلا دليل والمسلم محاسب على قوله ومن هنا جاء القرآن الكريم محذرا بقوله سبحانه: {ما ينطق من قول الا لديه رقيب عتيد}.
مهما اتخذت السلطات المختصة في البحرين من قرارات للتهدئة بالاحكام العرفية، واعادة الأمور الى نصابها بوسائلها الخاصة، فليس هناك بديل عن الحوار البناء، والجلوس على طاولة الحوار للتوصل الى الحلول المناسبة، التي توصل سفينة الوطن الى بر الأمان، فمن تجربتي الشخصية وما سمعت من كلا الجانبين فانني واثق ان الوصول الى حلول مرضية ممكن جداً، فليس في البحرين فريقان متضادان، بل فريق واحد تهمهم على السواء مصلحة وطنهم البحرين، وان اختلفوا على قضايا مطروحة، وقابلة للنقاش والعلاج.
الجميع بحاجة الى ارادة بناءه، ورغبة صادقة للجلوس معا وجهاً لوجه، فالمثل البحريني يقول: (الثوب ما ينشق بين عاقل ومجنون) وجاء في القول المأثور: لا تضيق الدنيا بعاقل.
علي يوسف المتروك
تعليقات