إجراءاتنا لم تتخذ ضد طائفة معينة
عربي و دوليالداخلية البحرينية: ما حدث بدوار اللؤلؤة يكشف ارتباط وأسلوب 'حزب الله'
مارس 29, 2011, 4:31 م 2162 مشاهدات 0
أكد معالي الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية ان ثباتنا في المحنة التي مرت بها البلاد هو بفضل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه خلال عقد من الزمن مشددا معاليه على ان مسيرة الإصلاح مستمرة دون الحاجة لما حدث من عنف وما وقع من ضحايا ، وهذا ما يؤكد أن ما حدث أمر غير وطني ، بل هو أمر مستورد من الخارج.
وقال معالي وزير الداخلية في كلمة له امام مجلس النواب اليوم إننا لم نتمن سقوط أي ضحايا سواء أكانوا من المدنيين الأبرياء أو من العسكريين أو من الذين شاركوا في أعمال الشغب والعنف ولكن للأسف فان إصرار البعض على الخروج على القانون واحداث الفوضى هو أمر ترتب عليه سقوط ضحايا ، حيث توفي (4) من رجال الأمن، كما توفي (7) من المدنيين الأبرياء من المواطنين والمقيمين وعدد (13) شخص من المشاركين في أعمال الشغب والعنف، فضلا عن إصابة (391) رجل امن، و(56) من المواطنين والمقيمين الأبرياء ، بالإضافة إلى خطف وتعذيب عدد (4) من رجال الأمن'.
واكد الوزير إن ما تم اتخاذه من إجراءات لم يتم ضد طائفة كما ذهب إليه من يروج لأعماله المخالفة ، وإنما تم ضد المجموعة التي خالفت القانون، فنحن لا نعمم الشر وإنما نحن نعمم الخير على الناس ، فالمخالف ينال جزاءه، ولا صحة إطلاقا لما يسمي بالتطهير العرقي.
وقال إن ما حدث مؤخرا هو استكمال لحلقات مخططات التدخل والارتباط الخارجي، فمواقف وتصريحات المسئولين الإيرانيين وما صدر عن الأمين العام لحزب الله اللبناني وما دأبت عليه القنوات الفضائية التابعة لهم من التدخل في شئون البحرين والتحريض على الفتنة وبث الإشاعات والأكاذيب والدعوة إلى الفوضى وما حدث في الدوار ، وأسلوب العمل المتبع، والخبرة والتكتيكات التي حصلت في البحرين، و أسلوب التخييم وطريقة وضع الحواجز، واحتلال المستشفيات، ومحاصرة مبنى التلفزيون، والدوائر الحكومية والمنشآت الحيوية ، وطريقة مهاجمة منازل المواطنين ، وتقسيم الأدوار والتوزيع على عدة خلايا منها خلية العمل الميداني وخلية التمويل وخلية الإعلاميين وخلية الحقوقيين، هي كلها أمور تكشف عن ارتباط وأسلوب تدريب حزب الله ، واليوم لدينا تحقيق جار وموضوع الارتباط والتخابر موجود ونتائج التحقيق سوف تبين وتكشف كل هذه الأمور.
وكشف معاليه عن ان مستشفى السلمانية الطبي تم استخدامه كمركز قيادة وتخطيط، وقد تم القبض على عدد من الأشخاص القياديين ومثيري الفوضى بداخله كما تم تفتيش المكان بالكامل للاطمئنان على عدم وجود أي أمور خطرة، مضيفا ان 'المستشفى كان لمدة شهر تحت سيطرة الخارجين على القانون وما كان يتم فيه أمر جنائي وليس طبي، فقد تم احتجاز بعض العاملين بالمستشفى ، وتم معاملة بعض المرضى معاملة لا إنسانية وقاسية ، كما أن الأوراق التي تم ضبطها كشفت أن الممرضين والمسئولين عن إدخال المرضى كانوا يقومون بعملية تلاعب وتزوير في بيانات السجلات الطبية'.
وفيما يلي نص كلمة معالي وزير الداخلية امام مجلس النواب:
لقد جئت إليكم اليوم في أعقاب سلسلة من الأحداث الأمنية التي عصفت بالبلاد خلال الأسابيع الماضية ، مدركاً بأن هناك العديد من التساؤلات بحاجة إلى مزيد من التوضيح ، في ظل ظروف دقيقة تقتضي منا جميعاً أن نتكاتف ونتحد من اجل اجتيازها بكل أمان وبما يحفظ امن وسلامة وطننا الغالي، فنحن جميعا شركاء في الوطن نتحمل مسئوليتنا الوطنية بكل عزم و إصرار لإيماننا أن هذا الوطن يعيش فينا كما نعيش فيه.
أيها الإخوة الموقرون
سبق وان التقيت ببعض الأعضاء الموقرين خلال اجتماع لجنة الشئون الخارجية و الدفاع و الأمن الوطني بتاريخ 8 مارس 2011 . حيث استعرضت الوضع الأمني بمختلف أبعاده، واليوم نلتقي مجدداً بعد أن مرت المملكة بظروف أمنية صعبة أدت إلى اضطراب الأمن العام وتعرض فيها السلم الأهلي للخطر مما هدد أمن وسلامة المواطنين والمقيمين مما إستدعى صدور مرسوم ملكي بإعلان حالة السلامة الوطنية في البلاد لمدة ثلاثة أشهر مع تكليف معالي القائد العام لقوة دفاع البحرين باتخاذ التدابير اللازمة لحفظ الأمن والاستقرار.
فقد كان من الضروري منح سلطات الدولة التدابير الاستثنائية التي تكفل حمايتها في تلك الظروف، فسلامة الدولة فوق كل اعتبار ، وبالتالي فإعلان هذه الحالة إنما يكون للسيطرة علي الأوضاع في البلاد عندما تتعرض لطارئ يهدد السلامة العامة واضطراب الأمن العام في جميع أنحاء المملكة أو في منطقة منها بما يتفق مع كونها تهدف إلى الحفاظ على حقوق وحريات المواطنين والمقيمين و سرعة السيطرة على الوضع القائم، والمساعدة علي حفظ الأمن وفرض النظام والحفاظ علي كيان المملكة، فاستتباب الأمن وصفاء النفوس تتيح فرصة وطنية أفضل للالتقاء والتشاور.
الإخوة الكرام
عندما سمح بالتجمع و الاعتصام بهذا الدوار كان المؤمل أن يدرك من تجمعوا فيه أن ذلك تم من منطلق الحرص نحو مزيد من حرية التعبير السلمي، وكنا نتمنى أن يرتفع هؤلاء في تصرفاتهم وأفعالهم وشعاراتهم لمستوى المسئولية الوطنية، فنرى من خلالهم ممارسة ديمقراطية سليمة وصحيحة تدفع بمملكتنا للإمام، إلا انه وللأسف الشديد فقد فسر هؤلاء الموقف المتسامح تفسيرا خاطئا فتحولت الأمور من سلمية إلى تخريبية.
ولقد عشنا جميعا تطورات الأمور بأسلوب وبطريقة لا يمكن أن نصفها بالعشوائية بل إنها كانت تتطور وفق مراحل مدروسة و مخطط لها حيث بعد السماح بالتجمع والاعتصام بالدوار توالت الأحداث والتجاوزات القانونية وعلي النحو التالي:
- تم نصب الخيام بالدوار والمنطقة المحيطة به ورفع الشعارات وإلقاء الخطب المخالفة صراحةً للقانون ، كما أعتمد الدوار كموقع للتخطيط والتخريب وانطلاق للمسيرات والأعمال المخالفة للقانون.
- المناداة جهرا بإسقاط النظام وبذلك أدانوا أنفسهم في العلن .
- التمدد خارج الدوار إلى ساحة المرفأ المالي ومنطقة ضاحية السيف والمنطقة الدبلوماسية ووضع حواجز على الطرق .
- السيطرة على مرافق مستشفى السلمانية ونصب خيام عند مدخل الطوارئ.
- القيام بمسيرات احتجاجية تهدف إلى تعطيل عمل الوزارات والأجهزة الحكومية .
- قطع شارع الملك فيصل وشارع الشيخ خليفة بن سلمان وتعطيل الحركة المرورية .
- القيام بأعمال عدوانية من خلال التعرض للعمال الوافدين والاعتداء عليهم مما أدى إلى وفاة بعضهم .
- محاولة السيطرة على عدد من الأحياء بالمنامة .
- الدعوة إلى الإضراب وتعطيل الدراسة .
- القيام بمحاولات الاعتداء على عدد من المواطنين والمقيمين في مختلف مناطق المملكة .
- دهس رجال الأمن بوحشية بالسيارات وتعمد قتلهم أكثر من مرة .
الإخوة الأعضاء الموقرين
لقد رأينا كيف أصر البعض علي القيام بمسيرة إلى منطقة الرفاع علي الرغم من تنبيه الوزارة أن مثل هذا الفعل يهدد الأمن والسلم الاجتماعي في ظل رفض الأهالي لهذه المسيرة ، ولولا تواجد قوات حفظ النظام واتخاذها إجراءات وقائية حضارية والالتزام بضبط النفس لحدث صٍدام خطير بينهم ، خصوصاً أن المشاركين بين الطرفين كانوا بالآلاف.
لقد رأينا كيف تطور الوضع بشكل سريع عندما قامت مجموعات من المعتصمين أمام المرفأ المالي بإغلاق مدخل المرفأ المطل على هذا الشارع الرئيسي والمرتبط بشوارع أخرى بواسطة حواجز بلاستيكية و مطاطية، الأمر الذي أدى إلى تعطيل الحركة المرورية على الشارع وارتباكها في مناطق أخرى عديدة.
لقد تم على الفور تدخل قوات الأمن من اجل تصحيح الوضع في منطقة المرفأ المالي وفتح الطريق والتفرق بشكل قانوني ، إلا أنهم أصروا على الاستمرار ورفضوا الاستجابة لأوامر الشرطة، بل قاموا بمقاومة رجال الأمن الأمر الذي أستوجب تدخل قوات حفظ النظام لتفريق المعتصمين ، حيث قام هؤلاء بعد ذلك بالتجمع في الدوار ، و تم رصد قيام بعض الجهات بتوجيه دعوات عبر وسائل الاتصال المختلفة بالتحشد في منطقة الدوار.
إلا إننا حفاظا على سلامة المواطنين، و منعا من وقوع احتكاك بين قوات الأمن و المتظاهرين تفادياً لوقوع خسائر بشرية فإنني أصدرت الأمر لقوات الأمن بمواصلة تحركها باتجاه الغرب ، ومع ذلك فقد وقعت بعض الصدامات مع المتظاهرين خلال تلك الحركة .
ولقد استمرت التجاوزات من قبل هؤلاء الخارجين على القانون من خلال الاندفاع إلى بعض الشوارع والمناطق بالمملكة حاملين العصي والأسلحة البيضاء و الآلات الحادة وقيامهم بسد الطرق وإقامة نقاط تفتيش للسيارات والمارة مما أدى لترويع الناس، والقيام باعتداءات عشوائية على بعض المقيمين الأسيويين في بيوتهم بالضرب الذي أفضى إلى موت بعضهم في منطقة المنامة.
الأعضاء الموقرون
إن كل هذه الأمور ما كان يمكن استمرارها أو قبولها بأي حال من الأحوال ولذلك كان لابد من تدخل الدولة لمنعها وإزالة آثارها ووضع حداً لهذا الانفلات الأمني.
إن تدخلنا والحمد لله كان في الوقت المناسب بعد أن تكشف أمام الجميع النوايا المبيته وحجم المؤامرة والمخطط المدعوم من الخارج المنوي تنفيذه .
إن عملية إخلاء الدوار قد تمت ولله الحمد بشكل امني احترافي علي الرغم من انه كان موقعا مفخخا بعبوات زرعها من كانوا فيه، والذين احرقوا بعض خيامهم أثناء انسحابهم لتغطية بعض ما أرادوا إخفاء معالمه، لقد واجهنا الكثير من المصاعب الخطرة بكل ثقه حتى تم إخلاء الدوار مما فيه و تم فتح الطرق المختلفة من قبل وحدات هندسة الميدان التابعة لقوة الدفاع .
إن التعامل و السيطرة المسئولة على الموقف من جميع النواحي مع القيام بعملية الفض في النهار وإعطاء الفرصة الكافية للمتواجدين بالدوار للانصراف في هدوء كان بهدف تقليل الخسائر وهو ما ظهر مصورا تلفزيونيا حيث شاهد الجميع المئات من الأشخاص ينصرفون بكل هدوء بل و قام العديد منهم بالتوجه إلى سياراتهم التي كانت بجوارهم، بل أن أثنين من رجال الأمن استشهدا بعد أن تعرضا للدهس عمداً بالسيارات في نفس المنطقة وسقط شهيد ثالث في منطقة سترة بنفس الطريقة .
الإخوة الأعضاء الكرام
إن ما حدث بمستشفي السلمانية أمر لا يقبله أي إنسان مهما كانت جنسيته أو ديانته، فهذا الصرح الطبي الذي كان يخدم الجميع تحول في أيام قليلة إلي مركز للخطف والاحتجاز والتعذيب وهو ما رآه الناس مصورا على شاشات التليفزيون.
لقد تم استخدام المستشفي كمركز قيادة وتخطيط، وقد تم القبض علي عدد من الأشخاص القياديين و مثيري الفوضى بداخله وتفتيش المكان بالكامل للاطمئنان على عدم وجود أي أمور خطرة ، فقد كان المستشفي لمدة شهر تحت سيطرة الخارجين على القانون و ما كان يتم فيه أمر جنائي وليس طبي، فقد تم احتجاز بعض العاملين بالمستشفى ، وتم معاملة بعض المرضى معاملة لا إنسانية وقاسية ، كما أن الأوراق التي تم ضبطها كشفت أن الممرضين والمسئولين عن إدخال المرضي كانوا يقومون بعملية تلاعب وتزوير في بيانات السجلات الطبية .
لقد بذل رجال الأمن جهدا كبيرا لاستعادة هذا المرفق الحيوي ليعود لأداء مهمته الطبية الإنسانية بكل كفاءة وفعالية. وهو الآن يقدم خدماته الطبية المعتادة .
إننا لا نتمنى سقوط أي ضحايا سواء أكانوا من المدنيين الأبرياء أو من العسكريين أو من الذين شاركوا في أعمال الشغب والعنف ولكن للأسف فان إصرار البعض على الخروج على القانون وأحداث الفوضى هو أمر ترتب عليه سقوط ضحايا ، حيث توفي (4) من رجال الأمن، كما توفي (7) من المدنيين الأبرياء من المواطنين والمقيمين وعدد (13) شخص من المشاركين في أعمال الشغب والعنف، فضلا عن إصابة (391) رجل امن، و(56) من المواطنين والمقيمين الأبرياء ، بالإضافة إلى خطف وتعذيب عدد (4) من رجال الأمن .
الأخوة الأعضاء الموقرون ،
عند الحديث عن الارتباط بالخارج فهذا الأمر ليس بجديد و لم يكن وليد الأحداث الأخيرة فقد بدأ في ثمانينيات القرن الماضي في قضية المحاولة الانقلابية الآثمة التي استهدفت الاستيلاء على الحكم عام 1981والتي كانت مدعومة من إيران بحسب الاعترافات ، واستمر في قضية ما يسمى بحزب الله البحريني والمؤامرة الإيرانية في أحداث التسعينيات، وتكرر في قضية كشف عمليات التدريب ذات الطابع العسكري لمجموعات في منطقة الحجيره بسوريا عام 2008، وحديثا قضية الشبكة التنظيمية الإرهابية لقيادات ورؤساء المجموعات التخريبية التي استهدفت زعزعة امن و استقرار البحرين عام 2010.
و ما حدث مؤخرا هو استكمال لحلقات مخططات التدخل والارتباط الخارجي، فمواقف و تصريحات المسئولين الإيرانيين وما صدر عن الأمين العام لحزب الله اللبناني وما دأبت عليه القنوات الفضائية التابعة لهم من التدخل في شئون البحرين والتحريض على الفتنة وبث الإشاعات والأكاذيب والدعوة إلى الفوضى وما حدث في الدوار ، وأسلوب العمل المتبع، والخبرة و التكتيكات التي حصلت في البحرين، و أسلوب التخييم وطريقة وضع الحواجز، واحتلال المستشفيات، ومحاصرة مبنى التلفزيون، والدوائر الحكومية والمنشآت الحيوية ، وطريقة مهاجمة منازل المواطنين ، وتقسيم الأدوار والتوزيع على عدة خلايا منها خلية العمل الميداني وخلية التمويل وخلية الإعلاميين وخلية الحقوقيين، هي كلها أمور تكشف عن ارتباط وأسلوب تدريب حزب الله .واليوم لدينا تحقيق جاري وموضوع الارتباط و التخابر موجود ونتائج التحقيق سوف تبين و تكشف كل هذه الأمور.
أيها الأخوة ،،
لقد بدأت الحياة تعود لطبيعتها ولله الحمد في ظل الحضور العسكري والأمني في مختلف المحافظات كما عاد العمل بالمدارس ويزاول الناس نشاطهم الاعتيادي وكلها أمور ومؤشرات إيجابية تتجه نحو عودة الحياة إلى وضعها الطبيعي .
وفي هذا الإطار فإن تواجد وانتشار النقاط الأمنية والعسكرية إنما يهدف إلى تثبيت الأمن والسيطرة على أي موقف يطرأ لضمان إعادة الطمأنينة والشعور بالأمان لدى المواطنين والمقيمين .
الأعضاء الموقرين
إن ما تم اتخاذه من إجراءات لم يتم ضد طائفة كما ذهب إليه من يروج لأعماله المخالفة ، وإنما تم ضد المجموعة التي خالفت القانون، فنحن لا نعمم الشر وإنما نحن نعمم الخير علي الناس ، فالمخالف ينال جزاءه، ولا صحة إطلاقا لما يسمي بالتطهير العرقي،فكلمة تطهير الموقع تنحصر فقط في من كان يشغل الموقع وليس كما حاول البعض أن يفسر كلمة تطهير الموقع أو المنطقة أو الدوار إلى تطهير عرقي بحثا عن سبب قوي يجتمع عليه أبناء الطائفة، فهذا يعد تحريض و مغالطة، فالكل نال احترامه في هذا البلد ، وهو نهج موروث لسياسة الحكم في إرساء قواعد العدل بين الرعية.
وهنا ينبغي أن يعرف الجميع ويدرك أن موقعنا الجغرافي وتاريخنا العربي هو عمقنا الإستراتيجي التاريخي ، فهوية البحرين غرب الخليج وليس شرقه، وتاريخنا مرتبط بأهالي كل المنطقة التي تطل على هذه الجزيرة ، وبالتالي فإن الحضور الخليجي المشكور و المثمن لقوات درع الجزيرة يمثل الحضور والموقف الرسمي وهو حضور نفخر و نعتز به ، ولكن ينبغي الإدراك بأن هناك الحضور الأهلي الخليجي المستمد من طبيعة الموقع و التاريخ العربي والمصير المشترك وهذا يمثل العمق الاستراتيجي الطبيعي للاستقرار الأمني لمملكة البحرين ولأي دولة من دول المجلس عندما يقع ما يهدد أمنها
إن ما نمر به من أحداث هو أمر يتنافى مع مشاعر الإخوة و التآخي والتواصل الاجتماعي التي ينبغي أن تربط بيننا جميعا، ولذلك فنحن نحتاج في هذه الأوقات الصعبة إلى زيادة الحس الوطني وتعزيز أواصر اللحمة بين جميع شرائح المجتمع، و أن تكون هويتنا الوطنية الواحدة وتاريخنا المشترك لهما موقع الريادة في تعاطينا مع قضايانا الرئيسية.
إننا نحتاج أن ننظر إلي المستقبل نظرة عميقة، فالتصرفات العدوانية وجرائم القتل البشعة و الدهس لقتل الإنسان أكثر من مرة هي حوادث مريرة لا يمكن أن نري فيها أمل التعايش السلمي المنشود، ولا يمكن أن نطمئن علي مستقبل هذا الوطن.
لذا ينبغي علينا أن نعمل علي معالجة هذه الظواهر العدوانية في المجتمع حتى نزرع الخير في القلوب ونحصد المحبة في التصرفات، فهذا الأمر من أوائل الأمور التي ينبغي علينا أن نعمل علي معالجتها.
أيها الأخوة
لقد تسلمنا شرف حمل المسئولية ممن سبقونا من أهلنا الذين ضحوا بالغالي والنفيس ، وقدموا الشهيد تلو الشهيد في الدفاع عن الوطن ونحن اليوم لا يمكن أن نفرط في هذه المسئولية والأمانة الوطنية فهي في أعناقنا ما حيينا . ونحن في هذا البلد كلنا آل حمد ، ومن يحب الخير لهذا البلد فهو يعتز بالانتماء للعائلة الكبرى في هذا الوطن .
إن ثباتنا في هذه المحنة هو بفضل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه خلال عقد من الزمن حيث شملت الإصلاحات النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والثقافية ، ووفرت مناخات للإبداع والإنتاج وإطلاق الحريات وتعزيز رعاية حقوق الإنسان حيث أتسم المشروع الإصلاحي بالريادة والشجاعة والجرأة وكان موضع تقدير واحترام العالم .
فمسيرة الإصلاح مستمرة دون الحاجة لما حدث من عنف وما وقع من ضحايا ، وهذا ما يؤكد أن ما حدث أمر غير وطني ، بل هو أمر مستورد من الخارج، فالبحرين سيبقى بلداً متكاتفاً متسامحاً متحاباً في ظل قيادةٍ حكيمةٍ وأيدٍ أمينةٍ وشعبٍ كريمٍ وفُي لقيادته ولوطنه، قادر على تجاوز الصعاب التي تزيده إلا ثباتاً ورسوخاً على مبادئ الحق والخير.
تعليقات