مشاريع الفساد النفطية خرج اصحابه كالشعرة من العجين فمن وراء ذلك؟- نواف الفزيع متسائلا ؟
زاوية الكتابكتب مارس 28, 2011, 12:37 ص 1690 مشاهدات 0
مداولة
شبح الطاعون
المحامي نواف سليمان الفزيع
(سوف تزول الآلام وسيظل شبح الموت مهيمنا وستبقى الفئران تحمل (الطاعون) الى المدن السعيدة غير ان الناس سيظلون يناضلون ويعرفون فرح الانتصارات ولو كانت نسبية) من رواية البير كامو (الطاعون).
استرعى انتباهنا مقالة مترجمة ومنشورة في «الوطن» لسايمون تيسدال استشهد فيها برواية أثيرة لدينا حائزة جائزة نوبل للآداب وقد فاز فيها مؤلفها ولم يكن يتجاوز الـ44 عاماً كواحد من اصغر الفائزين بجائزة نوبل الى الآن.
«الطاعون» تتحدث عن مدينة وهران الجزائرية وصراع اهلها ضد الطاعون بعد ان تم عزلهم عن العالم.
الروائي يرى ان الدفاع لتشكيل الحالة الانسانية المتضامنة والثائرة على الوضع التي هي فيه يكون عندما يصاب المجتمع بتعفن ما.
جرثومة الطاعون ترحل عن البلده (وهران) في آخر الرواية لكن احد شخصيات الرواية (طبيب) يقول إن الجرثومة لا تزال فينا لكنها ساكنة.
الناس في معرض الخطر لا يتحركون الا عندما يكون هذا الخطر مميتاً كالطاعون والطاعون في رمزية الرواية يقصد فيه كيف ان الناس في البداية تجاهلوه لكن عندما عزلت المدينة عن العالم الخارجي بدأوا يتكاتفون للبقاء على قيد الحياة في وهران التي كانت مشغولة بصخبها ولم تتوقع ان يكون مشهد الجرذان الميته التي رآها بطل القصة الطبيب في البداية ما هي الا مزحة ثقيلة.
الجرذان الميتة انتشرت في وهران خصوصا ولأن القذارة احاطت كل انحائها حيث لا شجر ولا اخضرار والارض قاحلة ميتة والغبار هو سيد الموقف على وجوه الناس اليائسة المحبطة.
حاول المسؤولون تدارك الامر وعقدوا اجتماعا طارئا لكن بعد فوات الأوان وقد انتشر الطاعون في ارجاء المدينة.
عزلوا انفسهم عن العالم وانكبوا اما سكارى في المقاهي او مصلين في كاتدرائية – المدينة.
أخذ أهل المدينة يتكلمون عن اسباب المرض والخلاص منه ليقول قسيس الكاتدرائية عنه انه (نتيجة لفساد قلوبنا وضياعنا في متاهات الدنيا وشرورها).
شخصية ثانية وهو صحافي كان يرى ان لكل شيء مسبباً وليس هناك أمر يأتي من عدم ويجب علينا ان نبحث عن السبب ونقضي عليه.
الصحافي كان يرى تضامنه مع المقهورين وان الامل قاهر اليأس.
خرجت المدينة من كابوس الطاعون بعد ان حصد ما حصد من اهلها لكن المدينة استمرت وظلت موجودة.
ترى لو انتبه المسؤولون في وهران للجرذان الميتة؟ لو قاموا بتنظيف المدينة من القاذورات المحيطة بها؟ هل كان للفئران ان تنتشر بتلك الطريقة؟
غفلة الناس وعجز المسؤولين عن استشراف الخطر هما حليفا الطاعون في سرعة انتشاره.
طاعون الكويت هو الفساد الذي سمح لنا بأن نكون بهذا التقهقر بين قرنائنا بالخليج.
البعض حريصون على كراسيهم وليسوا حريصين على الكويت.
(لأول مرة في الكويت نشهد بداية لانهيار القطاع النفطي).
(لأول مرة في تاريخ القطاع النفطي يتم التأخير في تشكيل القيادات النفطية وسلب هذا الحق من الرئيس التنفيذي للمؤسسة.
كان هذا من اعلان منشور صادر من المجلس التنفيذي لاتحاد عمال البترول وصناعة البتروكيماويات وهو ترديد لمقالة سابقة لنا وجهناها لاصحاب القرار قد حذرنا فيها من قضية مجلس ادارة مؤسسة البترول.
الشاهد هذه المرة من اهل القطاع ليؤكدوا هم ايضا مدى خطورة استمرار هذا الوضع الذي صار محسوما لضرورة الصراع السياسي وفواتيره المكلفة.
يا اصحاب القرار هم معنيون بصراع وانتم معنيون بالكويت اما آن اوان تدخلكم؟
(بداية انهيار القطاع النفطي) كما اشار الاعلان بل نقول انهيار البلد ككل.
حذرنا وقلنا المستشارون المستفيدون ما ينفعون.
حذرنا من خطورة بعض الاوساط وكيف انهم اساءوا لهم قبل ان يسيئوا للكويت بالخارج وبالداخل وما من مستمع وما من مستجيب.
كل مشروع فاسد وبالخصوص مشاريع الفساد النفطية خرج اصحابه كالشعرة من العجين فمن وراء ذلك؟
الجرذان الميتة تساقطت على المدينة واننا لنرى الطاعون يدق الابواب، طاعون الفساد والذي جعل الفاسد محصنا من المساءلة وسيدفعه للطمع اكثر حتى يقضي على خزينة الدولة وقد يدفع الى المواجهات المسلحة لاجل الغنيمة الاكبر والحصة الاكبر.
يا اصحاب القرار بح صوتنا ونحن نقول الكويت قاعدة تضيع كل يوم في وسط عاصفة سوداء لن تبقى ولن تذر.
تعليقات