عبداللطيف الدعيج يتساءل: هل اصبح علماء السنة والشيعة محصنين ؟!
زاوية الكتابكتب مارس 27, 2011, 12:07 م 2437 مشاهدات 0
كل شيء ممنوع
كتب عبداللطيف الدعيج :
وزارة الاعلام اصيبت بالهستريا، وأخذت تحيل الى التحقيق والنيابة كل من تعتقد أنه مس وحدتها الوطنية المزعومة أو المتخلف والبائد من قوانينها الاعلامية. وحدتكم الوطنية ليس لها وجود، هكذا ببساطة، من الصعب المساس أو تهديد شيء لا وجود له. هذا الاحتقان الطائفي وهذا التعصب وهذه المبالغة في تحقير الاخرين التي تتسيد «كويت المحبة»، كلها تؤكد ان الفرقة هي السائدة، وان الانقسام هو المسيطر، وان النبذ والاقصاء والعزل سادة الموقف.
قوانينكم مخالفة للدستور، تتعارض مع مبادئ الحرية الاساسية التي يكفلها النظام الديموقراطي، ومع الانفتاح والانفراج السياسي اللذين يجتاحان العالم هذه الايام. صح النوم، ايها السادة، فلسنا في العصور الوسطى، بل لسنا في القرن العشرين. اننا في عصر ذي مفاهيم جديدة ومتطلبات كنست وستكنس كل موروثاتكم وتقاليدكم وعاداتكم وقبلها قوانينكم التي لم يعد اي منها متلائما وطبيعة هذا العصر وخواصه.
إحالة قناة «مباشر» الى النيابة ـــ كما نشر ـــ بسبب بثها لحديث عابر تضمن ما اعتبرته «الاعلام» اهانة لبعض علماء الطائفة الشيعية فيه مبالغة فجة في تفسير القانون وتوسع اخرق في تطبيقه. فعلماء الشيعة وأئمة السنة قبلهم ليسوا محصنين، حتى قوانين الوزارة المتخلفة لا تحمي ما يسمى بعلماء الشيعة أو السنة، وليس من العدل ولا المنطق حمايتهم اصلا. فهؤلاء بشر يصيبون ويخطئون، ومن المؤسف ان اغلبهم يتدخل في السياسة، فيفتي ويقرر وفي معظم الاوقات يحرض ويحشد، فكيف تتجرأ وزارة في دولة ديموقراطية على حماية شخصية عامة من النقد وتحصينها؟!
انا اذكر انني شخصيا، استلمت شيخ الأزهر اكثر من مرة، خصوصا في السبعينات، وكنا نعترض بل «نتطنز» على الكثير من فتاوى علماء الدين التي كنا نعتبرها مضحكة، وبعضها بالفعل كذلك، فهل الآن وبفعل قانون المرئي والمسموع وحماية الوحدة الوطنية المزعومة اصبح علماء السنة والشيعة محصنين. ثم من يحدد من هو العالم؟ هل السيد السيستاني عالم، وحسن نصر الله عالم.. الصدر عالم..؟ ومجانين الفضائيات السنية علماء علينا تجنب نقدهم أو دحض خرابيطهم وما اكثرها من خرابيط؟
عبداللطيف الدعيج
تعليقات