هل ضاقت علينا مشاكلنا في الكويت لتفرقنا البحرين؟- نواف الفزيع متسائلا ؟!
زاوية الكتابكتب مارس 27, 2011, 12:01 ص 1697 مشاهدات 0
مداولة
ضاقت علينا الوسيعة
المحامي نواف سليمان الفزيع
هل ضاقت علينا مشاكلنا لتفرقنا البحرين؟
بل من وراء ما يحصل؟ أليس هذا التردد الحكومي في مواجهة الكل واتخاذ القرار؟
ترددنا في حشد جيشنا واستدعاء حلفائنا في الـ 90 فكان الغزو، اكبر غلطة في تاريخ الكويت، واعذرونا لا نقبل اعتذاراً عن دماء شهدائنا.
اليوم تردد المعني بالقرار صار مثار تندر اشقائنا فمن يستدرك الامر ويصحيكم؟، مرة لو مرة تحس الحكومة بالغلط ولا تكابر، بالـ 90 كابر البعض وصار الذي صار وما كنا نتوقع ان الكبر يتكرر من جديد فهل سيضيعنا من جديد؟
فتنة سنة وشيعة وقبلها فتنة حضر وبدو، تزامنها وتحركها ومكونها يؤكد ان الامر لا يخرج عن امرين اما عن قصد أو عن جهل وفي الاثنين مصيبة.
ان كان عن قصد فإن ضرب الوحدة الوطنية وبال سيرجع على من هيأ العدة ورصد الوقت المناسب لفعلته تلك وان كان عن جهل أو ضعف في اتخاذ القرار أو تردد فيه فإن الضعف دليل مهم لطريق النهاية.
ديمومة البلدان بانغماس الناس في مواطنتهم لا انتماءاتهم الاثنية وهذا امر فشلنا فيه بجدارة والشاهد ازمتان وضحتا ان الدستور والدولة الحديثة التي انشئت قبل 50 عاما سقطا امام اختبارين، بين سنة وشيعة وبين حضر وبدو، تناسينا كلنا اننا كويتيون نريد ان نحمي الكويت واصطففنا في تواتر غريب خلف مذاهبنا أو انتماءاتنا العرقية.
ديمومة البلدان بوجود القانون وتطبيقه وهذا ايضا فشلنا فيه بجدارة فالقانون ما عاد يطبق الا على هوى وكيف مؤسسة الفساد التي صارت اليوم هي من تدير الامور للاسف.
فإن فشلنا بمواطنتنا وبحماية تطبيق القانون لا تقولوا اننا في دولة بل في عزبة!
لأننا نكره الشعارات الرنانة والجمل الفضفاضة نقول سئمنا بل هرمنا من انقراض الحياء عند البعض وهو يضحي ببلده رويدا رويدا والناس في غفلة مشغولون بالزيادات والكوادر لا يعلمون انهم ما هم الا سكان مدينة لمنقبي الذهب، ان جف الذهب تركها المنقبون للاشباح، مدينة اشباح كان اسمها الكويت.
وقفنا كثيرا على قضية الاغذية الفاسدة لأنها تمثل رمزية كبيرة في تعاطف الحكومة أي حكومة واحساسها بالمسؤولية تجاه شعبها.
لن نسأل عن صاحب تلك الاغذية الفاسدة وهم اكثر من شخص أو صاحب بل نسأل هنا عن الموظف الحكومي الذي مرر هذه الاغذية الفاسدة نظير رشوة.
هذا الموظف رمز صغير لحكومتنا، هو الآن ينام الليل قرير العين غير مهتم انه بهذا الثمن قد يتسمم طفل ويموت وهو هانئ مع اولاده.
كذا حال حكومتنا، فسموم الاغذية وسموم المصانع المخالفة في أم الهيمان وقضايا الفساد كلها لم تثر في نفسها شيئاً وكل همها صراع الكراسي.
لو علمنا ان هذا الموظف مطلق سراحه مرتاح في بيته لأننا في وطن عزوتنا فيه قبائلنا ومذاهبنا هي التي تحمينا كما حمته الآن، لو علمنا بذلك أليس هذا بدليل على سقوط دولة المواطن وقيام دولة العشيرة والمذهب؟
لو علمنا ان هذا الموظف لو كان في بلد قانون وتطبيقه لكان الآن في السجن على جريرة فعله، ألا يؤكد لنا ذلك سقوط دولة القانون وقيام الغابة، دولة العزبة؟
لكن ماذا نقول؟ من تسبب في تسميم البحر والهواء وزرع السرطان في التربة في محطة مشرف يأخذ المناقصات والموظفون خصم 15 يوما ولا في مسؤول واحد غادر مكتبه على هذه الفضيحة؟
ماذا نقول والمصانع المخالفة في أم الهيمان وما تسببت به من اضرار على الناس لم تبك مسؤولا حكوميا واحدا أو تغضبه ليودى بالمتسبب في ذلك الى السجن.
السجن مفتوحة ابوابه لصاحب الكلمة الحرة ولكل مبلغ عن جريمة لا للفاسدين أتعلمون لماذا؟
لأننا غرقى بالفساد والفاسد لا يحاسب فاسداً، ضاقت الوسيعة علينا، الشكوى لله يا الكويت.
تعليقات