عن الطائفة والقبيلة والتعصب الأعمى لمفاهيمهما يكتب د. مبارك الذروة رأيه

زاوية الكتاب

كتب 1870 مشاهدات 0


 

كذبة... كلنا للكويت!


لم يعد الخيار الايديولوجي مطروحاً في الفكر الاجتماعي السياسي اليوم، فالتمركز حول الوحدات الأخرى للمجتمع بات واضحاً في الأزمة الاخيرة حيث الطائفة والقبيلة والتعصب الأعمى لمفاهيمهما. لذا نرى أن خيارات الفكر الإسلامي والعلماني والماركسي والليبرالي تقلصت كثيراً، مع بقاء ما تبقى منها قوياً في اعماقه بقوة من يحمل تلك الفلسفات مؤمناً بها!
نعرف أن مكونات المجتمع لا يمكن أن تتجاهل الدوافع الإنسانية للسلوك، فالدافع هو محرك السلوك، أي أن دافع المواطن هو الذي يحركه ويخلق اتجاهاته نحو الآخرين.
إن الأواصر التي تجمع أبناء القبيلة تقوم على الدم وفكرة النقاء، ودافع حب الانتماء هو الذي يحرك أبناء القبائل تجاه قبائلهم. أما أواصر الحزب والتشكيلات السياسية الأخرى المختلفة والمتباينة فإنها تقوم على المنفعة المادية والمصلحة مهما كانت قائمة على البعد الإنساني النبيل. الخروج من الفكر العشائري والقبلي أو الفكر الطائفي، إلى الفكر المدني والإنساني ليس بالأمر الهين، إنه يحتاج إلى منهجية إعلامية وتربوية وتشريعية تقوم بها مؤسسات تؤمن بفكرة التعددية واحترام كرامات البشر. لكننا نسمع ونرى ما تسعى الأنظمة وأتباعها من تجذير الفكر القبلي والطائفي والذي تسيطر عليه أفكار احتكار الحق وإلغاء الخصوم وتدمير السكينة واعتقاد الإنسان!
إذاً ما يحرك الجماهير الغالبة اليوم أفكار طائفية، أو قبلية، أو مصالح تجارية وسياسية، والخيار الأيديولوجي انزوى أخيراً وإن ظهر بأقنعة مختلفة، فالتدافع الإعلامي نحو إسقاط العمل الحزبي من الحساب، والتهويل من فكرة إشهاره، وبشكل منظم، ثم دعم نواب الخدمات وتأصيل مفهوم المشيخة والزعامة يكرس ما ذهبنا اليه!
كما أن البعد الطائفي ظهر مكشوفاً في الكويت والبحرين، والصراع خرج من تحت الأرض إلى السطح، لم يعد هناك ليبرالي شيعي وليبرالي سني. التخندق خلف ترسانة الطائفة كان أكبر من التخندق خلف القبيلة والعائلة، ما يؤكد قوة البعد الديني على البعد القبلي العشائري.
فهل كانت شعارات المدنية والمواطنة والانتماء للكويت شعارات استهلاكية وقتية لتحقيق أهداف تجارية سياسية؟


د.مبارك الذروة

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك