الواجب الأمني بالبحرين :
خليجيلا يتم الواجب الاستراتيجي بدونه
مارس 22, 2011, 11:07 م 4196 مشاهدات 0
لست صاحب بعد معرفي شرعي، لكنني أعرف من كتب الاصول إن ما لايتم الواجب إلا به،فهو واجب. وبعد توسع المتظاهر في مملكة البحرين الشقيقة في أجندته وخروجه عن إطار الحوار الوطني للاصلاح إلى أطر تحقيق إجندات أقليمية أوسع يصبح الدفاع عن أمن البحرين واجب لحفظ أمن الخليج العربي. لقد كتبنا سابقا إن المثقف الخليجي يتراجع داخل نفسه منكمشا في حيرة،فهو أمام أمرين متصادمين رغم انهما غير قابلين للانتهاك، وهما ضرورة الاصلاح و ضرورة حفظ النظام والامن .لكن ذلك التردد تحول بعد اتضاح الرؤية الى دعم كامل لحكومة البحرين. بل لا نغالي إذا قلنا إن ما يجري هناك هو أخطر من جهود خليجية لفرض الاستقرار والامن يقابلها جهود ايرانية مساوية في القوة ومضادة في الاتجاه . واخطر من عملية تبادل طرد الدبلوماسيين بين المنامة وطهران، وأكبر من مهاجمة المتظاهرين في طهران لسفارة البحرين ورجم القنصلية السعودية في مشهد المقدسة بالحجارة . إن مايجري يفسره قول جلالة الملك حمد بن عيسى من ان البحرين قد افشلت مخططا خارجيا عمل على تحضيره لمدة 20 -30عاما ، وان نجح فقد يعم الخليج . ويؤكد المخطط طلب ايران ان تقوم المنظمات الدولية بدور فاعل تجاه البحرين في انتهاك صارخ لسيادة البحرين المستقلة. وبغير النظرة الفاحصة لمكونات مايجري يصعب ادراك إن الامر هو خطوة من خطوات الهيمنة التي تحاول حكومة طهران أن تمارسها على منطقة الخليج العربي كأمر في هرمية أولوياتها كما مارستها من قبل حكومات نادر شاه 1736م، وكريم خان زند1773م ، ثم بهلوي عام 1971م .
لقد أعلنت البحرين ان الموقف الامني مطمئن ومستقر. لكن طهران لا زالت تردد على لسان وزير خارجيتها صالحي بضرورة انسحاب القوات الاجنبية. ومع علمنا أن صالحي المولود في العراق يتقن اللغة العربية ويعرف معني الاجنبي إلا أننا سنحاول اقناعة ان قوات درع الجزيرة ليست أجنبية لاسباب منها :
1. يشكل البحرينيون جزء مهم من القوة،و لهم تواجد في حفر الباطن كبقية الخليجيين .
2. لم يكن وجودها الحالي في البحرين هو الاول،فقد كانت هناك في مناورات برية وجوية وبحرية طوال الثلاثين عاما الماضية.
3. شرعية وجودهم في البحرين بناء على اتفاقيات الدفاع المشترك في اطارها الخليجي أكثر قانونية من ان يفتح للجدل، بل وحتى في إطارها العربي،فهو كتواجد القوات العربية في لبنان.
4.لقد كان بأمكان قيادة درع الجزيرة الاعلان ان دخولها هولاجراء مناورات مع القوات البحرينية، كذريعة تقوم بها أمريكا كلما تضايقت سيئول من بيونغ يانغ، فهل كانت وصمة الاجنبي ستطالهم لو دخلت القوات بحجة اجراء مناورات في الرفاع ؟
5. لقد اختارت دول الخليج البعد الاستراتيجي لحفظ امنها منذ ان وقعت البحرين اتفاقية 1880م مع بريطانيا ووقعتها عمان 1891م ثم الكويت 1899م . أما الان وفي عصر غوغل ايرث Google Earth' ' فلا نستطيع انكار وجود قواعد غربية في عريفجان والسيلية والجفير و معسكر السلام البحري الفرنسي في ميناء ابوظبي ؟ فهل اختلطت الامور على صالحي ،حتى صار جنود الامارات والكويت والسعودية وقطر في مصاف الاجانب الذين عيرتنا بهم طهران طوال القرنين الماضيين .
إن ما لايتم الواجب الاستراتيجي إلا به،فهو وجب أمني .وما الوجود الاجنبي المشين ألا تواجد طهران نفسها،مما يجبرنا على بحث خيارات أخرى منها :
1. دعوة الولايات المتحدة لتأجيل سحب بقية قواتها البالغ عددها 50 ألف من العراق في نهاية 2011م وتعزيز وجودها في الخليج .
2. مد جسور التعاون مع الجمهورية التركية عبر مبادرة اسطنبول لكي تتدخل مع مجلس التعاون الخليجي، في بناء نظام إقليمي هدفه تجميد االطموح الايراني، ودفعه شمالا الى بحر قزوين البارد بعيدا عن الخليج .
3.تشجيع العراق لاستعادة دوره العربي و الخليجي بما يملكه من خبرة في التعاطي مع الاطماع الايرانية .
ذلك هو الواجب الاستراتيجي الذي سبقنا اليها أسلافنا،فاستعانوا بالحليف الموثوق،حين لم يكن اللحن بليغا ولاالكسر جبرا، وكانت الامور أوضح من ان تقودها الالفاظ، فيوصم الخليجي بالاجنبي .
تعليقات