التافهون وحدهم أرادوا النفخ في نار مظلومية لا وجود لها، ونادوا بإسقاط النظام بالبحرين برأي ذعار الرشيدي ؟!
زاوية الكتابكتب مارس 21, 2011, 11:53 م 1688 مشاهدات 0
البحرين قلب الخليج النابض
الثلاثاء 22 مارس 2011 - الأنباء
لا يمكن لمن عنده ذرة من عقل أن يصدق أن ما يحدث في البحرين هي ثورة شعب مظلوم، ربما كانت في بدايتها كذلك، ولكنها ككل الحركات السياسية الشعبية في الوطن العربي هناك من يأتي ويركب موجتها، وهذا الأمر حصل في مملكة البحرين، راكبو أمواج الثورات العربية أو ممارسو «الركمجة» السياسية يظهرون في آخر الفيلم أو في منتصفه، ولكنهم لا يطلقون الشرارة الأولى كونهم دائما أجبن من أن يقدموا على أمر شجاع كهذا، في مصر ركبت حركات سياسية ثورة الشباب، في البحرين كذلك، لا أنكر ولا أحد ينكر ولا حتى الأسرة الحاكمة في البحرين تنكر أن هناك إصلاحات مستحقة، وهو ما تعهدت به القيادة السياسية في البحرين في الحوار الوطني الذي قبلت به، ولكن أهل الركمجة ركبوا موجة التظاهرات في البحرين وأحالوها إلى موج هائج من الطائفية المتلاطمة، التي ضربت كل ما هو جميل في البحرين قبل أن تضرب جمال وسلمية المظاهرات الأولى.
ما حصل في البحرين لا يقره عاقل، ولا منصف، ومن ركب الموجة وأحالها إلى صراع طائفي ومظلومية تاريخية ضرب كل العقول في عرض حائط الطائفية، فأضاع كل شيء كان يمكن أن يأتي بالحوار واختار بل فرض اختيار لغة القوة والتي كانت السبيل الوحيد لحفظ أمن بوابة الخليج الوسطى البحرين.
التافهون وحدهم أرادوا النفخ في نار مظلومية لا وجود لها، ونادوا بإسقاط النظام.
إيران نفسها التي أدانت تصرف السلطات البحرينية وصورت الأمر كقضية اضطهاد طائفي، نظامها ذاته اضطهد الشيعة قبل أن يضطهد السنة، وأعتقد أن أحدا لا ينسى ضرب المعارضين والمحتجين الشيعة في طهران وقتل عدد العام الماضي في مشاهد هزت العالم، رغم تظاهرتهم السلمية ومسيراتهم الأكثر سلمية، ها هي اليوم تدين وبشدة التعامل البحريني الحازم مع المتظاهرين البحرينيين الذين أحالوا تظاهراتهم من سلمية إلى ما هو عكسها تماما.
لا أنطلق في مقالتي من منطق طائفي ولكنه المنطق البسيط، إيران التي قمعت بالحديد والنار متظاهرين سلميين في طهران ومارست منذ 30 عاما القمع المنظم ضد الشيعة العرب في الأهواز وضد السنة في بلوشستان، تأتي اليوم وتتحدث عن حقوق الإنسان في البحرين، ولو أن الأمر جاء من غيرها لفهمناه، وربما وجدناه أمرا «مبلوعا» أما أن يأتي من نظام يمارس القمع العلني والسري ثم يطالب باعتدال الآخرين فهذا ما لا يمكن أن يصدقه عقل ولا يقره منطق.
المسألة ليست دينية ولا طائفية، المسألة مسألة قياس بالعقل والمنطق، نظام يقمع متظاهرين سلميين بالرصاص الحي، ويطالب الآخرين بضبط النفس أمام مد يتهدد أمن بلد خليجي، تلك لعمري مصيبة المصائب. ومن إيران إلى الكويت، هل يعقل أن نائبا يفترض به أن يمثل الأمة الكويتية يتحدث نيابة عن طائفة سنية كانت أو شيعية ويصور الأمر كمعركة بقاء النفس الأخير، ثم يلقي بتصريحات أقل ما يمكن أن توصف به أنها غير مسؤولة.
إيران كنظام، وليست كبلد، قمعي وقد سجلت قبل 6 أعوام لقاءات مع عدد من رموز المعارضة الأهوازية وجميعهم شيعة وأجمعوا على أن النظام الإيراني قمعي ولا يعرف سوى السلاح لغة مع المتظاهرين، فكيف لنظام كهذا أن يخرج علينا من يمثله ويطلب التعامل بإنسانية.
مملكة البحرين هي قلب الخليج النابض، ومن ينادي بضرورة رحيل آل خليفة، هو شخص ينفذ أجندة لا علاقة لها بالبحرين ولا مصلحة البحرين، هناك أخطاء وهناك ظلم في البحرين ولا شك ولكن حلها على طاولة الحوار بين النظام الحاكم وأبناء شعبه، أما أن تأتي النصائح من جارنا في الطرف الشرقي من الخليج فعليه أن ينصح نفسه أولا ويصلح شأن بيته ويرحم شعبه ثم يطالب بمظلوميات الشعوب الأخرى.
توضيح الواضح: 222 نائبا إيرانيا من أصل 290 هم أعضاء البرلمان الإيراني طالبوا بإعدام مجدي كروبي ومير حسن موسوي بتهمة تحريض الشباب على التظاهر بدعوى إخلالهم بالأمن، ولم أجد نائبا بحرينيا واحدا يطالب بإعدام من تسببوا بكارثة البحرين، وهنا المنطق البسيط يقول ان إيران تطلب الإعدام لمن يخل بأمنها من أبنائها، وتسمح بأن يُعبث بأمن بلد اخر وتريد توفير الغطاء السياسي له، بل والطائفي إذا اقتضت الضرورة.
ختاما قاتل الله السياسة عندما تختلط بأوراق الدين أو المذهبية، لأنها تقتل المنطق وتغيب العقل على الوجهين السني والشيعي سواء بسواء.
تعليقات