(تحديث1) قصف مجمع القذافي في طرابلس

عربي و دولي

القوات البريطانية تشارك بالعمليات الليبية لليلة الثانية، والصين تندد

3384 مشاهدات 0


أبرزت كبرى الصحف الصينية يوم الاثنين معارضة بكين القوية للغارات التي يشنها الغرب على ليبيا متهمة الدول التي تدعم الضربات بانتهاك الاحكام الدولية والمغامرة باحداث اضطرابات جديدة في الشرق الاوسط.
وظهرت أعنف ادانة للهجمات الجوية الغربية على قوات الزعيم الليبي معمر القذافي في صحيفة الشعب الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني وكشفت كيف يمكن للصراع ان يصبح نقطة توتر جديدة بين بكين وواشنطن.
واتهمت الصحيفة الولايات المتحدة وحلفاءها بانتهاك الاحكام الدولية على الرغم من ان الصين امتنعت عن استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة الصادر الاسبوع الماضي والذي سمح رسميا بالهجمات الجوية.
وشبهت الصحيفة الصينية الهجوم على مواقع ليبية بالغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 وقالت انه يكشف عن نمط للتدخل الغربي في شؤون الدول الاخرى. وجاء في تعليق للصحيفة 'العواصف الملطخة بالدماء التي اجتاحت العراق طوال ثماني سنوات ومعاناة شعبه التي لا توصف هي مراة وتحذير.
'الهجمات العسكرية على ليبيا بعد حربي أفغانستان والعراق هي المرة الثالثة التي تشن فيها بعض الدول عملية مسلحة ضد دول ذات سيادة.'
وعبرت الخارجية الصينية عن 'تحفظها الشديد' على التحرك العسكري. ويوم الاثنين قالت الوزارة ان مبعوثها الى الشرق الاوسط سيزور هذا الاسبوع اسرائيل ولبنان وسوريا وقطر والاراضي الفلسطينية.
وعلى الرغم من انه من غير المتوقع ان تذهب بكين الى ابعد من التنديد الشفهي للحكومات الغربية بسبب الغارات الا ان موقفها قد يكسبها نقاطا لدى دول عربية ودول أخرى اذا استمرت الغارات الجوية واوقعت المزيد من الضحايا.
وقال جيو شيان جانغ نائب رئيس المعهد الصيني للدارسات الدولية في بكين 'نفوذ الصين في الشرق الاوسط ينمو باضطراد عاكسا نموها الاقتصادي وهذا سيفرض على الصين ان تتحدث أكثر عن الشؤون الاقليمية.'
وحين قررت الصين الامتناع عن التصويت على قرار مجلس الامن اشارت بكين الى مطالبة العرب بقرار سريع من الامم المتحدة.
وقلما تستخدم الصين حق النقض في مجلس الامن لتعطيل القرارات وهي تلجأ للتهديد باستخدامه للتخفيف من اقتراحات غربية. وكانت قد امتنعت عن التصويت أيضا في القرار الذي سبق حرب الخليج عام 1991 .
ودعت روسيا التي امتنعت ايضا عن التصويت على القرار بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة في مطلع الاسبوع لوقف الغارات الجوية وقالت انها 'استخدام للقوة بشكل غير انتقائي' ضد اهداف غير عسكرية.

10:22:31 AM

في فرصة نادرة داخل قاعدة السلطة السرية للزعيم الليبي معمر القذافي اصطحب مسؤولون ليبيون صحفيين اجانب إلى مجمعه الحصين يوم الاثنين لاظهار مبنى قالوا انه دمر في هجوم صاروخي شنته القوات الغربية.
وعلى مسافة قصيرة من خيمة مضاءة يستقبل القذافي فيها ضيوفه بدت مظاهر الخراب على مبنى من ثلاثة طوابق وكانت هناك فجوة دائرية واضحة على واجهته.
وكان مراسلو رويترز في طرابلس قد سمعوا انفجارا في وقت سابق من الليل وشوهد دخان يتصاعد من اتجاه مجمع القذافي المترامي الاطراف الذي يضم مقر اقامته الخاص فضلا عن ثكنات عسكرية وغيرها من المنشات.
لكن لم يكن هناك دخان يتصاعد من المبنى الذي شاهدوه رغم وجود أنقاض وألواح من الخرسانة المبعثرة.
وقال مسؤولون انه أصيب بصاروخ في وقت متأخر يوم الاحد واتهموا القوى الغربية بمحاولة اغتيال القذافي.
وقال موسى ابراهيم المتحدث باسم الحكومة انه قصف وحشي وعرض قطعا من الشظايا التي قال انها من القذائف. واشار الى أن هذا يتناقض مع تصريحات أمريكية وغربية بانهم لا يهدفون الى مهاجمة هذا المكان.
وقال ابراهيم ان أحدا لم يصب في الهجوم. وامتنع عن قول ما اذا كان القذافي لا يزال داخل المجمع.
وتقول الولايات المتحدة انها لا تضع القذافي على قائمة اهدافها بينما تكثف دول غربية من العمل العسكري ضد ليبيا حيث يقاتل الزعيم المخضرم منذ شهر لسحق انتفاضة ضد حكمه.
وسمح لحشود من أنصار القذافي بدخول المجمع كدرع بشري ضد ضربات جوية محتملة ورددوا شعارات مناهضة للغرب منها 'يجب ذبح أوباما.'
وخلف الحواجز الامنية الكثيفة للمجمع كان ينظر الى السماء باهتمام جندي يحمل مدفعا مضاد للطائرات على شاحنة صغيرة.
ودوت اصوات النيران المضادة للطائرات في وقت متأخر من الليل على طرابلس. وسخر أنصار ملوحين بالاعلام عندما اضاءت طلقات مضيئة السماء المرصعة بالنجوم مثل الالعاب النارية.
واحتشدت قوات وميليشيات على طول جدار المجمع الاخضر الضخم ورقص البعض واشار البعض بعلامات النصر.
ورقص حشد من الناس على انغام أغان وطنية حماسية عبر مكبرات الصوت خارج منزل دمر في قصف للمجمع عام 1986 بطائرات مقاتلة أمريكية - وهو موقع يرمز لتحد انصار القذافي للغرب.
وجلس البعض بما في ذلك نساء تحملن الاطفال الرضع على وسادات متناثرة على العشب واستعدوا للبقاء طوال الليل. وكان أحد الاطفال ممسكا ببندقية لعبة لها فوهة وامضة.
وقال كثيرون انهم على استعداد للموت من أجل القذافي.
وقال معتز (45 عاما) وهو مهندس وكان يلوح بالعلم الاخضر 'أنا أحب القذافي فهو والدنا. سأموت من أجله ... أنا لست خائفا حتى لو سقط صاروخ من السماء الان.'

ومن جهة أخرى قالت وزارة الدفاع البريطانية اليوم ان ليبيا تعرضت الليلة الماضية الى قصف مستمر من قبل قوات التحالف الدولي مضيفة ان غواصة تابعة للبحرية الملكية انضمت الى القوات الامريكية مستهدفة الدفاعات الجوية لنظام معمر القذافي.
واضافت الوزارة في بيان انه تم اجهاض عملية واحدة كانت ستقوم بها مقاتلات (توريندو) الحربية بعد اكتشاف وجود مدنيين في الموقع المستهدف.
وسمعت اصوات الانفجارات بالقرب من منزل القذافي بالعاصمة الليبية طرابلس كما اشارت تقارير الى تعرض مجمعه السكني الى الدمار والاضرار رغم ان السلطات الامريكية شددت على ان القذافي ليس مستهدفا.
وقال البيان ان الغواصة البريطانية (ترافلغر - كلاس) المتمركزة في البحر المتوسط اطلقت صواريخ (توماهوك) مستهدفة الدفاعات الجوية في ليبيا خلال القصف لليلة الثانية على التوالي.
وقال المتحدث العسكري الجنرال جون لوريمار ان المملكة المتحدة وللمرة الثانية اطلقت صواريخ (توماهوك) الموجهة من غواصة (ترافلغر - كلاس) مؤكدا تصميم التحالف الدولي على تطبيق قرار مجلس الامن الدولي بفرض حظر جوي على ليبيا.
وحول الغاء عملية قصف كانت ستقوم بها المقاتلات البريطانية اضاف لوريمار انه تم الغاؤها بعد ورود معلومات الى القيادة بأن الموقع المستهدف يضم عددا من المدنيين.
وقال مقر رئاسة مجلس الوزراء البريطانية (10 داوننغ ستريت) ان القذافي مستمر في خرق القرار الدولي الاخير الامر الذي سيدفع التحالف الدولي الى الاستمرار بغية تقيد نظام ليبيا به.
واضاف متحدث باسم الرئاسة ان القذافي خلال الايام الماضية اعلن وقفا لاطلاق النار تم خرقه وعليه ان ينفذ قرار مجلس الامن الدولي مشيرا الى استمرار التحالف في عملياته الى ان يلتزم بمندرجات القرار الدولي.
وسيصوت النواب البريطانيون اليوم في مجلس العموم ازاء مشاركة بريطانيا في العملية العسكرية الدولية ضد ليبيا.
وتقف الاحزاب الرئيسية في البرلمان وراء العملية العسكرية التي يعارضها عدد ضئيل من النواب.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك