مواطن واسرته من 'تسونامي' اليابان يثمنون رعاية السفارة

محليات وبرلمان

2417 مشاهدات 0

الموطن وأسرته

اعرب المواطن الكويتي عبدالله مظفر الذي نجا وعائلته من كارثة الزلزال الذي ضرب اليابان والتسونامي الناتج عنه عن شكره وتقديره للرعاية التي وفرتها له السفارة الكويتية لدى اليابان.
وروى مظفر (49 عاما) الذي يتحدث اللغة اليابانية بطلاقة في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) عقب وصوله الى العاصمة طوكيو قادما من منطقة الزلزال كيفية نجاته واسرته المكونة من زوجته اليابانية ميوكي وولديه يوسف وكاظم وابنته ساره من الكارثة التي راح ضحيتها الالاف مبتدئا بحمد الله وشكره على نعمة الحياة والتمتع بالصحة عقب المأساة التي شهدها.
وقال انه يقيم في مدينة (كيسينوما) في مقاطعة مياغي (390 كيلومترا شمال طوكيو) منذ 23 عاما وقد تعود على الزلازل في اليابان الا ان الزلزال الذي اصاب المقاطعة مباشرة الاسبوع الماضي وما تبعه من (تسونامي) كان امرا كارثيا لم يعهده هو وسائر الشعب الياباني من قبل.
واوضح انه كان في ذلك اليوم وهو 11 مارس الجاري في موقع عمله وهو مدرسة لتعليم اللغة الانجليزية والتدريب الاكاديمي التي يملكها ويدير العمل بها بالقرب من منزله حيث كان ابنه كاظم وابنته ساره فيه لحظة حدوث الزلزال بينما زوجته كانت في الخارج وابنه الكبير يوسف في مأمن في مدينة (سنداي) التي تقع على بعد 90 كيلومترا جنوب مدينة (كيسينوما) في نفس المقاطعة.
وبين انه عند تمام الساعة الثانية والدقيقة 46 بعد ظهر ذلك اليوم وقع الزلزال وكان من شدته وقوته وطول مدته التي استغرقت اكثر من دقيقتين انه لم يستطع الوقوف على قدميه واحتمى تحت طاولة حيث كانت جميع الاشياء تتهاوى وبعد توقف الهزة العنيفة اخذ يزحف من المدرسة الى منزله حيث وجد ابنه وابنته بخير تحت طاولة وقد تهاوت جدران المنزل وما فيه من اثاث ومحتويات بالكامل.
وقال مظفر انه في تلك الاثناء عادت زوجته مسرعة ودعتهم الى المغادرة والهرب فورا الى مناطق مرتفعة بعد سماع الانذار حول قرب قدوم موجات التسونامي فهرعوا الى سياراتهم وتوجهوا الى المناطق المرتفعة بعد ان اصطحبوا والدة الزوجة التي تعيش بالقرب منهم وقد كان الطريق مزدحما والكل كان في حالة قلق واضطراب وخوف اثناء الهروب الى المناطق العالية.
واوضح انه بعد ان تم الصعود الى الهضبة شاهدوا منظرا مرعبا جدا عند النظر الى مدينتهم والمناطق المجاورة في الاسفل حيث كان فيما يشبه الدخان البني الكثيف قادما من المحيط وخزانات النفط الكروية كانت عائمة فيه كالكرات وحرائق عديدة متناثرة هنا وهناك.
وتابع مظفر سرد تجربته مع مأساة الزلزال بالقول انه بقى واسرته في السيارة على الهضبة طوال الليل بينما كانوا يشاهدون الحرائق في كل مكان تلتهم مدينتهم (كيسينوما) وفي صباح اليوم التالي نزل الى المدينة لتفقد منزله حيث كانت النيران منتشرة فيها وعند وصوله وجد المنزل وقد تحطمت جدرانه وكان غارقا بماء البحر الذي كان يصل الى منتصف جسمه كما كان ممتلئا بالاسماك الميتة اذ ان المدينة مشهورة بصيد الاسماك.
ومضى بالقول انه واسرته لجأوا لمدة خمسة ايام في منزل احد اقرباء زوجته حيث لم يتوافر هناك الماء والكهرباء بسبب الكارثة كما انقطعت خدمة الاتصالات الهاتفية وكانت الاغذية شحيحة وفي تلك الاثناء عاد ولده يوسف من (سنداي) حيث كان يدرس في الجامعة الى المنزل في (كيسينوما) بحثا عنهم بعد انقطاع الاتصالات.
واضاف مظفر ان ولده يوسف استطاع ان يتصل بالسفارة الكويتية عن طريق الموقع الاجتماعي على الانترنت (فيس بوك) حيث كان يبحث عن اسرته بينما لم يستطع هو ان يتصل بالسفارة الا بعد خمسة ايام من وقوع الزلزال عندما توفرت خدمة الاتصال المؤقت للطوارىء من المبنى الرئيسي في مدينة (كيسينوما) وتم عبر هذين الاتصالين الاطمئنان بين الابن واسرته.
وقال ان السفير الكويتي لدى اليابان عبدالرحمن العتيبي وفر لاسرته المواصلات اللازمة لنقلهم الى طوكيو حيث استضافتهم السفارة ووفرت السكن المؤقت لهم وما يحتاجون من لوازم للعيش ما يعكس اهتمام حكومة دولة الكويت بمواطنيها اينما كانوا ورعايتها لهم وهو شيء لن ينساه ابدا.
واعرب مظفر عن شكره وتقديره للسفير العتيبي واركان السفارة على الجهود التي بذلوها للاطمئنان على سلامته وسلامة افراد اسرته والاتصال به وبولده حيث تم الاطمئنان على بعض بواسطة السفارة التي لم تدخر جهدا في التخفيف من المعاناة والمأساة التي يعيشها بعد ان فقد كل شيء ولكنه سعيد ان من الله عليه وعلى اسرته بنعمة النجاة من كارثة الزلزال والتسونامي.
واوضح انه كان يعيش في (كيسينوما) اليابانية في سعادة الا انه خسر الان منزله ومدرسته التي بناها مؤخرا وسيعود الى بناء ما تدمر في بلاد احبها واحب مجتمعها واختارها سكنا الى جانب وطنه الكويت.
وقال ان عائلته بالكويت كانت قلقة عليه خلال تلك الايام العصيبة التي مر بها خصوصا مع انقطاع الاتصالات حتى تم تأمين الاتصال بينهم حيث سيرجع الى الكويت قريبا بينما يبقى افراد اسرته لمساعدة اليابانيين المنكوبين من الكارثة حيث ان لديهم الكثير من الاصدقاء سواء من الجيران او من المدارس وهم بحاجة الى المساعدة.
واعرب عن اندهاشه من النظام الذي يتحلى به اليابانيون حتى وقت الكوارث حيث لم يتدافع او يتصارع المنكوبون على الماء او الاطعمة او الخدمات المقدمة لهم كما في الكثير من الدول الاخرى حين تضربها الكوارث كما تميزوا بمساعدة بعضهم بعضا وبتقديم الاخرين للمساعدات للمنكوبين بشكل لافت وبتفان كبير.
وقال مظفر انه بالرغم مما اصابه فانه يرى نفسه محظوظا كونه نجا وجميع افراد اسرته وان يعيش التجربة الصعبة المتمثلة في اقسى ما قد تحمله الطبيعة من كوارث والمتمثلة في زلزال قدره 9 درجات على مقياس ريختر وموجات لا مثيل لها من التسونامي اضافة الى ما شاهده من تعاون وتعاضد المنكوبين اليابانيين لشد ازر بعضهم بعضا رغم بكائهم على ما فقدوه من احبة وممتلكات.
واضاف ان ما شاهده من اليابانيين في مواجهتهم للكارثة الطبيعية التي ألمت بهم شيء لا يوصف في حسن تنظيمهم وعدم حدوث اي مشاكل كالسرقات او الانتهازية في رفع اسعار السلع الاساسية وما شابه ذلك كما يحدث في بلدان عديدة وهم يقومون باعادة تأهيل انفسهم وممتلكاتهم بصبر وعزيمة وبشكل تطوعي وقد تعلم منهم ذلك حيث قام بتوزيع المساعدات الغذائية مجانا على المنكوبين المحتاجين من متجر غذائي يملكه شقيق زوجته.
من جانبه قال سفير دولة الكويت لدى اليابان عبدالرحمن العتيبي ل(كونا) ان السفارة الكويتية عينت فريقا خاصا للبحث عن الاسرة الكويتية وانقاذها وقد اتم الفريق مهمته واعاد الاسرة المنكوبة الى طوكيو.
واكد السفير العتيبي ان ما قامت به السفارة جاء ترجمة لتعليمات مباشرة من نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح ووكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله وهو ما يؤكد اهتمام دولة الكويت بمواطنيها ورعايتها لهم اينما كانوا خصوصا في وقت الكوارث والازمات.
وقال ان السفارة رتبت مسكنا لائقا لاسرة المواطن مظفر في العاصمة طوكيو حتى تعود الامور الى طبيعتها شيئا شيئا مضيفا ان السفارة مستعدة لتقديم المساعدة والدعم اللازم لكي تنهض الى الحياة مرة أخرى بعد ما ألم بها.
ووفقا لوكالة الشرطة الوطنية اليابانية فقد تأكد مقتل 8133 شخصا جراء الزلزال فيما لا يزال 12272 شخصا مفقودا وذلك حتى 20 مارس الجاري وقد كان لمقاطعة (مياغي) النصيب الاكبر من الضحايا اذ تاكد مقتل 4882 شخصا فيها لوحدها.

الآن-كونا

تعليقات

اكتب تعليقك