سعد العجمي يدعونا لرؤية بعض الأقنعة التي ستسقط في مناقشة استجوابي الفهد والمحمد ؟َ!
زاوية الكتابكتب مارس 20, 2011, 12:23 ص 2664 مشاهدات 0
زنقة زنقة يا نواب!
سعد العجمي
استجواب كتلة العمل الوطني الذي أرغمت الكتلة على تقديمه -على ما يبدو- إلى الشيخ أحمد الفهد يذكرني بمن اشترى مبنى تجارياً ودفع قيمته قبل أن يحدد نوع النشاط التجاري الذي سيقوم به، فالكتلة أعلنت تقديم الاستجواب لكن رحلة البحث عن محاوره مازالت مستمرة، وهي تواجه الكثير من العراقيل والعقبات، فإن وُضع ملف المجلس الأولمبي فهناك مَن سيقول إن المسؤولية منوطة بوزير المالية لكون الأرض أملاك دولة، والمجلس الأولمبي الآسيوي مجرد مستثمر، وإن تضمّن الاستجواب محور الإسكان فسيخرج مَن يصرخ ويقول متى كانت القضية الإسكانية محل اهتمام الكتلة، وإن وضعت خطة التنمية ومشاريعها ومناقصاتها فإن سهام الهجوم ستأتيهم من كل حدب وصوب والشاطر يفهم!
***
النائب علي الراشد غيَّر جلده أخيراً وقال إن دفاعه عن الحكومة ورئيسها طوال الفترة الماضية سبب له الأذى، ترى هل كان الراشد يدافع عن مبادئ وقناعات أم عن شخوص؟ ولماذا شنّ هجوماً كاسحاً على وزير الإعلام والنفط الشيخ أحمد العبدالله وهو الذي وقف مدافعاً عنه وعن نهجه الإصلاحي عندما استجوبه النائب علي الدقباسي؟ ولماذا أشاد الراشد بالنائب مسلم البراك في جلسة مناقشة مقتل محمد الميموني، منوهاً بكشف البراك تقرير مستشفى شركة النفط، وهو الذي ظل سنوات ينتقد مسلم في «الطالعة والنازلة» على حصوله على الوثائق والمستندات من مؤسسات الدولة؟! إنها حلقة من مسلسل «الزنقات» التي يعيشها «أبوفيصل» منذ سنوات.
***
النائبة رولا دشتي بعد سنتين من تمثيل الأمة تذكرت أن هناك حقيبة وزارية اسمها «الداخلية» يتولاها وزير كان اسمه جابر الخالد، لتصحو من سباتها فجأة عندما تولى الشيخ أحمد الحمود المنصب وتوجه إليه سؤالاً برلمانياً الأسبوع الماضي! قاتل الله الجمعية الاقتصادية والانشغال ببناء مقرها الجديد الذي سيكلف ثلاثة ملايين دينار تدفعها خزينة الدولة طبعاً.
***
من انتقد أو اعترض على نزول زملائه النواب إلى الشارع عندما فُرغ الدستور من محتواه وأُسقطت الحصانة البرلمانية عن النائب فيصل المسلم، أو عندما تم الاعتداء على نواب الأمة وبعض المواطنين في «ديوان الحربش»، لا يحق له أن ينزل إلى الشارع عندما تكون القضايا المطروحة تتفق مع أهوائه، هذا الكلام نوجهه إلى النائبين صالح عاشور وعدنان عبدالصمد، ونقول لهما، لسنا مثلكما ولن نصادر حقكما، انزلا إلى الشارع وعبّرا عن آرائكما، ولكنّ لنا طلباً واحداً فقط، عليكما أن تنتظرا النائب حسن جوهر عندما يقف إلى جواركما في تجمع عسى أن تكتشفا الفرق بين نواب الأمة.
***
النواب «العقلاء» الذين ارتفعت أصواتهم اليوم مطالبين بضرورة الإسراع في إجراء تغيير وزاري يشمل 6 حقائب على الأقل، يكسرون الخاطر ويثيرون الشفقة، وهم اليوم يذكروننا بالغراب عندما حاول تقليد سير الحمامة، بعد أن بات بقاء هذه الحكومة عامل استنزاف لرصيدهم الانتخابي، فهم قبل غيرهم يدركون أن قضية البقاء أو الاستقالة بالنسبة للحكومة بمنزلة بالع الموس.
***
لقاء النائب أحمد السعدون في قناة «الراي» الخميس الماضي جاء ليؤكد للشعب الكويتي أن السعدون فعلاً هو البرج الرابع في الكويت. السعدون إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، دقة، حضور، أدب، ذاكرة حديدية، روح شبابية، حجة قوية، مرجعية دستورية وتاريخية، وقبل ذلك وبعده، حس وطني لا يشكك فيه إلا حاقد. السعدون أطل علينا ساعتين كأنهما دقيقتان اكتشفنا خلالهما من يعطي الوطن ومن يأخذ منه من نواب الأمة!
***
استجواب الشيخ أحمد الفهد واستجواب رئيس الوزراء القادمان هما أشبه بحركة «كشف تسلل» نيابية، وإذا ما نوقشا رسمياً فإن بعض الأقنعة ستسقط، لكنني متأكد مثلما أنا متأكد أن الشمس تشرق من الشرق، أن نائباً أو نائبين في إحدى الكتل سيتأخران خطوتين ليضربا خط دفاع الكتلة ويسجلا في مرماها هدفاً قاتلاً وتصبح خطة كشف التسلل وبالاً عليها.
تعليقات