اليوم ولأول مرة أجد أن للشعوب العربية كرامة وأصواتاً تطالب بحرياتها، ولكنني خائفة من الفوضى.. مقتبس من مقال أروى الوقيان

زاوية الكتاب

كتب 1814 مشاهدات 0


 

منظور آخر: تويتر وذكريات التسعينيات
أروى الوقيان


أعتبر نفسي من محبي موقع «تويتر» الذي يجمعنا حول «تويتريات» يومية نحكي بها ما يجول في يومنا، وننشر قناعاتنا في ما نحب وما نكره، نكتب دون خوف أو ملامة، وهو نوع من التنفيس والتعرف على الغير بطريقة عفوية بعيدة عن التصنع.

هذا الأسبوع اكتسح «تويتر» ذكريات التسعينيات وأجزم أنها كانت «التويتريات» الأظرف على الإطلاق، فلقد تذكرنا أيام أشرطة الكاسيت والبيجر والمطاعم المشهورة آنذاك، حتى أني عدت فعلياً بذاكرتي إلى هذه الفترة في حياتي، ولن أصبح من أتباع من يعتقدون أن الماضي هو الأجمل دوماً، فنحن اليوم ننعم بتطور لم نكن لنحلم به، ولكن هناك أشياء في التسعينيات وددت أن تستمر حتى اليوم.

في التسعينيات لم أسمع عن حوادث قتل وتعذيب من قبل الشرطة للمواطنين والمقيمين و»البدون»، ولم أكن أعرف أن الشرطة عندنا تغتصب الأبرياء وتقوم بأشنع الأفعال على أجسادهم المسكينة، في التسعينيات كنت أظن أن رجال الشرطة وجدوا ليحموني وليس العكس، في التسعينيات لم أكن أعرف مدى الفساد الذي يعم البلاد لربما يرجع ذلك إلى جهلي آنذاك أو لأن تكنولوجيا الاتصال، بكل بساطة، لم تكن متطورة مثلما هي اليوم.

في التسعينيات لم تكن الصحافة تحمل هذا الكم من الأخبار السيئة، ولم أكن أقرأ سباً وقذفاً علنياً، كنت أظن أن هناك خطوطاً حمراء لا يمكن تعديها كما درسنا في كلية الإعلام، كانت قراءة الجرائد في التسعينيات ثقافة يومية لا هماً يومياً مثل اليوم.

في التسعينيات كانت الشعوب راضية بواقعها ومقموعة، فلم يتخيل أي منّا أن الشعوب العربية ستستطيع يوما أن تنتصر على الطغاة الذين أجادوا تقنين الرزق والحرية على شعوبهم، واليوم ولأول مرة أجد أن للشعوب العربية كرامة وأصواتاً تطالب بحرياتها، ولكني خائفة، وأنا أرى ما يحدث في البحرين الشقيقة وتونس ومصر وليبيا واليمن من فوضى مخيفة لست أعرف كيف ستتم معالجتها.

في التسعينيات لم أشهد أي كارثة طبيعية قوية، واليوم زلزال اليابان الذي يعتبر الكارثة الكبرى بعد الحرب العالمية الثانية يثير الرعب في قلبي ويشعرني بأن أيامنا القادمة ليست سوى مفاجأة بيد الله والقدر، وأننا لا نملك رغم كل هذا التطور المقدرة على التنبؤ بأي شيء أو التوصل إلى حلول تزرع الاستقرار في البشرية.

في التسعينيات كان أقصى طموحي الحصول على شهادتي الجامعية، واليوم بات أبسط طموحاتي أن يصل العالم إلى السلام الذي لم تنعم به الأرض منذ الأزل.

قفلة:

كتب الكثير من الكتاب عن «تويتر» لكن هناك من كتب عنه دون أن يتوخى الأمانة والصدق في نقل ما رآه، وهناك كتّاب وكاتبات لا يرغبون بشيء سوى تشويه المجتمع الكويتي، وهذا أرخص نوع من أنواع الكتابة، لأنه لا يعتمد على نشر الظواهر السلبية بل يبالغ في نقل ما يراه مع إضافة البهارات والحبكة والأكاذيب؛ ما يجعل من الموضوع مثيراً، ومن هنا أعلن استنكاري لوجود جرائد محترمة تفرد لهم ولأشباه الكتّاب مساحات للكذب دون أي احترام لعقلية القارئ.

 

 

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك