غنيم الزعبي عن السور الخامس: تجمع بعض المئات وخطب فيهم 5 أشخاص.. ثم حملوا عباس الشعبي على أكتافهم وداروا فيه.. وبس.. وهذي هي...؟!

زاوية الكتاب

كتب 1964 مشاهدات 0


 


في الصّميم 

السور الخامس والخادم الأسود الضخم 
 
كتب م.غنيم الزعبي

قبل أكثر من 70 سنة وعلى طرف أحد آبار الماء التي كان البدو يتزاحمون عليها ليسقوا إبلهم وغنمهم...حدثت مشاجرة بين احد عبيد التجار وهو رجل اسود ضخم الجثة.. طويل القامة.. وبين احد أصحاب الإبل.. الذي كان دوره قد أتى ليسقي إبله من (الجليب).. لكن هذا الخادم أراد تجاوز الدور ما أدى إلى غضب راعي الإبل الذي قام بدفعه من صدره.. فوقع على الأرض لكنه وقف على طوله واخذ يرعد ويزبد واحمرت عيناه.. حتى ظن المتواجدون انه قاتل هذا الرجل لا محالة وانه سيمزقه إربا إذا امسك به.. فتجمعوا عليه وامسكوه محاولين تهدئته وثنيه عن الفتك بذلك البدوي.. لكنه قاومهم وحاول الإفلات منهم.. وزاد عدد الرجال الذين يحاولون السيطرة على هذا الخادم العملاق لمنعه من ارتكاب جريمة قتل.. واستمروا على هذا الوضع أكثر من ربع ساعة وهم ممسكين به وهو يطيح بهم يمينا وشمالا.. حتى أنهكهم.. وأصاب الكثير منهم بجروح واتلف الكثير من أدوات الري الخاصة بهم.. وكذلك توقفت عملية السقيا من الجليب وتعطلت مصالحهم خاصة وان اغلبهم جاؤوا من أماكن بعيدة ويريدون العودة لأهلهم.. فأشار عليهم احد (الشيّاب) المتواجدين.. بان يتركوه.. وبعد أن افلت نفسه منهم.. اقترب من ذلك الرجل البدوي.. والجميع ينظر إليه معتقدين انه لاشك قاتله.. وتوقعوا هروب ذلك البدوي.. لكنه وقف مكانه ممسكا بأحد إبله.. دون أن يرف له جفن.. وعندما وصل له ذلك الخادم العملاق.. صرخ ذلك الأسود في وجهه مهددا إياه بأنه سيبلغ سيده عن تصرفه معه...وفجأة ساد صمت غريب بين الناس الذين صدموا من تصرف هذا الخادم الذين اعتقدوا انه سيقتل الرجل بدون تردد...حتى نطق ذلك (الشايب) الذي أشار عليهم بإطلاقه.. وقال (العن الله أبو هالوجه.. كسّرت عيالنا.. وحطّمت أدواتنا.. وعطّلت مصالحنا وهذي تاليتها؟).. وهجم عليه ذلك (الشايب) وتبعه الناس.هذا يصفعه وذلك يلكمه.. وآخر ينتقم منه من الإصابات التي حدثت به نتيجة إمساكهم.به.. واخذوا يضربونه مدة.
هذه القصة نوعا ما تنطبق على هالشباب الحلوين الذين أوقفوا الدنيا ولم يقعدوها.. وملئوا وسائل الإعلام المقروء والمرئي والانترت.. بكلمات السب والتهديد والوعيد كافة.. بأنهم سيقلبون الدنيا فوق تحت وأنهم سيحشدون عشرات الآلاف.. في ساحة الإرادة أو الصفاة.. ولم يكن للناس حديث في الأيام القليلة الماضية غير هذا التجمع وهذا الاعتصام الكبير..
وماذا حصل في النهاية.. تجمع بعض المئات وخطب فيهم 5 أشخاص.. ثم حملوا عباس الشعبي على أكتافهم وداروا فيه.. وبس.. وهذي هي...
الآن هناك شعور عارم بالغضب أكثر من الشماتة تجاه هؤلاء الشباب.. فقد أوقفوا البلد وعطلوا مصالح الناس.. واظهروا الكويت أمام العالم بمظهر سيء وصوروها بأنها مليئة بالفساد.. وان الديمقراطية الكويتية غير فاعلة..
لكن لا الشعب الكويتي صدقهم ولا الإعلام العالمي اهتم بهم.. يقول احد زملاء العمل انه التقى في مقهى احد الفنادق بصحفي أجنبي جاء للكويت لتغطية هذه التظاهرة.. يقول زميلي بعد أن أوضحت له الصورة الحقيقية.. وهي أن هؤلاء كانوا ينتقدون المسؤول التنفيذي الأول في البلد بل وفي كثير من الأحيان يسبونه ويشتمونه.. ومع هذا لم يمسسهم احد.. وكذلك شرحت له الكثير من الحقائق عن وضع البلد.. يكمل زميلي.. سألني هذا الصحفي:
-أريد أن أتأكد منك عن هذه المعلومات.. أنا أتيت من بلد ادفع نصف دخلي فيه للضرائب.. وأنفق الربع على الأكل.. وكذلك مررت بكل البلدان المحيطة بكم والتي لا يجرؤ الناس فيها على انتقاد (لون سيارة).. أحد المتنفذين فيها..
ومع هذا انتم لا تدفعون ضرائب وستأكلون مجانا لأكثر من سنة.. وتنتقدون رئيس الوزراء الذي هو قطب من الأسرة الحاكمة.. بل وتسبونه وتسخرون منه.. ولا يحدث لكم شيء...؟
رديت عليه نعم كل هذه المعلومات صحيحة.. بعدها فاجئني هذا المراسل الأجنبي.. بسؤالي عن الأماكن الترفيهية في البلد والمناظر التي تستحق الزيارة في الكويت.. سألته وماذا عن مهمتك الصحفية لتغطية المظاهرة؟ قال لي أي مظاهرة؟ سأتصل بوكالتي واخبرهم عن الحقيقة وسأمضي اليومين في التنزه في بلدكم (الجنة).. قالها حرفيا..

 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك