نجاد في قمة ترحيل البنود

عربي و دولي

430 مشاهدات 0


 

(تعليق سياسي)

إن من أمتع المهام الصحفية تغطية مؤتمرات القمة الخليجية،حيث الكرم والترف والفخامة والحقائب والأقلام الفاخرة، مقارنة بتغطية خبر يكون الصحفي فيه بين متظاهرين وشرطة مكافحة شغب ، و كل طرف يخطئ هدفه فيتساقط ما يتراشقون به على رأس الصحفي. وفي القمم الخليجية يستطيع الصحفي أن يكتب بدون أن يحضر المؤتمر فأهم القرارات تأتي على شكل 'بنود تُرحّل من قمة إلي أخري'.أما كيف استطاع الصحفيون لعب ذلك فمرجعه إلى نجاحهم في حل معادلة سير الأمور في القمم الخليجية، لقد وجد الصحفيون أن طرفي هذه المعادلة هما السيادة الوطنية ودبلوماسية الأدب الجم .
إن ذريعة التمسك بالسيادة الوطنية التي مارسها أكثر من طرف خليجي قد حالت دون مرور الكثير من المشاريع التنموية والأمنية والسياسية التي كان المواطن الخليجي في أمس الحاجة لها.أما طرف المعادلة الأخر فهو دبلوماسية الأدب الجم من قبل الأطراف الأخرى فليس هناك ضغوط ولا رأي اغلبيه ولا قرارات ملزمة ، بل هي قرارات استرشادية يمكن أن  نساويها دون حرج بالنصيحة. 
في قمة مجلس التعاون الثامنة والعشرون سوف يتضمن البيان الختامي 'لم يصدر حتى هذه اللحظة ' إعراب دول المجلس عن القلق من تداعيات الملف النووي الإيراني وحقها ببرنامج سلمي تشرف عليه الوكالة الدولية ، وعلى الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل تأسيسا على ما تم في مؤتمر أنا بوليس للانسحاب من الأراضي العربية المحتلة.
وسيؤكد البيان على ضرورة إنهاء العنف في العراق ووحدة أراضيه ، بالإضافة إلى ضرورة إن يتوصل اللبنانيون إلى وفاق في مسألة انتخاب رئيس جديد لهم .وسيضم البيان أيضا ما يدعو إلى الاستمرار في  مكافحة الإرهاب وأخيرا دعوة إيران إلى ضرورة إنهاء مسألة الجزر الامارتية المحتلة بالطرق السلمية.
في مجال الإنجازات التي سوف تسقط من قائمة ما يرحل من بنود الإعلان عن قيام السوق الخليجية المشتركة فقط.

الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حضر القمة متأثرا بعقلية جيرانه الخليجيين فجاء متأبطا 12 مقترحا للتعاون وكأنه يقول للمؤتمرين أضيفوها إلى مايرحل من بنود إلى القمم القادمة،ولن أتردد في الحضور حتى تصبح إيران بفضل الأقدمية عضو في المجلس.  لقد كان يعرف استحالة تنفيذ جلها ومن ذلك أنشاء مؤسسات أمنية للتعاون بين ضفتي الخليج ، وهنا نتعجب من قدرة الرئيس نجاد على القفز من فوق الأسلاك الشائكة، حيث نتساءل إن كان يرى ضررا في قيام مقر هذه المؤسسة في جزيرة أبو موسى أو طنب الصغرى أو الكبرى . كما اقترح بكل بساطة إلغاء تأشيرات الدخول بين إيران ودول المجلس مشرعا الأبواب أمام فيضان الهجرة من إيران إلى الجزيرة العربية .

لقد تجاهل نجاد صوت مؤقت القنبلة الذي لا زال يدق بعنف ويتردد صداه في أرجاء المعمورة، ليطلب في البند 12 من مقترحاته تنشيط السياحة بين دول الخليج وإيران .وحيال ذلك ليس في وسعنا إلا إضافة طلبه إلى البنود التي سوف تُرحّل من قمة إلي أخري.

 

 

كتب فايز الفارسي- الدوحة -الآن

تعليقات

اكتب تعليقك