وائل الحساوي لأحمد الخطيب: لماذا لا تقص على الشباب القصة كاملة، وتخبرهم عن نتائج قيادتك لدعوات القومية والبعثية ؟!

زاوية الكتاب

كتب 2873 مشاهدات 0


د. وائل الحساوي / نسمات / لماذا لا تقص القصة كاملة؟ 
 
وقف عرّاب القومية العربية السابق الدكتور أحمد الخطيب في ساحة التغيير ليلقي على الشباب المجتمع خطبة عصامية «أنتم جزء من الشباب العالمي في كل مكان، وأنتم تسطرون تاريخاً جديداً وتحركاتكم تنقلنا لعالم جديد تختفي فيه كافة الفروقات الطائفية والعنصرية والعرقية وما قاده شباب تونس ومصر، حيث انتشرت لبقية الدول حتى وصلت إلى الصين، والحكام العقلاء عرفوا مطالب الشعب وبدأوا بالخطوات الإصلاحية... ونحن بالكويت بحاجة لتعديل القضاء وإلغاء جهاز أمن الدولة فلا توجد أجهزة تركز على الشعب، والحكومة فرقتنا لطوائف وجماعات وتاجر وفقير، والموضوع مو تغيير شخص بل تغيير منهج بأكمله» وأكد الخطيب أن هذه الثورة مستمرة الى أن ترجع الكويت لطبيعتها «ونحن لسنا مثل غيرنا فلدينا دستور شاركنا بكتابته وأقسمنا عليه».
بداية، فنحن نوافق الخطيب في جميع ما قاله عن الشباب وأنه وقود التغيير وأمل الأمة ونوافقه على أن دولتنا تستحق ما هو أفضل: من حكم صالح وحكومة قوية وانجازات كبيرة، ونوافقه بأن جهاز أمن الدولة هو نظام عقيم ولابد من إزالته أو توقيف تسلطه على الأبرياء.
لكننا نسأل الخطيب وبصراحة: لماذا لا تقص على الشباب القصة كاملة، لماذا لا تخبرهم بأن دعوات القومية العربية والناصرية والبعثية والاشتراكية التي كنت من كبار قادتها في الخمسينات من القرن الماضي (أكثر من 60 عاماً) قد رفعت الشعارات نفسها ونفخت في الشباب روح التمرد والانقضاض على الأنظمة الرجعية في العالم العربي، وقادت الثورات الدموية لاسقاط الملكيات واستبدالها بالجمهوريات، فماذا كانت النتيجة؟!
أسقطوا الملكية في العراق ليأتوا بالشيوعيين ثم البعثيين الذين لم يتركوا في العراق طرفة أمل بل دمروا كل خير فيه، أسقطوا الملكية في مصر ثم جاءوا بالعسكر الذين خنقوا الشعب المصري إلى أن انتفض وقال لهم: كفاية، أسقطوا الملكية في ليبيا وجاءوا بأبشع نظام إجرامي شهده التاريخ، أسقطوا الملكية في اليمن ثم جاءوا بالشيوعية الحمراء والبعثية والعساكر، وهكذا الأمر في تونس والجزائر والصومال وغيرها.
أليست هذه هي الشعارات نفسها التي لا يزال الخطيب يرددها اليوم على شباب أغرار ليجعلهم وقوداً لحرب مدمرة لا نهاية لها وليفجر المجتمعات المسلمة تحت مسمى محاربة الفساد وتغيير الحكومة.
إن الخطيب يتكلم اليوم عن تغيير منهج بأكمله بينما هو وأصحابه من كانوا يحاربوننا عندما تحدثنا عن تغيير المنهج وإصلاح الدستور وتعديله، حيث اعتبروه من المقدسات التي لا يجوز المساس بها، وحاربوا الدعوة الإسلامية عندما طرحت منهجاً للإصلاح يختلف عن منهجهم وحرضوا الحكومة على كل من لا يسير في ركبهم، بل وإنهم هم من قسّم المجتمع إلى طوائف وأحزاب وشجع كل من تمرد على الحكم، ولا نريد أن نسرد القصص الكثيرة التي تثبت كل ذلك.
أتمنى من الخطيب أن يخبر الشباب بالقصة كاملة لأن التاريخ لا ينسى وقد سجلها وسيقصها على الأجيال مهما أخفاها صانعوها.
وكفاكم تثويراً للشباب وتحويله إلى وقود لثوراتكم الفاشلة التي دمرت البلاد وأشعلت النيران ولا تزال.
إن ما حدث في تونس وليبيا ومصر وقبلها في العراق ما هو إلا نتائج انتفاضة الناس على الرموز التي صنعتموها وألهيتموها وأشقيتم المسلمين عقوداً طويلة بها.
 
 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك