قضية 'البدون' باخنصار في مقال نبيل العوضي ؟!

زاوية الكتاب

كتب 2668 مشاهدات 0


 

كلمة صراحة
 

«البدون» ودوران العجلة

 
كتب , نبيل العوضي


 
هذا المقال قد يختلف عليه الكثيرون وقد يتشنج البعض عند قراءته وستأتيني كالعادة تعليقات أرأف لأصحابها ذلك لأن البعض من يقرأ كلامي ربما يكون مقتنعا برأي ومتعصبا لرأيه ولا يقبل أي شخص يخالفه، والبعض ربما ينظر لكاتب المقال دون قوله فيصدر حكمه غير المنصف، والبعض ربما اتهم النوايا ونسي الأفعال والأقوال.
حديث الساعة اليوم عندنا هو موضوع (البدون) ولا يخفى على أحد أن العالم اليوم يترقب ما سيحدث لهذه الفئة التي عاشت وترعرعت في هذه الارض الطيبة، ووكالات الانباء العالمية تنقل ما يتعلق بهذه الفئة اولا بأول، والمنظمات الدولية اصبحت معنية بهذا الملف وليست فقط مراكزنا المحلية، اذا القضية يجب الا تثير حساسية البعض او مبالغته في ردود الفعل.
(البدون) فئة من الناس عاشت ما يقارب الخمسين عاما على هذه الارض، والجيل الذي يتحدث اليوم باسمهم لا يعرف غير الكويت وطنا، والكثير من شباب وفتيات البدون جاهدوا وكافحوا ليحصلوا على التعليم والمعرفة، وهم اليوم معنا عسكريون واعلاميون وبعضهم يملك شهادات عالية وليسوا كالأجيال السابقة.
حرمت هذه الفئة الكبيرة من أغلب الحقوق الانسانية ولفترة طويلة من الزمن، كانت الوعود السابقة غير صادقة وأشبه ما تكون بإبر التخدير، الاعلام للاسف لم يتناول القضية بدرجة كافية من المصداقية، بل هناك توجه واضح من قبل بعض الجرائد في التعتيم على المعاناة التي تعيشها تلك الفئة.
التصريحات من بعض المسؤولين والشخصيات الكبيرة – للأسف – لم تكن تراعي الوضع المأساوي التي تعيشها هذه الفئة، حتى من بعض ممثلي ومسؤولي جمعية حقوق الانسان الكويتية!! ووصل الامر الى ترهيب هذه الفئة حتى من اللجوء للمحاكم لأخذ حقوقها!! بل الأخطر من هذا كله هو عدم الاعتراف ببعض الاحكام القضائية والضرب بها عرض الحائط اذا كانت من صالح احد (البدون)!! وعندي امثلة من هذه الاحكام.
يعيش اغلب (البدون) وضعا كارثيا ومأساويا بحيث لولا التسول عند اللجان – مع الاعتذار لهذا الاسلوب – واعطاؤهم من الصدقات اليسيرة لما استطاعوا البقاء احياء!! والبعض منهم يعمل في وظائف مزرية مع امتلاكه لشهادة جامعية وربما حصل آخر الشهر على 150 دينارا ينفق على اسرة أو اسرتين!! ونحن نعيش في زمن الغلاء الفاحش!!
عملت حلقات تلفزيونية عديدة على قناة (الراي) وتلفزيون «الوطن» وصورت مقاطع تذيب القلب ودخلت بيوتا لا استطيع نسيانها من ذاكرتي، وعملت مقابلات مع شيوخ وعجائز كنت أبكي وان أسمعهم.
الحمدلله ان العجلة بدأت تدور والسفينة تحركت، واول الغيث الحقوق الانسانية جميعها وبغير شروط، وأرجو ان تكون قانونا لا قرارا، وارجو الانتهاء من ملف التجنيس مباشرة وعدم المماطلة فيه، فالمستحقون للتجنيس لا يجوز تأخيرهم لأنهم بهذا يتضررون اشد الضرر.
كنا نقولها قديما ونقولها الآن (البدون) قضية انسانية بالدرجة الاولى ولا يجوز التعامل معها من باب المصالح السياسية أو الطائفية، فهم بشر مظلومون ويجب علينا ان نرفع الظلم عنهم، و(من نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة) وأوجه شكري الجزيل للتوجيهات السامية من القيادة بسرعة النظر في موضوع (البدون) وحلها حلا عادلا يرضي الاطراف كلها، اسأل الله ان يفرج هم المهمومين وينفس الكرب عنهم، وان يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء وشر وبلاء، وان يؤلف بين قلوبنا ويصلح ذات بيننا.
٭٭٭
الومضة (الاثنان ومائة): قال (سفيان الثوري): (ليس شيء أقطع لظهر ابليس من قول لا اله إلا الله).
نبيل العوضي

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك