عبداللطيف الدعيج يعتبر الحديث عن خلافات 'أسرة الحكم' مبالغة، في دولة يحكمها دستور ويترأسها 'امير' ؟!
زاوية الكتابكتب مارس 8, 2011, 9:44 ص 2321 مشاهدات 0
الأمير وليس الأسرة من يحكم
كتب عبداللطيف الدعيج :
يبدو لي ان الحديث عن دور الاسرة الحاكمة هذه الايام مبالغ فيه الى حد كبير. سواء هذا الذي يتحدث عن دور خلافاتها واثر التنافس المزعوم بين اجنحتها في نشر القلاقل في البلد، او دور التقاتل الفردي بين ابنائها على المراكز والمسميات في تعطيل القرارات وخلق الازمات التي تعصف بنا هذه الايام.
نحن هنا دولة، يحكمها دستور ويترأسها «امير» تحت امرته حكومة تهيمن دستوريا على شؤون الدولة ويشاركه مجلس امة يخضع جزئيا لوصايته ومراقبته. اذاً.. ما دخل الاسرة الحاكمة في الامر ؟!! انا اعلم ان الاسرة، اي اسرة، تؤثر في ابنائها بقدر ما تؤثر وتتأثر ايضا برجالاتها. لكننا هنا نتحدث عن «رئيس دولة» تخضع له سلطات ويحميه دستور ومؤسسات بعيدة عن هيمنة او سيطرة الاسرة الحاكمة او غيرها.
ان الامير وولي العهد ايضا في الكويت، محصنان. ولا تملك الاسرة الحاكمة منفردة او حتى بانضمام مؤسسات الحكم مثل الحكومة ومجلس الامة لها، لا تملك عزل الامير او حتى التدخل في صلاحياته. الدستور واضح وصريح هنا في المادة 176 «.. صلاحيات الأمير المبينة في الدستور لا يجوز اقتراح تنقيحها في فترة النيابة عنه..». اذا كان هذا واضحا فان نفوذ او هيمنة ابناء الاسرة الحاكمة يبقى محدودا وغير مؤثر بشكل مباشر في سلطات، لا رئيس الدولة ولا الحكومة التي يختارها. انا اعلم ان «الامير» يجتمع مع ابناء الاسرة ويسمع لوجهة نظراغلبيتها وهذا ما حدث عند اختيار الامير الراحل لولاية العهد. ولكن هذا اللقاء او التشاور ليس الزاميا وليس هناك نص عليه لا في قانون توارث الامارة ولا في غيره.
ان هناك مبالغة في القاء اللوم على صراع وخلافات اجنحة او افراد اسرة الحكم، وسبب هذه المبالغة في نظري يعود الى اننا ما زلنا نعيش تحت هيمنة العقلية والخبرات القديمة التي كانت نتاج مجتمع عشائري احتل«الشيوخ» فيه مكانة مميزة بوصفهم ابناء الاسرة الحاكمة. هذه الايام وفي الدولة والمجتمع المدني الخاضعين للدستور والقوانين ليس للشيوخ من العائلة الحاكمة او حتى من ذرية مبارك الكبير اي وضع خاص، مقنن او غير مقنن. وربما هنا المشكلة وهنا تكمن العلة. فالشيوخ توارثوا «سلطتهم» وامتيازاتهم بحكم الواقع، ووفقا للتقاليد والموروث القديم الذي تربوا عليه هم، كما تربى عليه الناس ايضا.
من هنا لا يزال البعض يرى ان لابناء الاسرة او للاسرة نفسها قدرة على اتخاذ القرار والتأثير في السياسة العامة. ربما يكونون محقين وربما الحال كذلك بالفعل. لكنه بالتأكيد واقع مخالف لنظام الحكم ومتناقض والدستور الذي خول رئيس الدولة وحده وبمعزل عن الاسرة حق الحكم.
عبداللطيف الدعيج
تعليقات