الخوف من اكتشاف نهب الثروات عبر المارقين والطبالين يراه علي الطراح سببا لخوف السلطة من التغيير ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1909 مشاهدات 0


من حوائط الحمامات الى الحوائط الالكترونية

 
كتب , د.علي أحمد الطراح
 

 
حركة التغيير العربية في غاية التعقيد، فهي حركة شبابية محركها عالم الحوائط الالكترونية.الحوائط كانت دائما هي ملاذ التعبير سواء كانت في الحمامات او المدرسة وفي الشوارع وهي تعكس الحاجة الانسانية للتعبير عن حالته المزاجية وحتى الحدائق مثل الهايد بارك هي ملاذ للتعبير، وبعض الجامعات وضعت لوحات كتابية يعبر الطلاب عن احتياجاتهم ويتبادلون التعليقات ومن ثم جاءت الحوائط الالكترونية لتحل المشاكل وتسكر حاجز المنع الذي يمارس ضد رغبة التعبير.
ظهور شبكات التواصل لتحل مشكلة التعبير الانساني الذي كثيرا ما يواجه بالغضب من قبل السلطة، فاليوم حوائط الفيس بوك، وماي سبيس وتويتر هي تطور انساني يلبي حاجة انسانية تجمع التنوع البشري وتتحدى الحدود الجغرافية والسلطة السياسية وتعلن عن قوة جديدة لا يمكن اخضاعها لوسائل الرقابة التقليدية وهي وسيلة لتكوين شبكات من العلاقات الاجتماعية بين البشر، فالزواج والعمل والتخاطب ورغبة التعبير عن المكبوت جميعها وجدت مخرجها في الحوائط الالكترونية.بعض من علماء النفس يجدون بالحوائط الالكترونية تعبير عن الغربة والانعزال الذي أصاب الانسان، فهم يرون بالتقنية الحديثة باعتبارها قوة حجبت او قلصت التواصل الانساني المباشر والبعض يرى فيها وسيلة لنقل الأفكار والتأثير بالتوجهات العامة وحتى بمنظومة القيم الاجتماعية.
اليوم نحن نواجه بانقلاب كبير في السلوك الانساني في المجتمعات العربية، فالشباب هم الغالبية، وهم الفئة الأكثر معاناة وهم الأكثر في استخدام الحوائط الالكترونية وهم اليوم القوة الكبيرة التي تحمل رغبة التغير، وهم التحدي الكبير لمجتمعاتنا العربية التي همشت الشباب ولم تعترف بوجودهم.الحركات الشبابية هي نتاج للعولمة وقوتها التغييرية التي لم تعد الحكومات قادرة على التصدي لها.ومن الطريف بان اليوم كثير من الساسة العرب لجأوا للحوائط الالكترونية لاستقبال التعليقات ومحاولة التواصل مع الفئة الكبيرة في مجتمعاتنا.
والحديث عن الحوائط الالكترونية يدعونا للتفكير في كيفية التعامل مع موجات التغير باعتبارها استحقاقات لا يمكن تجاهلها.فكما يقال بان السرعة هي التي تحكم التواصل بين الشباب، فاليوم هم يحددون تواريخ التنادي والتجمهر للتعبير عن رغباتهم، فكما يقال بان 25 يناير أصبح تاريخا ورمزا للمصريين سوف يجمعهم للاحتفال السنوي مثله مثل عيد الحب والأم والأسرة وهي مناسبات تبقى لاصقة في الأذهان لا يمكن محوها.
الحكومات العربية تلجأ الى وسائل الترضية وهي دائما تنصب على الحاجة المادية وتغفل الحاجة الانسانية التي تفوق المادية، فالحلول المادية لن تجدي في استيعاب مطالب التغيير التي تجتاح المجتمعات العربية.فالمشكلة تتجسد في التباعد بين السلطة والشعب، حيث السلطة دائما غير قادرة على فهم استحقاق التغيير وهي دائما ترى بانها تحكم أوراق اللعبة ونجدها تنتهي بالسقوط.والسؤال لماذا نخاف التغيير؟ الاجابة جدا بسيطة، وهي اجابة كشفت لنا عنها وسائل الأعلام التي كشفت نهب الثروات للسلطة ومن حولها من مارقين وطبالين ومثقفين الذين يرون في تزوير الحقيقة ونقلها لصانع القرار ومن ثم يكتشف من يصنع القرار بانه كان مظللا ولكن بعد فوات الأوان.
وعلى المحبة نلتقي،،،

د.علي أحمد الطراح 

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك