عشرة أعوام على ذكرى التدمير المأسوي لتماثيل بوذا

منوعات

1317 مشاهدات 0

ايرينا بيكوفا مديرعام منظمة اليونسكو

 تحيي اليونسكو الذكرى السنوية العاشرة للتدمير المأسوي لتمثالي بوذا العملاقين في باميان، مع منتدى عن الحدث واجتماع للخبراء سيبحثان، لمدة يومين، في سبل الحفاظ على المشهد الثقافي العام والبقايا الأثرية في وادي باميان وإتاحة عرضها على الجمهور.
وقبيل الذكرى العاشرة، حثت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا، التي ستفتح الاحتفال في مقر اليونسكو، المجتمع الدولي على حماية تراث الإنسانية من الاضطراب والقرصنة السياسية والسرقة: وقالت: 'قبل عشرة أعوام، شهدت اليونسكو عاجزة، كما المجتمع الدولي، تدمير طالبان تماثيل بوذا الرائعة في باميان. ولأن في إمكان التراث الثقافي تحسين التفاهم والاحترام المتبادلين، دمرت طالبان التمثالين التذكاريين اللذين انتصبا طوال ألف ونصف ألف سنة كشهادات اعتزاز على عظمة إنسانيتنا المشتركة'.
وأضافت بوكوفا: 'مذ ذاك، شهدنا حالات أخرى وقع فيها التراث الثقافي فريسة الصراع، والاضطراب السياسي والسرقة. يجب علينا جميعًا، حكومات ومربين ووسائل إعلام، زيادة الوعي بالمعايير التي وضعتها اتفاقية التراث العالمي عام 1972، واتفاقية لاهاي في شأن حماية الممتلكات الثقافية في حال نشوب نزاع مسلح وبروتوكولها، والاتفاقية في شأن وسائل حظر الاستيراد غير الجائز للممتلكات الثقافية ومنعه، ومنع تصديرها ونقل ملكيتها'.
وقد قامت اليونسكو بمشاريع كبرى كثيرة للإبقاء على الآثار في أفغانستان: في العام 2003، أدرج المشهد الثقافي والبقايا الأثرية في وادي باميان على قائمة اليونسكو للتراث العالمي وقائمة التراث المعرض للخطر. ونفذت اليونسكو مشروعًا على مراحل ثلاث - وقد اكتملت تقريبًا الآن - للحفاظ على التجاويف التي تحتوي تماثيل بوذا في باميان واللوحات الجدارية الخاصة بها. فقدمت اليابان معظم التمويل للمشروع، بما سمح أيضًا بصون أجزاء التماثيل. وتشمل المبادرات الأخرى التي تقودها اليونسكو إعادة تأهيل المتحف الوطني في أفغانستان، والعمل للحفاظ على المئذنة والبقايا الأثرية في جام (أدرجت في قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2002)، وحملة دولية لإعادة الممتلكات الثقافية الأفغانية المنقولة إلى البلد.
سيكون التسامح والتقارب الثقافي موضوع المنتدى التذكاري في مقر اليونسكو في 2 آذار/مارس، يليه اجتماع فريق الخبراء العامل التاسع لباميان في 3 و4 آذار/مارس، وكلاهما تم تنظيمه مع البعثة الدائمة لأفغانستان في اليونسكو.
وسيكون بين المتحدثين في المنتدى الدولي 'نحو التقارب الثقافي والتسامح'، وزير الإعلام والثقافة في جمهورية أفغانستان الإسلامية الدكتور سيد مخدوم رهين، وكذلك عبد العزيز التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافية (إيسيسكو)، ومحمد قاسم فازلي السفير والمندوب الدائم لأفغانستان في اليونسكو والإيسيسكو، مادانجيت سينغ سفير النوايا الحسنة لليونسكو، وحبيبة سرابي حاكم مقاطعة باميان.
وسيكون مستقبل ثغرتي تمثالي بوذا والخيارات لعرض آثار بوذا من الموضوعات التي سيبحث فيها الاجتماع التاسع لفريق الخبراء الخاص بباميان في اليونسكو الذي سينعقد يومي 3 و4 آذار/مارس. وسيضم الاجتماع مسؤولين أفغانًا، وخبراء دوليين، وكذلك الجهات المانحة وغيرهم من المعنيين.
لا تؤيد اليونسكو فكرة إعادة بناء تمثالي بوذا، ولكن سيبحث اجتماع الخبراء في سبل أخرى لعرض بقاياها والتجاويف التي تحتويها مع الاستمرار في البحث والإبقاء على المشهد الثقافي في باميان. ويشهد الموقع على غنى المنطقة بمدرسة قندارة للفن البوذي، والتي تكاملت فيها، بين القرنين الأول والثالث عشر، مختلف التأثيرات الثقافية من الشرق والغرب. وتضم الممتلكات الكثير من المجموعات والأمكنة المقدسة الرهبانية البوذية، فضلاً عن الصروح المحصنة من الحقبة الإسلامية.

الآن:فالح الشامري

تعليقات

اكتب تعليقك