على عكس ما يتم تسوّيقه بالإعلام، عبدالهادي الصالح يؤكد ان الشعب البحريني لا يريد إسقاط النظام ؟!

 
في البحرين الشعب لا يريد إسقاط النظام 
 
الثلاثاء 1 مارس 2011 - الأنباء
 
 

هكذا رأينا وسمعنا من المعارضة الرئيسية في مملكة البحرين الشقيقة. نعم هناك من يرفع مثل هذه الشعارات، ولكنها من المؤكد انها خارج فكر وأجندة هذه المعارضة التي لم يكن لها يد في المظاهرة الأولى، لولا المواجهة الرامية التي راح ضحيتها بعض الشهداء والتي التقت القيادة البحرينية الملكية لتشاطر شعبها هذا الحدث الجلل. ثم انها ـ المعارضة الرئيسية البحرينية ـ والتي تقودها جمعية الوفاق وثلة من علماء الدين الكبار لها قناعة مؤكدة في الحوار الوطني مع السلطة السياسية، بل كانت تلح على الحوار لمحاولة حلحلة القضايا والمشاكل العالقة، فكانت النتائج – حسب قول المعارضة – إما أنه لا مجيب لهذا الإلحاح أو انه لا يستجاب لهذه المطالب بصورة أو بأخرى، وقد فهمنا ان هذه المعارضة تملك الآن زمام القيادة والتأثير على الشارع الذي بلغ به اليأس والملل بحيث انه لا يريد العودة القهقرى لإعادة الأمور مرة أخرى من الصفر، ولذلك تعتقد هذه المعارضة ان دخولها الى هذا الحوار الجديد دون ضمان مؤكد للاستجابة لمطالبها السياسية والشعبية فإن أي فشل سيؤدي الى فقدان المعارضة لثقة الشارع وستفلت الأمور من يدها عندما تسقط مصداقيتها بعد كل هذه التضحيات. أما السلطة السياسية فيبدو انها الآن جادة في مثل هذا الحوار وضمن سقف مفتوح بالإطلاق على ألا تكون هناك شروط مسبقة، كما ان السلطة تؤكد ان قلبها على شعبها في ظروف صعبة من الداخل والخارج، وانها تواجه تحديات كبيرة والأمر بالغ الخطورة! وان من المصلحة الوطنية ان يبدأ هذا الحوار ويهدأ الشارع والتغيير سوف يحدث وإن احتاج لمزيد من الوقت. من المؤكد ان المعارضة تطالب بتغييرات جوهرية في النظام الدستوري وإن كان في كنف العائلة الملكية آل خليفة الكرام. وان السلطة السياسية وإن تحفظت لكنها ترحب بالحوار المطلق. ولذلك فإننا نرى إنها أزمة ثقة وهي مربط الفرس بين الطرفين! ولابد من ترميمها لكن الشعب من المؤكد لا يريد إسقاط النظام ولا يريد إشعال البلاد بحرب طائفية كما يحاول البعض أن يسوّقها في الإعلام.
 
 عبدالهادي الصالح