سعود السبيعي يكتب عن قرب رحيل معمر القذافي: سنفتقدك يا مهرج القمم العربية ؟!
زاوية الكتابكتب فبراير 27, 2011, 12:24 ص 2783 مشاهدات 0
عبقرية القذافي
الأحد 27 فبراير 2011 - الأنباء
سعود السبيعي
الله يذكرك بالخير يالقذافي ياملك ملوك افريقيا يازعيم الإنس والجان.
سنفتقدك يا مهرج القمم العربية فأنت أول من وضع حلا عبقريا ينهي قضية الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي باقتراحك اقامة دولة واحدة تضم الجميع وتسمى دولة أسراطين وانت أول من دعا رئيس الولايات المتحدة الأميركية رونالد ريغان للمبارزة على طريقة الكاوبوي رأسا برأس لكي تحقن دماء الشعب الأميركي.
القذافي وضع تفسيرا لكلمة الديموقراطية وأعاد اكتشافها وقال انها في الأصل كلمة عربية تعني ديمومة الكراسي، وهو الزعيم الوحيد الذي ترافقه خيمته البدوية في حله وترحاله في كل المناسبات الدولية التي يدعى إليها فلا يسكن إلا داخلها رافضا قصور الضيافة المعدة له، انه غريب الأطوار لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، نصّب نفسه داعية إسلاميا وراح يدعو فتيات ايطاليا للإسلام كما دعا قبل ذلك الرئيس اللبناني أمين الجميل للدخول في الإسلام.
المفارقة أن الطرائف والنكات تأتي غالبا من الشعوب كحال الشعب المصري الذي تميز بالنكتة ولكن في ليبيا العكس هو الصحيح، فالنكتة تخرج من القصر الرئاسي لا من الشارع الليبي فقد حبا الله معمر القذافي خفة دم وخفة عقل كذلك.
ففي غيابك الذي بات على الأبواب ستغيب النكتة عن المشهد السياسي وستصبح القمم العربية بعدك جوفاء صماء موحشة جافة لا ابتسامة فيها ففي وجودك كان هناك ما يشغل العالم فأحاديثك تثير شهية الاعلام لما تحمله خطاباتك من غرابة وإثارة تستقطب الجماهير في كل مكان.
يا أبا سيف الإسلام ما الذي يجبرك على مقاتلة شعب لا يريدك، ألست ملك ملوك إفريقيا؟! فارحل إلى حيث ممالكك فكل افريقيا ملك لك فحيثما تكون فالشعب شعبك والأرض أرضك فأنت كما تزعم قائد أممي وإمام للمسلمين، فلا تجزع من غدر الزمان وانقلاب الشعب الليبي عليك فهم لاشك لا يفهمون مصلحتهم ولا يقدرون قيمتك والمسألة في غاية البساطة هم فقط يريدون نقل مقر اقامتك من دولة تحكمها إلى دولة أخرى تابعة لك، فشعبك الإفريقي وكل الممالك التابعة لك تدعوك لتحل بركاتك عليهم فليس من العدل أن تفضل الاقامة في ليبيا على حساب شعبك الإفريقي فلا تجبر نفسك على اقناع من أصابتهم العين وثاروا عليك بالرجوع عن قرارهم برحيلك فهم لا شك خاسرون، فمن يفرط في ملك الملوك مثلك ويرفض وجوده لاشك انه لا يستحق ان يعيش فمن لا يحبك لا يستحق الحياة!
اهرب أيها الزعيم وارحل إلى حيث ألقت برحلها أم قشعم فلم يعد الزمان زمانك ولا الرجال رجالك فان كان الرحيل كما تعتقد مهانة فان البقاء على الذل والسقوط في أيدي أعدائك هو الذل المخزي الذي لن يطهره التاريخ.
أتساءل وأنا أتابع أحداث ما يجري في ليبيا وما تتناقله وسائل الإعلام من مساوئ ماضي معمر القذافي وأقول لنفسي لماذا كانت تدلس علينا الأنظمة العربية وتحاول ان تصنع من القذافي وبقية الدكتاتوريين صورا جميلة براقة في أذهان الشعوب العربية؟! فقد كانت تنقل لنا وسائل الإعلام الرسمية الأخبار الايجابية والمآثر الحسنة عنه وعن غيره من الرؤساء السلطويين وتغض الطرف عن مساوئهم وتنساق الشعوب للهتاف والتصفيق لهم دون ان تعلم عن حقائقهم المخزية شيئا فكل الدول مسؤولة مسؤولية مباشرة عن استمرار حكم القذافي طوال هذه السنين.
تعليقات