محمد العوضي يدعو الشيخ نبيل العوضي إلى مسامحة السلف بل وشكرهم على خلفية اختلافهم معه فى قضية الداعية وجدي غنيم
زاوية الكتابكتب ديسمبر 1, 2007, 8:01 ص 492 مشاهدات 0
نبيل العوضي... سامح السلف ... واشكرهم
محمد العوضي
كلنا يكره ان يتهم بما لم يقل، ويستنكر ان تفهم مواقفه بما يناقض الواقع، ويرفض ان يفسر كلامه على خلاف حقيقته، أو يلزم بلوازم لا يدين بها بل يعمل بنقيضها، ويزيد أسف الانسان أن تأتيه السهام ممن يعتبرهم سندا له ويعد نفسه امتدادا لهم، هذا ما شعر به الشيخ الداعية نبيل العوضي عندما اختلف مع بعض اخوانه واخواننا من التيار السلفي في قضية الداعية وجدي غنيم، والاختلاف معهم لم يكن في ادانة الخطأ وانما في كيفية التعاطي معه وتداعياته الكثيرة كل واحد منا له موازينه وتقديراته في التعامل مع المخالفين المنتقدين له اذا احس أنهم أساؤوا فهمه وظلموه، فإما ان يهمل الرد عليهم، وإما ان يرد ردا مباشرا صريحا، واما ان يرد بطريقة ضمنية غير مباشرة، واما ان يجعل من مشاريعه العملية ونشاطه الواقعي ردا يتحرك على الأرض ولا يلتفت إلى القيل والقال ويأخذ ماكان حقا حتى من مخالفيه.
كان رأيي للشيخ نبيل ألا يرد فالناس تميز وتحكم، لكن «بوعلي» يرى انهم تواصوا به وخلطوا الاوراق واحدثوا تلبيسا، فكتب ردا، ويوم الأربعاء الماضي اشتركت مع الشيخ نبيل في محاضرة «أحزان وأفراح» في مسجد الراشد بالعديلية وانتهت المحاضرة وهاتفته قائلا: أرأيت الجماهير نساء ورجالا وشبانا واطفالا امتلأ بهم المسجد والخيمة الخارجية وضاقت مواقف السيارات وكأننا في صلاة القيام في العشر الاواخر من رمضان لاجل هذا اقول لك لا تنشغل بالردود الكثيرة واجعلها نادرة عابرة، كي لا تستنزف الاختلافات في وجهات النظر والصراعات الطارئة طاقتك ولا تصرفك عن خطتك واهدافك الاصلية، وانت ترى عطش الناس إلى الطرح الايماني الذي حباك الله به، في زمن القنبلة الجنسية، وعبادة المادة، والأنانية، اتذكر عندما اشتركت معك في محاضرة الجامعة الاميركية في السالمية في رمضان أرأيت حب الخير عند الشباب واسئلتهم الحائرة ودموع الندم من البعض ودموع الفرح من الجميع لما صعدت الطالبة الغربية «مريام» على المنصة واعلنت اسلامها وارتدت حجابها، ثم اسئلة الطلبة... في كل ناد وسوق ومدرسة وكلية ترى الاثر المباشر في الصلاح والاصلاح، الشباب... الفتيات... الأمهات... الزوجات... المواطن... الوافد... وحتى غير المسلم، الكل يطلب العون والمشورة والرغبة في الارتقاء بالذات والايمان... اذا فلنتعامل مع المخالفين تعاملا نقدم فيه العقل على الانفعال، ونستفيد من خواطر ابن حزم في تعامله مع منتقديه في رسالته «مداواة النفوس» وكذا كلمة الغزالي في كتابه «جدد حياتك» تحت عنوان «كن عصيا على النقد»... والأهم من ذلك اذا علمت ان الذين هاجموك وقسوا عليك بالردود انهم من اخوانك في الله، ولهذا سامحهم يا بوعلي، يقول الامام ابن تيمية «ان المؤمن تجب موالاته وان ظلمك واعتدى عليك»... ثم لا تنس ان مئات الشباب الذين يلتفون حولك ويتابعون نشاطاتك بل ويشاركون في ترتيباتها، هم من شبيبة جمعية احياء التراث وجمعية الاصلاح وغيرهم، والخصومة المعلنة توقعهم في حزن وحيرة، ثم ها أنت بجواري وتنهال عليك الاتصالات من اصحاب وتجمع الذين هاجموك بل من بعض رموزهم وهم يبدون عدم رضاهم ويعتذرون بالنيابة عنهم ويشكرونك على احتواء ابنائهم، ويقولون ما لو نقلته للرادين عليك لكان نميمة وفتنة بين اخوانك واصحابهم، اذا ما الحل؟ مرة اخرى سامحهم وخذ ما كان حقا واطرح ما تمجه الاذان، واشكر المتحسرين منهم والرافضين لصنيعهم، وحقن مرادهم باغلاق باب الردود، وهكذا في كل تجمع تجد تباينا في العقول والمروءات والاخلاق والطباع، فكم هو الفرق بين من يعذرك ويفهمك ويعتذر بالنيابة عن تجمع بأكمله ويرى انهم اساؤوا الردود وبين من لا يكتفي بالرد عليك بل يغمزك ويلمزك ويسخر منك ويشكك في دعوتك وتقرأ بين سطوره تحريضا واحيانا يستدل بآيات ضدك نزلت في المشركين او المنافقين، فرق كبير جدا جدا، لهذا حرام التعميم على اي تجمع بحكم واحد، واخيرا ألا ترى ان من يتسلط على اخوانه يتسلط عليه من لا يراعيه ويقسو عليه بأكثر من قسوته عليك، وصلني على الفاكس مقالان للكاتب محمد المليفي نشرا في «الوسط» احدهما بعنوان «تناقض بعض مدعي السلفية ونانسي عجرم» غاية في الشراسة»، لان التصعيد لايولد إلا تصعيدا، وقلت اكثر من مرة للكاتب المليفي ما تصنعه غلط... غلط... ولكن قناعته وطبيعته وانطلاقاته تختلف... بوعلي دعك من الراد والمردود عليه وانطلق في مشاريعك ولا تنس، تسامح من اساء اليك وتشكر من واساك منهم واعتذر لك.
تعليقات